Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
الجهل المركّب

منذ 6 سنوات
في 2019/08/14م
عدد المشاهدات :8594
خلق الله تعالى الخلق، وأوجد فيه العقل وهو من أفضل نعم الله تعالى على الإنسان أن ميّزه عن باقي أجناس الحيوانات بالعقل، وهو الرسول الباطن لكل إنسان، تلك الجوهرة التي ارتقى بها الإنسان من حضيض الحالة الحيوانية ليصل الى مراتب يطمع بها حتى الملائكة المقربون. فبالعقل تتحق إنسانية الإنسان، وعليه مدار التكليف، ثم إنّ من جميل صُنعه تعالى أن جعل الإنسان يبدع إن أراد ذلك، وقد يصيبه الخمول إن هو أراد الخمول وكسل عن المطلوب. يقول بعض العلماء: (إن من قدرات الإنسان ومميزاته هو أنه يتمكن من التوجه والانتباه إلى علمه وجهله، فيعلم بأنه يعلم ويعلم بأنه لايعلم. وأما الحيوانات إن كانت تعلم فهي لاتعلم بأنها تعلم كما أنها حينما تجهل لاتعلم أنها لاتعلم)، فمن الناس من أوصد باب العقل واختار الجهل، وكردّ فعلٍ على ذلك وردت الكثير من الأحاديث والروايات في مدح العقل وذم الجهل، فما دام الإنسان سائراً بهدي العقل السليم فهو إنسان، فإن أهمل ذلك فقد رجع إلى مراتب الحيوانية. وقد قسّم العلماء الجهل إلى قسمين: القسم الأول: هو أن يجهل الإنسان شيئاً وهو مطّلع عليه وعالم بجهله وواقف على ذلك ويسمى ( الجهل البسيط)، ولا خطورة في الجهل البسيط لأن الإنسان مادام يعلم بجهله فسوف يسعى لإزالة هذا الجهل، وأما الذي لايعلم بجهله فهو في ظلمة لا نور فيها أصلاً فكيف يمكنه الخروج من هذه الظلمة القسم الثاني: هو عبارة عن اعتقاد جازم غير مطابق للواقع، أي يتصور الشي المعلوم ويعتقده على غير هيئته، أي إصرار الجاهل على جهله ويدّعي بأنه عالم، وهذا يسمى (الجهل المركب)، وهذا هو محور حديثنا، فالجاهل من هذا الصنف يجهل شيئاً وهو غير ملتفت إلى أنه جاهل به، بل يعتقد أنه من أهل العلم به، فلا يعلم أنه لايعلم، كأهل الاعتقادات الفاسدة الذين يحسبون أنهم عالمون بالحقائق وهم جاهلون فيها بالواقع) (١). وهذا ما ابتلي به بعض الأفراد في مجتمعنا هذا الزمان. كما جاء في قوله تعالى : (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا 103 الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا 104) (٢). فإنهم يظنون أنهم يفعلون الأفعال الجميلة، (والحسبان هو الظن وهو ضدّ العلم) (٣)، وهذه إشارة إلى وقوعهم في الجهل المركب، لأن أحد أسباب الوقوع في الجهل المركب هو الظن. وإن من مظاهر تغييب العقل الواضحة هو الجهل المركب، لأن الجهل المركب هو العمل بالوهم بعبارة أخرى، أي يتوهم الإنسان أنه عالم بالشيء والحقيقة خلاف ذلك. قال تعالى :(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ۗ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ (13)) سورة البقرة(٤). فالجهل المركب مانع من قبول الحق والرجوع له، فإن الجاهل بجهله على خلاف ماهو الواقع، أعظم ضلالة وأتم جهالة له من المعترف بجهله، فإنه يعذر وتنفعه النذر والآيات (٥). إن الجهل المركب يعتبر من الأمراض الخطيرة التي تصيب الإنسان والتي يصعب علاجها، لأن الجاهل من هذا النوع غير مهيأ نفسياً ولافكرياً لتقبّل أنه جاهل، وهذا يأتي من الغرور الذي هو أحد أسباب إصابته بالجهل المركب، والغرور لوحده يُعدّ مرضاً، فمجرد إدراك الشخص بقصوره الفكري يجعله ذا فكر، وأما الجاهل من هذا النوع فتكون في نفسه نزعة الغرور تجعله في نظره هو عالماً وليس جاهلاً. فالجهل المركب جمع بين الجهل والاعتقاد وخلط بينهما وبين العجب والهوى والغرور والظن، فإن عجبه بنفسه وغروره يؤدي به إلى التعصُّب وعدم تقبّل الحقيقة، فهو لا يتقبّل فكرة النقاش والدليل العلمي، والمعروف أن قول (لا أعلم) هو نصف العلم. إن الإنسان الذي يعلم أنه لايعلم الشي قد اكتسب نصف العلم، وهو العلم بجهله، والنصف الثاني هو العلم بالشيء المجهول، وذلك ما يستطيع اكتسابه من خلال البحث والدراسة والاستفسار والسؤال، واختيار المصادر الدقيقة للمعلومة. أن سبب تسميته (بالجهل المركب) هو لأنه مركب من جهلين: جهل بالواقع ونفس الأمر، وجهل بذلك الجهل، أي إنه يتوهم كونه عالماً، والحال أنه جاهل. والجهل المركب مميت للقلب ومانع من استكمال الفضائل التي هي سبب السعادات. فالجهل ضد العلم والإنسان بفطرته طالب للكمال رافض للنقص، والعلم كمال وكفى به كمالاً أن يدّعي به من لم يتصف به، والجهل قاتل لذلك الدافع والحافز بداخل الإنسان ليسعى ويرتقي سلم الكمال، لذلك يعتبر الجهل منبعاً وقاسماً لكثير من الأمراض الفكرية والأجتماعية، بل لاتوجد رذيلة ومنقصة إلا والجهل سببها.
-------------------------------------------
١/المظفر ،محمد رضا ،المنطق ص ١٩ ٢/سوره الكهف ٣/البيان ج٧ص ٩٧ ٤/سورة البقره الآيه ١٣ ٥/زبدة التفاسير ج ١ص ٦٤
الانقسام الاجتماعي في العراق من التناحر إلى الوحدة الإيمانية رؤية قرآنية
بقلم الكاتب : وائل الوائلي
إن العراق، ذلك البلد المبارك الذي ازدان بضياء النهرين وتراث الأنبياء، ظلّ عبر تاريخه الحديث يعاني من آفة التناحر والانقسام، حتى كادت نيران الفرقة أن تلتهم أخضرَه ويابسَه. ولئن تعددت مظاهر هذا الانقسام بين حزبيةٍ طاغية، وعشائريةٍ متجذرة، وطائفيةٍ مميتة، فإن المنهج القرآني يظلّ المنار الوضاء الذي... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى.... المزيد
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه، لكنه كان...
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد آلام أمةٍ...
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...


منذ 6 ايام
2025/11/03
عندما نقرا تاريخ الكرة الاسيوية ونحدد فترة معينة يمكن من خلالها معرفة من هم كبار...
منذ 1 اسبوع
2025/11/02
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء الثالث والسبعون: عودة الميكانيكا البوهمية: لماذا...
منذ 1 اسبوع
2025/10/31
عندما نفكّر اليوم في القنبلة النووية تنبثق أمامنا صورة طاقة هائلة تُطلق في لحظات...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )