السؤال الذي يجب أن نسأل أنفسنا بين الحين والآخر ما الذي تعلمناه من الحسين عليه السلام.
كل إنسان يؤمن بلإنسانية ويؤمن بالحرية لابد أن يتعلم من الحسين (عليه السلام ) كل الجزئيات لأن الحسين المدرسة الخالدة والنجاة الوحيد في الدنيا والآخرة.
يجب أن نعرف الله عن طريق الحسين عليه السلام لأن ذلك أساس وجودنا في الحياة ، ويجب أن نعرف العقيدة الحقيقية لهوية المسلم ، ونتعلم من الحسين أن نضحي بأنفسنا من أجل الأرض والعرض، وكيف نكون مظلومين فننتصر ، والوقوف بوجه الظلم ، ومساعدة المحتاج ، والأمر بالمعروف ، فالحسين (عليه السلام) عَلم البشرية جمعاء من الدروس والعبر ما لا يوجد في حياة غيره فقد جمع في تضحيته وإبائه وشجاعته وإقدامه وفي صبره وتحمله... حياة جده وأبيه وأمه وأخيه وهي خلاصة حركة التوحيد على طول مسيرة الأنبياء ولنذكر بعض ما تعلمناه من الحسين (عليه السلام) .
1 - علمنا الحسين أن تضحية الفرد بنفسه أو بأهله وعياله وكل ما يملك - ومهما كان الفرد عظيماً بل حتى لو كان أعظم وأقدس من في الأرض - من أجل إقامة دين الله وحفظه من التحريف والأمة من الانحراف واجبة إذا اقتضت مصلحة الإسلام التضحية بالفرد فعليه أن يضحي .
2 وتعلمنا من الحسين (عليه السلام) أن السر من وجود الإنسان هو عبادة الله تعالى وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [البقرة: 110]. العمل بالحق ورد الباطل والظلم .
3- تعلمنا من الحسين أن لانخضع للظالم لانه الخضوع والخنوع لغير الله حرام ، وأن نثور في وجه الظلم حتى لو كنا قليلي العدة والعدد، لان السكوت عن الظلم حرام ويحاسب عليه الانسان {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ} [غافر: 31]، وقال: {وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ} [فصلت: 46 ].
4- تعلمنا من الحسين (عليه السلام ) أن السقوط في طريق الحق والشهادة هو ليس خسارة بل العكس من ذلك لان ذلك سينير الطريق للأجيال القادمة وينمي روح الأمة المسلمة فلو كانت خسارة لما بقيت خالدة الى يومنا هذا.
5- وتعلمنا من الحسين (عليه السلام ) كيف يُعبد الله ، حتى في اشد الظروف وأقسى الحالات والثبات على الدين الحق.
6- وعلمنا الحسين (عليه السلام) الإباء والعزة فلم يعرف التاريخ أبياً كالحسين (عليه السلام) وأصحابه فهو حقاً سيد الأباة ، وعلمنا الحسين كيف ننصر الحق ونحييه وكيف نحارب الباطل ونميته... وهذا هو الهدف الأساسي من نهضة الحسين (عليه السلام) ، وعلمنا الحسين (عليه السلام) كيف نواجه المصائب والصعاب والكوارث التي تحل بنا وكيف نقف موقف الصبر والصمود ، علمنا الحسين (عليه السلام) كيف نعتنق المبادئ وكيف نحرسها وعلمنا كيف نقدس العقيدة وكيف ندافع عنها ... وعلمنا كيف نموت كما علمنا كيف نحيا كراماً بها... ورسم طريق الخلود الأدبي والقومي من طريقها).
فالحسين (عليه السلام) هو المدرسة الخالدة على مر الدهور والعصور الذي يجب أن نغترف من عطاياه ، وهو المعلم والملهم الذي يجب أن نتمسك به لنيل سبيل الرشاد والصلاح في الدنا والأخرة.







وائل الوائلي
منذ يومين
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN