لقد ظهر من خلال ما شاب الانتخابات من نكسة التزوير والاشكالات الفنية ان النخب في المنظومة -السياسية العراقية تخدع المجتمع ، أو تحاول أن تطمس الحقائق بلسانها، وتمحوها بكلامها، أو توهم نفسها بما تخرف، عندما تتبجح بهذه التصرفات وتطلب بالتحقيق ، والتشدق بأوصاف تخالف الحقيقة وغير منسجمة ومعقدة وغير عادلة وقد اخلت بالميثاق والعهد الذي تبنته خلال فترة الترشيح للانتخابات وسببت ضرراً فادحاً بالأمة ماديا ومعنويا ومشروعها الحضاري التاريخي العريق وأخرت البلاد عن الحضارة بقرون بسبب المناكفات والازمات المفتعلة ولازالت تصر اليوم على تلك المسيرة غير السوية والمتعثرة الجوانح وتعمل بانفعال من اجل تحقيق مصالح آنية ليست من اسس الاهداف الوطنية و تزيد من الحراجة والتبعثر وفقدان الثقة بالمنظومة الحاكمة التي سوف تنبثق منها، وتتفاقم ازماته ، تبعا لتنوع الاتجاهات الفكرية . وسياسية الأحزاب والجماعات التي تولت إدارة البلد بعد تغيير النظام في عام 2003 فقط لم تكن بمستوى المسؤولية الملقاة على عاتقها، ولكونها حديثة التجربة في العمل السياسي، ومقتضياته.
وقد تبنت في شعاراتها الديمقراطية لتعزيز حقوق الانسان غطاء، وحرياته الأساسية اسما والسماح بالتعددية التي كانت مثار جدل حاد في مفهوم ادارتهم للعملية السياسة بعيدة عن الصواب ، لما يكتنفها من تناقضات في ظل مجتمع متعدد الاعراق، والديانات والمذاهب، وصعوبة التعامل مع هذا الوضع القائم على الاعتقاد بأن كل طرف يستطيع أن يتحمل مسؤولية المجتمع كله ، وأنه الأحق بشؤون الحكم، ويرى كل طرف ضرورة انحياز الاطراف الاخرى له وهذا هو الخطأ الكبير. و لا يمكن قبوله لدى الشارع ان البلد يحتاج الى همة ابنائه الخيرين للبناء بعيداً عن المحسوبية والمنسوبية و لا يمكن لها ان تجني ثمار الخير في ظل تمزق النسيج الوطني والسعي لاستغلال جراحه واللعب عليها وفق ما تتطلبه ارادات الكتل الضيقة والمجموعات الغير سليمة الاهداف وعليها التفكير بالعراق لان الوطن واحد.
يجب علينا ان نعرف بأن البلد مهدد بمنعطف خطير وتجربته لا زالت تراوح مكانها وعجلة النشوء تدور ببطء شديد وغض الطرف مهدد باقل الرياح سرعة وهزيل القوام آيل للسقوط في اي لحظة ويعاني معظم سياسييه من مرض قصر النظر ويتطلب من كل العراقيين الشرفاء ومحبي ارضهم وشعبهم الحذر مما يجري وخطورة المرحلة التي قد تؤدي بالبلد الى الهاوية والانتخابات الحالية اثبتت اننا لازلنا في اول الطريق الوعر والمتشابك … ومع الاسف ان هناك اطراف في العملية السياسية لا يهمها ولا تعرف من شئ اسمه وطن لا من قريب ولا من بعيد وعليها علامات استفهام وتعجب واصبحت العملية السياسية سلعة او وسيلة للضغط على الاخر لجني المكاسب وتبادل الصفقات وتطبيق شعارات مزاجية او مساومة لمصالحهم الذاتية لا صلة لها بالمواطنة وعلى اساس الربح والخسارة و التصيد بالماء العكر لان هدفها ان يبقى العراق بعلته وجراحه للرقص عليها والدوام في خلق الازمات التي تعطل عجلته وانهاء المشروع السياسي والبحث عن المنزلقات والفتن والتأزم والكرسي والسلطة من اجل نحر الشعب والامة حسب ما ترغب به الدول الداعمة لبعض المجموعات او الكتل … حب الوطن ليست مجرد نصوص دستورية وقانونية يا سادة ، وتحويل اختصاصات وموارد مادية وبشرية من هنا الى هناك فقط ، انما ضمير للإدارة ، و يراد منها أن تقوم على الاحساس بالغيرة الوطنية الصادقة و على الوحدة الترابية لبلادنا كما ان المرحلة تستوجب من الكتل العمل بمصداقية للشعارات التي رفعتها خلال المرحلة الماضية والابتعاد عن الازدواجية والمواقف المتزلزلة بموقف اكثر حكمة والرجوع الى المشروع الوطني المبني على المشتركات والثوابت لا لثقافة التقاتل الطائفي والنعرات المتطرفة والتخندق خلف متاريس الفئوية وغيرها لأنها ثقافة مبتذلة و لا يمكن قبولها.
علينا ان نفتخر بإصالتنا ، ونزهوا بانتمائنا، ونشدو بوطنيتنا، ونفتخر بشعبنا ، تشدنا الاصول وتحركنا العواطف الإنسانية، ويدفعه الحنين إلى الارض كله، وتسكنه هموم الشعب بأسره، وتربطنا مع افراد الوطن وشائجٌ متينة وأواصر من المحبة الرشيدة المبنية على الحكمة ، فقط لأننا ابناء وطن واحد، علينا التجرد من كل صفةٍ اولاً، والتخلية عن كل لقب، والنأي بالنفس عن كل قبيلةٍ وعشيرة ثانياً ، والاستعلاء عن كل عصبيةٍ وفئويةٍ وحزبيةٍ”، ونتحد على ألوانه علمه ونقبل به رمزاً لنا وعنواناً يدل علينا، ننسى أمامه خلافاتنا، ونتجاوز به تناقضاتنا، ونكون أمامه صفاً واحداً وجبهةً مشتركة، أيها الاحبة ان ما يشهده العراق ما هو إِلا نموذج من الفساد المستفحل لا يختلف عن ما تشهده مختلف دول المنطقة وقد طفح ذلك خلال الانتخابات الأخيرة وما شابها من مغالطات والنخب غير مبالية بالنتائج ، منشغلة بهمومها فقط مع وجود الانقسامات و التوقعات والطموحات تلاشى الرؤى والافكار تضمحل وتنصهر في بودق الصراعات الذاتية ، أكثر الساسة منشغلون بما تهيؤه الأطراف الدولية المتصارعة على الأرض العراقية من فتن ورؤى تقسيم وارهاب ، و الغير قادرون على معالجة الأمور بمفردهم بسبب ثقل التركات وبسبب الفايروسات المدمرة التي انتشرت في الأرض العراقية وغياب المعالجات الكاملة التي تحافظ على تراثه وحضارته ، وحتى القيادات التي تنتخب فمن المؤكد أنها لا تعمل لأجل العراق بقدر ما تنفذ اوامر الاتجاهات المؤسسة التي انطلق منها .







وائل الوائلي
منذ 17 ساعة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN