جعل الله سبحانه وتعالى الأم مسئولة عن تربية ولدها، فهي راعية ومسؤولة عن رعيتها، وأشار سبحانه إلى هذه المسئولية الأخلاقية في قوله: "ما كان أبوك امرأ سَوء وما كانت أمك بغياً" (مريم 28) وذلك على لسان قوم مريم عليها السلام. جاء في الحديث الشريف (إن كان خرج يسعى على ولده صغارا فهو في سبيل الله، وإن خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله، وإن كان خرج رياء وتفاخرا فهو في سبيل الشيطان).
رباط الأمومة يبيح للولد أن يأكل من بيت أمه: "ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم" (النور 61). قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم (االوالدُ أوسطُ أبوابِ الجنَّةِ فإن شئتَ فأضع ذلِكَ البابَ أوِ احفظْهُ) و (لا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد العمر إلا بر الوالدين). أن رباط الزوجية لا يمكن أن يتحول أمومة أبداً، وشتان بينهما قال سبحانه: "وما جعل أزواجكم اللائي تُظاهرون منهن أمهاتكم" (الاحزاب 4) و "الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هُنَّ أمهاتهم. إنْ أمهاتهم إلا اللائي ولَدْنهم" (المجادلة 2). قال الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم (الساعى على الأرملة والمسكين كالمجاهد فى سبيل الله).
أوجب الله سبحانه وتعالى للأم ميراث ولدها إن مات في حياتها كما أوجب له ميراثها إن ماتت في حياته. قال سبحانه وتعالى: "فإن لم يكن له ولد ووَرِثه أبواه فلأمه الثلث، فإن كان له إخوة فلأمه السدس" (النساء 11). قال رسولُ الله صلى الله عليه واله وسلم: (رِضَا الرَّبِّ في رَضَا الوَالِدَيْنِ، وسَخَطُ الرَّبِّ في سَخَطِهِمَا) و (ألا أنبِّئُكم بأكبرِ الكبائرِ ثلاثًا قالوا: بلَى يا رسولَ اللهِ، قال: الإشراكُ باللهِ، وعقوقُ الوالدينِ، وجلَس وكان متكئًا، فقال: ألا وقولُ الزُّورِ).
من الأمثلة التي ضربها الله سبحانه في القرآن للأمهات المثاليات أسوة للمؤمنات مريم. قال الله تبارك وتعالى "إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ" (ال عمران 35-36).
ورد في الخبر: من صور بر الوالدين (تقديم أمرهما، والإنفاق عليهما، تحري رضاهما، المبالغة في خدمتهما، طاعتهما، الصبر عليهما).جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي قَالَ: أُمُّكَ قَالَ: ثُمَّ مَنْ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ: ثُمَّ مَنْ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ: ثُمَّ مَنْ قَالَ: ثُمَّ أَبُوكَ. قال خليل مطران: نعمت الأمُ أنجبت خيرة الأولاد للبِّرِ والنَدى والوفــاءِ.







وائل الوائلي
منذ يومين
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN