Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
ومضات اجتماعية... كفى بالمرء إثماً أن يضيّع من يعول (36)

منذ 4 سنوات
في 2021/11/27م
عدد المشاهدات :2206
حسن الهاشمي
أن تجهد نفسك وتكدح وتسعى من أجل الحصول على لقمة الحلال لك ولعائلتك، هذا لعمري من أفضل الأعمال وأنبلها وهي لا تقل أهمية عن الجهاد في سبيل الله، بل هو الجهاد بعينه إن لم يفقه في بعض الحالات، كيف لا يكون كذلك وترى الأب الحنون الرؤوف يشمّر عن ساعديه ويخوض اللجج ويبذل المهج من أجل أن يحافظ على كرامته ورفعته وكرامة ورفعة من يعول أليست التضحية من أجل الآخرين قمة الوفاء والبذل وهي تستحق كل الثناء والتقدير
الحقيقة التي لا غبار عليها ان الله تعالى يغدق كرمه ولطفه على من يتحمل المسؤولية ويسعى حثيثا لتوفير سبل الحياة الكريمة له ولمن يعول ليعيش العزة والكرامة والشهامة بأبهى صورها، وفي نفس الوقت يركس بالحضيض كل من يقبل لنفسه الذلة والمهانة بتقاعسه ولا أباليته وانتظار عون الآخرين، فالدين الحقيقي هو الذي يريدك أن تعيش مكرّما بين الناس لا ذليلا، محسنا لا محتاجا، وكفى بالمرء إثما وذلا أن يضيّع من يعول، لما لهذا التضييع من تداعيات سلبية وخيمة على الفرد والمجتمع.
تخيّل وضع العائلة فيما اذا جلست في البيت دون ان تكدح من اجل الحصول على لقمة الحلال ما هو مصير زوجتك واطفالك ومن يلوذ بك من يلبي احتياجاتهم المعاشية من طعام وشراب ودواء وسكن وأثاث وغيرها كيف تكون معاملة الزوجة والأولاد للأب الكسول الذي لا يلبي متطلباتهم الضرورية بلا أدنى شك فان المشاكل ستتفاقم والتمرد سيطغى ازاء كل طلب يصدر من رب الأسرة، وقد يؤدي ذلك الى انحراف العائلة وطرقها أبواب الفساد والسرقة والنصب والاحتيال لتأمين ما حرموا منه جراء تقاعس أبيهم وعدم تلبية أدنى احتياج لهم، وهذه الانحرافات ما كانت لتطفو على السطح لولا تقاعس رب الأسرة واحجامه عن العمل وطلب الحلال، وهو ما سيبوء نصيبه من الإثم والعقاب جراء عدم تحمله المسؤولية الملقاة على عاتقه، وينبغي مراجعة حساباته ولملمة شتات العائلة قبل فوات الأوان، ولا منجى له سوى توفير فرصة عمل شريفة تحفظ كرامته وترمم حائط العائلة الآيل للسقوط.
اقتحام المصاعب لطلب المعاش يوفر السيولة المالية لتلبية طلبات المعيشة من مأكل ومشرب ومسكن ودواء ومركب وسفر وزيارة وترفيه وتأدية الواجبات الاجتماعية من حقوق شرعية وهدايا وهبات ومساعدات وغيرها مما يوفّر سبل الراحة النفسية ويقضي على الكثير من المشاكل التي غالبا ما تتفاقم بسبب قلة ما في اليد، صحيح ان الوفرة المالية وحدها ليست هي العصا السحرية لبناء المدينة الفاضلة للعائلة، بل لابد ان تتوافر مبادئ الدين والاخلاق والكرم لمن أراد ان يكون بناءه مستحكما وعياله يعيشون عيشة راضية مرضية تسودها اجواء المحبة والايثار والتكامل، هذا ما أشار إليه الإمام الصادق (عليه السلام) حينما قال: (من لم يستح من طلب المعاش خفت مؤونته، ورخى باله، ونعم عياله) ثواب الأعمال للصدوق: ١ / ٢٠٠ / ١.
طلب الحلال في تكريس الحيثية وصون الكرامة وحفظ ماء الوجه، من الأمور التي ندب اليها الشارع المقدس؛ لما لها من بالغ الأثر في حفظ كيان البشر من الانزلاق نحو الذل والعبودية والامتهان، فالمؤمن الغني القوي خير من المؤمن الفقير الضعيف، فالأول يكفي نفسه ومن يعول بل ان خيره واحسانه قد يطال الآخرين، أما الثاني ربما يريق ماء وجهه ـ وهو أغلى ما يملك ـ بسبب الفقر والحاجة والعوز، وهذا ما لا يحبذه الشرع والعقل السليم لإنسان خلقه الله تعالى في أحسن تقويم وأكرمه بتاج الإباء والعزة والشموخ، إلاّ أن يكون مضطرا لقبول المساعدة تعففا أو سؤالا أو الحافا لكبر أو مرض أو عاهة مستديمة فإنها حالات استثنائية تتطلب المعالجة من ذوي المروءة والفضل والاحسان.
وطالما ان جمع المال الحلال يحفز في المرء حفظ الكرامة وسداد الدين واغاثة الملهوف ومد يد العون لكل قريب أو جار أو صديق، وهي من الأمور المحبذة لدى العقلاء وكل من يتقمصها يعد من أهل البر والخير والاحسان ويلقى ربه بوجه حسن، وكل من يتخلى عنها فانه سيكون في خانة الأذلاء الذين لا حظوة ولا مقام لديهم بين الناس وفي الآخرة ليس من المنظرين، فطالب الحلال كالطير السليم المعافى يطعم نفسه ويطعم الآخرين من فضله، أما المتقاعس من غير عذر كالطير الكسيح الذي ينتظر رحمة الطيور الأخرى وإلا أوقع نفسه في الهلكة والخسران، والعاقل الكيّس يرضى لنفسه ان يكون مهابا ومحسنا ولا يرضى لنفسه ان يكون ذليلا ينتظر فتات الآخرين، عن الإمام الصادق (عليه السلام): (من طلب الدنيا استغناء عن الناس وتعطفا على الجار لقى الله ووجهه كالقمر ليلة البدر) ثواب الأعمال للصدوق: ١ / 200 / 1.
حياة العفاف والكفاف هي الحياة المثالية التي ينبغي أن نصبو اليها، عفاف يعف بها الانسان بطنه وفرجه ويمتنع عما لا يحل ولا يليق، وكفاف يكف بها عن الاحتياج الى الأشرار واللئام من الخلق ليسد رمقه ومن يعول ويحفظ كرامته ومقامه ومروءته، وان الحصول على هذه الحياة الناجية ليس بالأمر الهيّن فانه بحاجة الى جهاد النفس الأمارة بالسوء والتمسك بعروة الصبر والتجلد والأناة ولا يلقّاها الا ذو حظ عظيم، دخل الامام علي (عليه السلام) المسجد وقال لرجل -: (أمسك علي بغلتي، فخلع لجامها وذهب به، فخرج علي (عليه السلام) بعد ما قضى صلاته وبيده درهمان ليدفعهما إليه مكافأة له، فوجد البغلة عطلا، فدفع إلى أحد غلمانه الدرهمين ليشتري بهما لجاما، فصادف الغلام اللجام المسروق في السوق، قد باعه الرجل بدرهمين، فأخذه بالدرهمين وعاد إلى مولاه، فقال علي (عليه السلام): إن العبد ليحرم نفسه الرزق الحلال بترك الصبر، ولا يزداد على ما قدر له) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ٣ / ١٦٠. ولكي تعبر على الصراط وانت ذو بال مرتاح ونفس مطمئنة خفّف مؤونتك ليسهل حسابك، فذلك خير لك في آخرتك ودنياك، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ما قل وكفى خير مما كثر وألهى) أمالي الصدوق : 395 / 1.
حين يسقط القناع: قراءة نفسية في تغيّر الصديق الطيّب
بقلم الكاتب : حنين ضياء عبدالوهاب الربيعي
كان يبدو صديقًا حقيقيًا، قريبًا للروح، تتحدث إليه فيفهمك دون أن تشرح كثيرًا. عاش بينك زمنًا من المودّة والصدق الظاهري، حتى ظننت أن صداقتكما من النوع الذي لا يتبدّل. لكنك كنتَ مخدوعًا أو بالأحرى كنت ترى الوجه الذي أراد أن يُريك إياه. فجأة تغيّر. صار يتصرف بسوء، يتحدث عنك في غيابك، يذكرك بأقبح الكلام،... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

كان اسمها (زينب)  ويقال إن للإنسان نصيبا من اسمه،وهي كذلك،ترتدي الخُلق وتنطق... المزيد
ونحنُ في المشتاةِ ندعو الجَفَلَىٰ لا تُرى الآدِبَ فينا يُنتَقَرُ طرفة بن العبد... المزيد
مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...
في رحاب الكاظمية المقدسة، وُلد جابر بن جليل كرم البديري الكاظمي عام 1956، ليكون نجمًا متألقًا...
كان يتذمر،والشكوی تضحك في فمه كيف يعلِّمني صبيٌّ علی كلٍّتلميذٌ صغير  وسأعيد تربيته أنا...


منذ 4 ايام
2025/11/16
احلفكم بالله ايها المحللون والاعلاميون اتركوا المنتخب العراقي وشأنه ولا تضعوا...
منذ 4 ايام
2025/11/16
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء السادس والسبعون: كون داخل الكون: العوالم المتعددة...
منذ 4 ايام
2025/11/16
منذ سنوات برزت ظاهرة من قبل بعض جماهير الاندية الكبيرة ضد نادي الزوراء وانتشرت...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )