على خطى النجاح الكل يحاول السير بجدية، يستلهم العبرة من أخطاء اسلافه مستفيداً بالوقت ذاته من نجاحهم فيطور من خلال ذلك مشاريعه، ويصحح الاخطاء وفق الخطط الموضوعة بين يديه , والهدف من كل ذلك هو التأسيس للنجاح بصورة جديدة بمحورية الماضي وواقعية الحاضر, ولايخفى على الجميع ان الاسرة تعد من اهم خطوات انجاح المجتمع وتوفير الذائقة الانسانية من خلالها , فالمجتمع الناجح وفق الحسابات الاجتماعية هو ذاك المجتمع الذي تتوفر فيه العديد من الاسر الناجحة اجتماعياً واخلاقيا فسموا أي مجتمع وبلوغه مرحلة الكمال الاخلاقي يعتمر بمعمورة الاسرة الناجحة اخلاقيا لما فيها من انبعاثات وارسالات واشعاعات تنعكس على مرآة الواقع الانساني .
تعد الاسرة الخطوة الاولى نحو التفوق والبناء الرصين الناجح، يتكأ نجاحها على ركني هذا العالم الصغير بالمكونات التي تتكون منها الاسرة سواء الاسرة النواة او الاسرة الممتدة، فالأسرة بحد ذاتها الخلية الأساسية والنواة الاولى في المجتمع وأهم جماعاته الأولية الانسانية ذات التأثير المباشر او غير المباشر على الواقع الذي يعيشه المحيط بها، لما لها من ترابطات عاطفية واخلاقية ومشاعر انسانية وصلات رحم رابطة لأنسابهم وتداخلاتهم النسبية على نحو المصاهرة والتقارب.
اذا حظِيَ هذا التكتل البشري البسيط بالثقافة المنعشة التي تنثر ورود بهجتها على محياه فمن المؤكد سيكون هناك الرابط الاساسي في تكوين العلاقات وبناء الاحاسيس اللازمة لتقويم فكرة العشرة والمقاربة التي تضفي النجاح لما يحيط الاسرة وهذا ما عمل عليه نبي الاسلام من تكوين الصلة الشعورية بين ابناء مجتمعه الجديد من خلال رفع شعار اخوة المؤمنين و دعى الى المعونة والتكافل الانساني دون تعيير او تقليل من شأن المعطى اليه على وجه التحديد لكونه تعاون مع الرحمن جل جلاله الكريم واكبر الادلة على ذلك الرحمة التي اكدها القران برسول الرحمة {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107] وجعلها نقلة مباشرة للدلالة على رحمة الانسان الاجتماعي بمراعته دين وانسانية اخية حتى الذي لم تلده امه {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29] فكون نبي الاسلام (صلى الله عليه واله) أسرة اجتماعية موسعة من خلال بناء آصرة الاخوة بين المؤمنين {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10].
أذن ومما تقدم تعد الاسرة البنية التحتية للمجتمع لما لها من تداخل اجتماعي داخلي وخارجي يفيض بثقافاته وعلاقاته، فاذا توافقت جملة الاسر على مبادئ وأخلاقيات ومناقب وفضائل نقية فمن المؤكد يمكن تنشئة مجتمع متطور ومتماسك ومانع لجملة الانحرافات الدخيلة بل ومتطور حسب الفرص التطويرية له لما هناك من توجيه عصري متمدن لإستقبال هذا الانجاز التطويري حسب أرادة نواة المجتمع وخليته الاساسية - الاسرة - كنقطة بداية لحراكه الاجتماعي والاخلاقي والتربوي الباعث لحركيته الانسانية والمنقي والعامل على صفاء روحيته من الادران والخبائث .







وائل الوائلي
منذ 4 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN