Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
أثر الطيب والماء في كمال الروح والجسد

منذ 5 سنوات
في 2021/04/23م
عدد المشاهدات :1775
حسن الهاشمي
وردت عدّة نصوص شرعية ومن ضمنها أحاديث عن النبي محمّد (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الطاهرين تتناول بشكل مسهب صحّة الروح والبدن وما يدور في فلكهما من أشربة وأطعمة وألبسة تؤثر بشكل مباشر على سلامة جسم الانسان وتألق روحه في حياة ملؤها التفاؤل والرضا والقناعة، فالإسلام أولى تلك العلاقة التكاملية أهمية بالغة ولا تزال تهتف بأوساطنا ان نقتفي الأثر اذا ما اردنا العيش الرغيد بدون اية منغصات في معترك الحياة الدنيا.
ومن المعروف أن الأكل الطيب والحلال الهني المري يؤثر ايجابا وبشكل مباشر على سلوكيات ومنهجيات الانسان بخلاف الأكل الخبيث، ولقمة الحلال الطيبة بعدما تنزل الجوف فإنها تصقل الروح والبدن، وتساهم في ترسيخ الأهداف النبيلة بين شرائح المجتمع وبث روح المحبة والتآخي بين الأفراد، وطالما ان تلك العلاقة تبني العقول السليمة وتساعد في تنمية الطاقات في التوجه الى الخالق المتعال بقلوب مطمئنة راضية مرضية.
الانسان الذي يحمل بين جنباته روحا طيبة يكون ديدنه العمل الصالح بخلاف الذي يحمل روحا خبيثة فلا يطفح منه سوى الشرور والآثام، انك لا ترى من الصالح الا الصلاح والفلاح، تراه متعبدا في ذات الله تعالى، جسمه منه في عناء والآخرين منه في راحة، يحب لنفسه ما يحب لسائر الخلق، يؤدي الخدمات الجليلة لسائر طبقات المجتمع ويسعى الى تسريع عجلة اعمار الأرض، تراه يخدم تطلعات الانسان الطموحة في ايجاد أرضية مناسبة لإسعاد البشرية قاطبة ريثما تصل الى الأنموذج الأمثل في التعاطي مع مفردات الحياة المادية والمعنوية.
كما هو واضح إن الله جميل يحب الجمال، ويحب أن يرى أثر النعمة على عبده، وما أفضل من الطيب لبسا وأكلا وشربا ورائحة وبركة لكي يتجول الانسان في هذه المعاني الراقية ويتنعم بنعم الله تعالى التي لا تعد ولا تحصى، متباهيا أمام أقرانه بأنه غارقا في الطيب والجمال وهو ما أغدقه الرحمن على عباده الأوفياء، مستوجبا الحمد والثناء والرجاء لإبقائها واستدامتها لما فيها من خيرات وبركات وحسنات.
فلو تمعنا في نعمة الماء فانه يعد سيد الأشربة في الدنيا والآخرة كما جاء في الأثر، لا شيء من السوائل والعصائر مهما بلغت فائدتها يروي كالماء المعين الذي لولاه لانعدمت الحياة بما فيها من حيوان ونبات وحتى جماد، فيا لها من نعمة عظيمة ينتشي منها العطشان ويكون انتشاءه أشد وأجمل وأوفى اذا ما حصل عليه وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة في وسط الصحراء القاحلة، فالماء وحده هو الذي ينتشله من مخالب الموت المحقق.
في معرض اشارته الى نبي الله موسى عليه السلام وبني اسرائيل عندما كانوا تائهين في البيداء، أشار الله تعالى الى ركني الحياة "الأكل والشرب" وهما رافدان يضخان الحياة بأبهى صورها ويدلان على عظمة الله تعالى في مخلوقاته، وحري بكل ذي لب ان يشكر الله على هذه النعم ويبتعد عن كل عصيان وفساد وانحراف: (وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِى الاْرْضِ مُفْسِدِينَ) البقرة: 60.
يقول فخر الدين الرازي في تفسيره: (أن نعمة الأكل والشرب هو الإنعام التاسع من الإنعامات المعدودة على بني إسرائيل، وهو جامع لنعم الدنيا والدين، أما في الدنيا فلأنه تعالى أزال عنهم الحاجة الشديدة إلى الماء ولولاه لهلكوا في التيه، كما لولا إنزاله المن والسلوى لهلكوا، فقد قال تعالى: ( وما جعلناهم جسداً لا يأكلون الطعام ) الأنبياء: 8. وقال: ( وجعلنا من الماء كل شيء حي ) الأنبياء: 30. بل الإنعام بالماء في التيه أعظم من الإنعام بالماء المعتاد؛ لأن الإنسان إذا اشتدت حاجته إلى الماء في المفازة وقد انسدت عليه أبواب الرجاء لكونه في مكان لا ماء فيه ولا نبات، فإذا رزقه الله الماء من حجر ضرب بالعصا فانشق واستقى منه علم أن هذه النعمة لا يكاد يعدلها شيء من النعم، وأما كونه من نعم الدين فلأنه من أظهر الدلائل على وجود الصانع وقدرته وعلمه ومن أصدق الدلائل على صدق موسى عليه السلام) تفسير الرازي ج3 ص96.
نعم ان الانسان خلق في أحسن تقويم وبهذا الخلق الرائع والرائق باستطاعته ان يتماهي في الدنيا بمظهر لائق بالاعتناء بنظافته ولياقته وطيبه، ويتفاخر بالآخرة بشكره للمنعم وتعبده ودماثة خلقه، وما أكثر نعم الله تعالى لتجييرها في تشذيب وترشيد حياة الانسان في هذه الدنيا الزائلة، وأهم موردين من هذه النعم الجمة هي نعمة التقويمة الحسنة والأكل والشرب، فالحفاظ على خصلة الأحسنية بحاجة الى جهود جبارة من قبيل التمعن بنظافة وطهارة الجسم والملبس والمأكل والمشرب ليتذوق طعم الطهر والنقاء والحلاوة والانتشاء، فبحسن التصرف ازائهما باستطاعة الانسان ان يصل الى مراتب الكمال بأبهى صورها ويعيش عيشة راضية في حياته وبعد مماته.
الانقسام الاجتماعي في العراق من التناحر إلى الوحدة الإيمانية رؤية قرآنية
بقلم الكاتب : وائل الوائلي
إن العراق، ذلك البلد المبارك الذي ازدان بضياء النهرين وتراث الأنبياء، ظلّ عبر تاريخه الحديث يعاني من آفة التناحر والانقسام، حتى كادت نيران الفرقة أن تلتهم أخضرَه ويابسَه. ولئن تعددت مظاهر هذا الانقسام بين حزبيةٍ طاغية، وعشائريةٍ متجذرة، وطائفيةٍ مميتة، فإن المنهج القرآني يظلّ المنار الوضاء الذي... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى.... المزيد
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه، لكنه كان...
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد آلام أمةٍ...
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...


منذ اسبوعين
2025/11/03
عندما نقرا تاريخ الكرة الاسيوية ونحدد فترة معينة يمكن من خلالها معرفة من هم كبار...
منذ اسبوعين
2025/11/02
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء الثالث والسبعون: عودة الميكانيكا البوهمية: لماذا...
منذ اسبوعين
2025/10/31
عندما نفكّر اليوم في القنبلة النووية تنبثق أمامنا صورة طاقة هائلة تُطلق في لحظات...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )