من المواضيع الإعجازية الرائعة في القرآن الكريم هو السجود حيث تكرر في آيات كثيرة بلغت (92) مرة ولكل موضع تفسير معين، حيث تتكرر الكلمات في القرآن الكريم والمعنى واحد هو في أصل السجود، لاشك في أن لكل شي اثر عيني ملموس نشاهده بأعيننا،وأثر نفسي وهو الأهم.
حيث أن السجود بطبيعته هو الخشوع والخضوع لله تعالى فيستوجب أن يكون العبد زاهداً بكل شيء من أجل خالقه لأن فيه الرضا والصلاح، قال تعالى { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ } .( سورة الفتح : ٢٩).
فأقرب حالات العبد على ربه هي في السجود لذا قال تعالىٰ : { وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب } (۲٥). سورة العلق : ٩٦ / ١٩.
كثرة السجود تذلّل العبد لربه العظيم وطلب المغفرة وتطهيره من الذنوب لما في السجود حقيقة العبودية بعد نفي التكبر والتمرد والعصيان.
وقد جاء في الحديث التأكيد علىٰ ضرورة إطالة السجود لمن أراد أن تكون له الجنّة هي المأوىٰ.
فقد روىٰ ثقة الإسلام الكليني رضي الله عنه بسنده عن أبي عبدالله عليه السلام أنّه قال : مرَّ بالنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم رجل وهو يعالج بعض حجراته فقال : يا رسول الله ألا أكفيك فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم : شأنك ، فلمّا فرغ قال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : حاجتك قال : الجنّة ، فأطرق رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ثمّ قال : نعم ، فلمّا ولى قال له : يا عبدالله أعنّا بطول السجود (1).
وفي خبر آخر ، أنَّ قوما أتوا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقالوا : يا رسول الله ، اضمن لنا علىٰ ربّك الجنّة ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : علىٰ أن تعينوني بطول السجود (2).
وعن ربيعة بن كعب أنه سأل النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بأن يدعو له بالجنّة ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : أعنّي بكثرة السجود (3).
ويعتبر السجود من أهم مواضع أستجابة الدعاء عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنه قال : أقرب ما يكون العبد من ربّه وهو ساجد فاكثروا الدعاء (4).
فمن فضائل السجود:
1- زيادة الحسنات.
2- النار لاتأكل أثر السجود.
3- سبب لدخول الجنة.
4- تفريج الهموم والكربات.
5- دحر الشيطان.
فالنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يؤكّد هنا علىٰ ان العبد أقرب ما يكون من رحمة ربّه وفضله العميم في حال سجوده لذا جاء الحث علىٰ الدعاء في السجود.
فالعبد الساجد مادام في موضع القرب والزلفى يمكنه أن يطلب من ذخائر الرحمة الالهية وأبواب المغفرة مايشاء.
1- الكافي ٣ : ٢٦٦ / ٨ باب فضل الصلاة.
2- أمالي الطوسي ٢ : ٢٧٧. ومستدرك الوسائل ٤ : ٤٧١ / ٥١٩٠ باب ١٨ من أبواب السجود. وجامع أحاديث الشيعة ٥ : ٤٦٥ / ٨٣١٥ فضل السجود.
3- دعوات الراوندي : ٩. ومستدرك الوسائل ٤ : ٤٧١ / ٥١٩٢ باب ١٨ من أبواب السجود.
٤- صحيح مسلم بشرح النووي ٤ : ١٦٧ / ٤٨٢ باب ٤٢.







وائل الوائلي
منذ يومين
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN