1

بمختلف الألوان
رِسالةٌ إلى قَلبِكَ (الرَّحمَةُ) عِندَما تَضِيقُ بِكَ الدُّنيا، وَعِندَما تَتَسَاءَلُ: أينَ الفَرجُ مَتَى تَنكَشِفُ الغُمَّةُ تَذَكَّرْ هذهِ الآيَةَ العَظيمَةَ: {مَا يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ... المزيد
أخر المواضيع
الرئيسة / مقالات اسلامية
أنبياء الأرض المقدسة (يعقوب عليه السلام) (ح 2)
عدد المقالات : 765
تكملة للحلقة السابقة جاء في تفسير الميسر: قال الله تعالى عن نبي الله يعقوب عليه السلام "يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ۖ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا" مريم 6 يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ: يكون نبيا يرث النبوة والعلم الشرعي، يرث نبوَّتي ونبوة آل يعقوب، واجعل هذا الولد مرضيًا منك ومن عبادك. قوله سبحانه "إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا" النساء 163 إنا أوحينا اليك أيها الرسول بتبليغ الرسالة كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده، وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وهم الأنبياء الذين كانوا في قبائل بني إسرائيل الاثنتي عشرة من ولد يعقوب وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان. وآتينا داود زبورًا، وهو كتاب وصحف مكتوبة. قوله عز وعلا "وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ الأنعام 84 ومننَّا على إبراهيم عليه السلام بأن رزقناه إسحاق ابنًا ويعقوب حفيدًا، ووفَّقنا كلا منهما لسبيل الرشاد، وكذلك وفَّقنا للحق نوحًا من قبل إبراهيم وإسحاق ويعقوب وكذلك وفَّقنا للحق من ذرية نوح داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون عليهم السلام، وكما جزينا هؤلاء الأنبياء لإحسانهم نجزي كل محسن. قوله جل جلاله "وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَىٰ أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" يوسف 6 وكما أراك ربك هذه الرؤيا فكذلك يصطفيك ويعلمك تفسير ما يراه الناس في منامهم من الرؤى مما تؤول إليه واقعًا، ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب بالنبوة والرسالة، كما أتمها من قبل على أبويك إبراهيم وإسحاق بالنبوة والرسالة. إن ربك عليم بمن يصطفيه من عباده، حكيم في تدبير أمور خلقه. قوله عز وجل "وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا ۚ وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" يوسف 68 حاجَةً في نَفْسِ يَعْقوبَ: هي دفع إصابة العين، ولما دخلوا من أبواب متفرقة كما أمرهم أبوهم، ما كان ذلك ليدفع قضاء الله عنهم، ولكن كان شفقة في نفس يعقوب عليهم أن تصيبهم العين، وإن يعقوب لصاحب علمٍ عظيم بأمر دينه علَّمه الله له وحْيًا، ولكن أكثر الناس لا يعلمون عواقب الأمور ودقائق الأشياء، وما يعلمه يعقوب عليه السلام مِن أمر دينه.
جاء في تفسير الميزان للعلامة السيد الطباطبائي: قوله تعالى "يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا" (مريم 6)الإشكال مبني على كون قوله:"فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي" مسوقا لبيان طلب الوراثة المالية لولده والواقع خلافه فليس المقصود من قوله: "وليا يرثني" بالقصد الأول إلا طلب الولد كما هو الظاهر أيضا من قوله في سورة آل عمران:"هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً" (ال عمران 38) وقوله في موضع آخر: "رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا" (الانبياء 89). وإنما قوله: "يرثني" قرينة معينة لكون المراد بالولي في الكلام ولاية الإرث التي تنطبق على الولد لكون الولاية معنى عاما ذا مصاديق مختلفة لا يتعين واحد منها إلا بقرينة معينة كما قيدت بالنصرة في قوله: "وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِيَاءَ يَنْصُرُونَهُمْ" (الشورى 46)، والمراد به ولاية النصرة، وقيدت بالأمر والنهي في قوله: "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ" (التوبة 71)، والمراد ولاية التدبير. إلى غير ذلك. ولولا أن المراد به الوراثة المالية وأنها قرينة معينة لم يبق في الكلام ما يدل على طلب الولد الذي هو المقصود الأصلي بالدعاء فإن وراثة العلم أوالنبوة أو العبادة والكرامة لا إشعار فيها بكون الوارث هو الولد كما اعترف به بعض من حمل الوراثة في الآية على شيء من هذه المعاني فيبقى الدعاء خاليا عن الدلالة على المطلوب الأصلي وكفى به سقوطا للكلام. وبالجملة، العناية إنما هي متعلقة بإفادة طلب الولد، وأما الوراثة المالية فليست مقصودة بالقصد الأول وإنما هي قرينة معينة لكون المراد بالولي هو الولد نعم هي في نفسها تدل على أنه لو كان له ولد لورثه ماله، وليس في ذلك ولا في قوله: "وإني خفت الموالي من ورائي" (مريم 5) وحاله حال قوله: "وليا يرثني" (مريم 56) دلالة على تعلق قلبه عليه السلام بالدنيا الفانية ولا بزخارف حياتها التي هي متاع الغرور. وأما طلب الولد فهو مما فطر الله عليه النوع الإنساني سواء في ذلك الصالح والطالح والنبي ومن دونه وقد جهز الجميع بجهاز التوالد والتناسل وغرز فيهم ما يدعوهم إليه، فالواحد منهم لولم ينحرف طباعه ينساق إلى طلب الولد ويرى بقاء ولده بعده بقاء لنفسه واستيلاءهم على ما كان مستوليا عليه من أمتعة الحياة وهذا هو الإرث استيلاء نفسه وعيش شخصه هذا. والشرائع الإلهية لم تبطل هذا الحكم الفطري في حب الانجاب ولا ذمت هذه الداعية الغريزية بل مدحته وندبت إليه، وفي القرآن الكريم آيات كثيرة تدل على ذلك كقوله تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام: "رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ" (الصافات 100)، وقوله: "الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء" (ابراهيم 39)، وقوله حكاية عن المؤمنين: "رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ" (الفرقان 74) إلى غير ذلك من الآيات. فإن قلت: ما تقدم من الوجه في معنى الوراثة كان مبنيا على أن يستفاد من قوله: "هنالك دعا زكريا ربه" (ال عمران 38) الآية، أن الذي دعاه إلى طلب الولد هو ما شاهده من عبادة مريم وكرامتها عند الله سبحانه فأحب أن يرزق ولدا يماثلها في العبادة والكرامة لكن يمكن أن يكون داعيه غير ذلك فقد ورد في بعض الآثار أن زكريا كان يجد عند مريم فواكه في غير موسمها ثمرة الشتاء في الصيف وثمرة الصيف في الشتاء فقال في نفسه: إذا كان الله لا يعز عليه أن يرزقها ثمرة الشتاء في الصيف وثمرة الصيف في الشتاء لم يعز عليه أن يرزقني ولدا في غير وقته وأنا شيخ فان وامرأتي عاقر فقال: فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي". فمشاهدة الثمرة في غير موسمها بعثه إلى طلب الولد في غير وقته لكن هذا النبي الكريم أجل من أن يطلب الولد ليرث ماله فهو إنما طلبه ليرث النبوة أوالعلم أوالعبادة والكرامة. قلت: لا دليل من جهة السياق اللفظي على كون المراد بالرزق في قوله: "كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ" (ال عمران 37) هي الثمرة في غير موسمها، وأن الذي دعا زكريا عليه السلام إلى طلب الولد مشاهدة ذلك أوقول مريم: "إن الله يرزق من يشاء بغير حساب" (ال عمران 37) ولوكان كذلك لكانت الإشارة إليه بوجه أبلغ بل ظاهر السياق وخاصة صدر الآية "فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا" (ال عمران 37) أن العناية بإفادة كون مريم ذات كرامة عند ربها يرزقها لا من طريق الأسباب العادية فهذا هو الداعي لزكريا عليه السلام إلى طلب ذرية طيبة وولد رضي. ولو سلم ذلك كان مقتضاه أن ينبعث زكريا بالقصد الأول إلى طلب الذرية والولد وإذ كان نبيا كريما لا إربة له في غير الولد الصالح دعا ثانيا أن يكون طيبا مرضيا كما يدل عليه استئناف الدعاء بقوله: "واجعله رب رضيا" (مريم 6) والتقييد بالطيب في قوله: "ذرية طيبة" (ال عمران 38). وقد أفاد مقصوده هذا على ما حكى عنه في سورة آل عمران بقوله: "هب لي من لدنك ذرية" وفي هذه السورة بعد تقديم ذكر شيخوخته وعقر امرأته وخوفه الموالي بقوله: "فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي" (مريم 56) فالمراد بقوله:"وليا يرثني" (مريم 56) هو الولد بلا شك، وقد عبر عنه وأشير إليه بعنوان ولاية الإرث. وولاية الوراثة التي تصلح أن تكون عنوانا معرفا للولد هي ما يختص به من ولاية وراثة التركة، وأما ولاية وراثة النبوة لو جازت تسميتها ولاية وراثة وكذا ولاية وراثة العلم كما يرث التلميذ علم أستاذه وكذا ولاية وراثة المقامات المعنوية والكرامات الإلهية فهذه الولايات أجنبية عن النسب والولادة ربما جامعتها وربما فارقتها فلا تصلح أن تجعل معرفة ومرآة لها إلا مع قرينة قوية، وليس في الكلام ما يصلح لذلك، وكل ما فرض صالحا له فهو صالح لخلافه فيكون قد أهمل في الدعاء ما هو المقصود بالقصد الأول واشتغل بما وراءه، وكفى به سقوطا للكلام.
جاء في كتاب من هدي القرآن للسيد محمد تقي المدرسي: جاء اخوة يوسف إلى أبيهم وطرحوا عليه سؤالا محرجا "قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ" (يوسف 11). يبدو أن يعقوب كان يخفي عنهم علمه بحسدهم ليوسف لكي لا يسبب ذلك إعطاء شرعية لهذا الحسد، ولكن كان يباشر أمور إبنه الصغير بنفسه، ولا يدعها عند إخوته ومن هنا كان السؤال محرجا إذ ادعى أخوة يوسف أن قلوبهم صافية تجاه أخيهم. وعلى نبي الله الذي جاء رحمة لعباده ألا يقول لمن القى اليه السلام لست مسلما. لهذا رد عليهم يعقوب بلطف، ولم يقل أنه لا يثق بهم وهو لم يكن يثق بهم فعلا. ثم بعد أن هيؤوا الجو طالبوا أباهم بأن يثبت لهم عن حسن ظنه بهم، ويبعث بيوسف معهم في اليوم الثاني ليفرجوا عن همهم، ويتمشوا في الصحراء وليلعبوا "أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ" (يوسف 12) ثم أكدوا له أنهم سوف يتولون حراسته وحفظه "وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" (يوسف 12). فبرر يعقوب عليه السلام ابقاء يوسف عنده لأنه شيخ كبير، يستأنس بيوسف، ويحزن لغيابه عنه، كما قال: بأنه يخشى عليه من الذئب، وبين لهم أنه قد يحدث ذلك وهم عنه غافلون، فلا يمكنهم الوفاء بوعدهم لعدم قدرتهم على ذلك "قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ" (يوسف 13) جاء في الحديث (عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: إِنَّ بَنِي يَعْقُوبَ لَمَّا سَأَلُوا أَبَاهُمْ يَعْقُوبَ أَنْ يَأْذَنَ لِيُوسُفَ فِي الْخُرُوجِ مَعَهُمْ قَالَ لَهُمْ إِنِّي أَخافُ "أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ" (يوسف 13) قَرَّبَ يَعْقُوبُ لَهُمُ الْعِلَّةَ اعْتَلُّوا بِهَا فِي يُوسُفَ عليه السلام) إن إخوة يوسف لم يخططوا لأبعاد المؤامرة جميعا، بيد أن يعقوب عليه السلام أعطاهم بأقواله تبريرا لفعلهم، فعرفوا أن المنطقة يرتادها الذئاب، وأن بإمكانهم ادعاء الغفلة، مما يدل على ضرورة التحذر في الحديث مع الكاذب.
جاء عن مركز الابحاث العقائدية: السؤال:الانبياء معصومون ولكن كيف نفسر رد يعقوب عليه السلام السائل ولم يطعمه مع انه المفروض مطلع وشاهد على العباد الجواب: ورد في ذلك رواية رواها الصدوق في (علل الشرائع) عن الثمالي عن الإمام زين العابدين عليه السلام: قال صليت مع علي بن الحسين عليه السلام الفجر بالمدينة يوم الجمعة فلما فرغ من صلاته وسبحته نهض إلى منزله وأنا معه فدعا مولاة له تسمى سكينة فقال لها: لا يعبر على بابي سائل إلا أطعمتموه فإن اليوم يوم الجمعة، قلت له، ليس كل من يسأل مستحقاً فقال: يا ثابت أخاف أن يكون بعض من يسألنا محقاً فلا نطعمه ونرده فينزل بنا أهل البيت ما نزل بيعقوب وآله، أطعموهم أطعموهم، أن يعقوب كان يذبح كل يوم كبشاً فيتصدق منه ويأكل هو وعياله منه، وأن سائلاً مؤمنا صواما محقاً له عند الله منزلة وكان مجتازاً غريباً اعثر على باب يعقوب عشية جمعة عند أوان افطاره يهتف على بابه، اطعموا السائل المجتاز الغريب الجائع من فضل طعامكم، يهتف بذلك على بابه مراراً وهم يسمعونه، وقد جهلوا حقه ولم يصدقوا قوله، فلما يئس ان يطعموه وغشيه الليل استرجع واستعبر وشكا جوعه إلى الله عز وجل. فأوحى الله عز وجل إلى يعقوب في صبيحة تلك الليلة: لقد أذللت يا يعقوب عبدي ذلة استجررت بها غضبي واستوجبت بها أدبي ونزول عقوبتي وبلواي عليك وعلى ولدك. الرواية (علل الشرائع، باب 41 ص61). ومن الواضح حسب ظاهر الرواية أن الذي لم يطعم السائل كان عيال نبي الله يعقوب عليه السلام بدلالة ضمائر الجمع وبقرينة التشبيه الذي عناه الإمام عليه السلام عندما سأله أبو حمزة الثمالي. هذا مع أن الأدلة العقلية والنقلية قامت على عصمة الأنبياء فما يرد من طريق النقل القابل للتأويل يؤول على طبق القاعدة. وهنا ما وقع من نبي الله يعقوب عليه السلام كان قد ترك الأولى حيث لم يحرص على استقصاء السائلين ببابه كما هو صريح ما في الرواية من استقصاء زين العابدين عليه السلام وخشيته من وقوع الغفلة عن سائل محتاج فيصيبه وأهل بيته ما أصاب يعقوب عليه السلام وأهله. ثم إن ما وقع من البلاء على ما ورد في الرواية ليس العقوبة الأخروية على المعصية بل هو الأثر التكويني لترك الأولى وقد كان ضياع يوسف وما تلاه من ابتلاء ليعقوب وأهله. ونحن نلتزم بوجود الآثار التكوينية للأفعال حتى ترك الأولى ولا نمنع وقوع الأثر التكويني على الأنبياء،والأمثلة كثيرة في ذلك وهذا غير مناف للعصمة فلاحظ. وهناك ملاحظات: أ- أنه لا يمكن التسليم لدعوى اطلاع النبي ليعقوب عليه السلام ومشاهدته للعباد في جميع الأمور التفصيلية حتى ما لم يتعرض له مضافاً إلى عدم التزامنا بمعرفة ما كان وما يكون وما هو كائن بالنسبة للأنبياء عليهم السلام كما نثبته للأئمة عليهم السلام. ب- أن ما وقع من نبي الله يعقوب عليه السلام على وجه ترك الأولى ونحن لا ننفيه عن الأنبياء، وليس فيه حكم تكليفي حتى تصدق المعصية. جاء عن مركز الابحاث العقائدية: السؤال: هل ينطبق المعنى السابق للسجود (الخضوع) على سجود إخوة يوسف عليه السلام ووالده له وهل كان ذلك السجود بأمر من الله تعالى الجواب: ورد عندنا في الخبر عن أبي الحسن عليه السلام كما في تفسير القمي 1/356: أن سجود يعقوب وولده ليوسف لم يكن ليوسف وإنما كان ذلك من يعقوب وولده طاعة لله وتحية ليوسف كما كان السجود من الملائكة لآدم ولم يكن لادم إنما كان ذلك منهم طاعة لله وتحية لادم. ولكن مفاد هذه الرواية أن قبلت هو رجوع الضمير في قوله تعالى: "وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً" (يوسف 100) يعود إلى الله سبحانه وتعالى ولكن صاحب الميزان لم يرتض ِ ذلك من جهة اللفظ.. لعدم الدليل عليه ولكنه قال والدليل على انها لم تكن منهم سجدة عبادة ليوسف ان بين هؤلاء الساجدين يعقوب عليه السلام وهو ممن نص القرآن الكريم على كونه مخلصا بالفتح لله لا يشرك به شيئا ويوسف عليه السلام وهو المسجود له منهم بنص القرآن وهو القائل لصاحبيه في السجن ما كان لنا ان نشرك بالله من شئ ولم يردعهم. فليس الا انهم انما اخذوا يوسف آية لله فاتخذوه قبلة في سجدتهم وعبدوا الله بها لا غير كالكعبة التي تؤخذ قبلة فيصلى إليها فيعبد بها الله دون الكعبة ومن المعلوم ان الآية من حيث إنها آية لا نفسية لها أصلا فليس المعبود عندها الا الله سبحانه وتعالى وقد تكرر الكلام في هذا المعنى فيما تقدم من اجزاء الكتاب. ومن هنا يظهر ان ما ذكروه في توجيه الآية كقول بعضهم ان تحية الناس يومئذ كانت هي السجدة كما انها في الاسلام السلام وقول بعضهم ان سنة التعظيم كانت إذ ذاك السجدة ولم ينه عنها لغير الله بعد كما في الاسلام وقول بعضهم كان سجودهم كهيئة الركوع كما يفعله الأعاجم كل ذلك غير وجيه.
اختلف المفسّرون حول المراد بعبارة (الأرض المقدسة) الواردة في الآية، و حول موقعها الجغرافي من العالم. فيرى البعض أنّها أرض (بيت المقدس) حيث القدس الشريف، و آخرون يرون أنّها (أرض الشام) و فئة ثالثة ترى أنّها (الأردن و فلسطين) و جماعة أخرى تقول أنّها أرض (الطور). كل مجموعة من هذه الحلقات تنشر في أحد المواقع تفصل تفاسير وروايات عن الأرض المقدسة. أقام ومر على هذه الأرض معظم الأنبياء الذين ذكروا في القرآن الكريم منهم محمد وابراهيم واسحاق ويعقوب ويوسف واليسع والياس وموسى وهارون وعيسى عليهم السلام.
اعضاء معجبون بهذا
جاري التحميل
ثقافية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 3 ايام
2025/05/06م
" شعلينا بالقدس علينا بنفسنا" " فلسطين وشعارات ص.دام الي ما تخلص" " مالنا شغل بالفلسطينيين" "فلسطين مو قضيتنا" " سوالف الب.عث،مو تگلون احنا ضد ص.دام،شو نفس سوالفه" بعد هذه المقولات الجاهزة التي يرددها الشباب خلف مروجيها أبدأ مقولتي:(القدس قضية تبعا لحاملها) فذات يوم كان جيش أمير المؤمنين علي بن أبي... المزيد
عدد المقالات : 32
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 7 ايام
2025/05/02م
كانت مسابقة كرة القدم في دورة الألعاب الآسيوية بمثابة كاس امم اسيا حيث تشارك أغلب الدول الاسيوية بها وتكون المشاركة بالمنتخبات الوطنية حصرا واستمر الحال هكذا الى عام 1990 وقد كانت اهم مشاركتنا في هذه البطولة هي عام 1982 حيث فزنا باللقب الآسيوي في ظروف صعبة كان مدرب المنتخب عموبابا وهو مستمر مع المنتخب... المزيد
عدد المقالات : 4
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 7 ايام
2025/05/02م
حين نبتعد عن الأشياء التي اعتدناها وتغيب عن وجوهنا،نحنُّ إليها، نشتاقها علی الرغم من أنها كانت عادية جدا، وغير لافتة ،وأحيانا تكون مملة روتينية قبل سنوات حين كنت في نيودلهي وجدت نفسي أبحث عن التفاصيل اليومية، اشتقت إليها، اشتقت للأسواق العراقية واشتقت حتی لأصوات الباعة المتجولين، اشتقت لوجوه... المزيد
عدد المقالات : 32
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 7 ايام
2025/05/02م
عن صفحة أماني سعد: ألف التفريق أو الفارقة: هي ألف تزاد بعد واو الجماعة للتفريق بينها وبين الواو التي هي من أصل الفعل والواو التي تكون في جمع المذكّر السالم عند حذف نونه للإضافة. للتوضيح لدينا ثلاثة أمثلة: 1- كتب كتبوا - الواو هنا واو الجماعة بحاجة إلى ألف تفريق. 2- سما - يسمو - الواو هنا واو أصليّة ليست... المزيد
عدد المقالات : 765
أدبية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2025/04/27م
كانَ زيدٌ رجلاً بسيطاً، يعيشُ في قريةٍ صغيرةٍ بينَ الحقولِ والجبالِ، اشتهرَ بينَ الناسِ بحكمتهِ وهدوئهِ، وكانَ يردِّدُ دائماً: الصبُر زينةُ المؤمنِ، والسَّترُ تاجُ الكرامةِ. لم يكنْ زيدٌ يشتكي منْ همٍّ ولا يشكو ضعفَهُ لأحدٍ، حتّى عندما كانتِ الرياحُ العاتيةُ تَهُبُّ على بيتهِ المتواضعِ وتكادُ... المزيد
عدد المقالات : 9
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2025/04/27م
اللقاء .. حالة وجدانية شديدة الخصوصية .. تستهوي الشعراء على تعاقب عصور الأدب ، ومهما تنوعت مذاهبهم وتباينت مشاربهم .. فينسجون حوله ، ومن أجله ، أدبيات تتفاوت جودة وتفردا. فإذا تناولنا واحدا من تلك النصوص تذوقا ونقدا فلابد من مظاهر معينة تكشف عن مواطن الجودة ، ومعايير نحتكم إليها في تحديد معالم التفرد في... المزيد
عدد المقالات : 19
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 3 اسابيع
2025/04/21م
ـ حين كانت  الجدران تتجسس علينا،لم نجد إلا اسمك يهوِّن علينا غلظة البيوت ـ حين كانت الأمنيات تجاور النجوم،كان اسمك موطن الغنی والرضا ـ حين كنّا نری اليتامی وهم يتلعثمون إذا سألهم أحد عن آبائهم المغادرين في عتمة الليل،لم نجد إلا اسمك  يخفف عنّا سطوة التقارير والمحاجر ـ حين تصرخ الأم وهي تنظر إلی... المزيد
عدد المقالات : 32
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 3 اسابيع
2025/04/21م
في قريةٍ بعيدةٍ، كانَ يعيشُ رجلٌ يُدعى سامِر، عُرِفَ بينَ أهلِ قريَتِهِ بحبّهِ لجمعِ المالِ. كانَ سامرٌ يملكُ أرضاً خصبةً، تكفيهِ لزراعةِ ما يُغنيهِ عنِ الحاجةِ، ولكنّهُ لم يكتفِ. فكّرَ سامرٌ يومًا وقالَ في نفسِهِ: "إنَّ القناعةَ لا تجلبُ الذهبَ، ولا ترفعُ شأنَ الإنسانِ بينَ أقرانهِ. سأجمعُ المالَ... المزيد
عدد المقالات : 9
علمية
هي عبارة عن فوالق طولية الشكل قوسية الامتداد ومحدودة الاتساع إذ لا يتعدى اتساعها بضعة كيلو مترات غير أنها ذات جوانب انحدارية وعميقة ويصل متوسط عمقها إلى 9000 متر تحت مستوى سطح البحر. ويرى جليشر بأنه على الرغم من أن الخوانق المحيطية لا تشكل أثر من (1)... المزيد
يفضل منظمو الرحلات تنظيم رحلاتهم السياحية للمسافرين من الأزواج والمجموعات أكثر من الأفراد، وهو ما يوضحونه خلال الأسعار المقدمة. وفي هذا الصدد استعرض تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية بعض الطرق التي يمكن من خلالها أن يسافر الشخص بمفرده... المزيد
تُعد الكيمياء الكمومية من أعقد فروع الكيمياء وأكثرها إثارة، فهي تمثل تقاطعًا فريدًا بين قوانين فيزيائية دقيقة وسلوك الجزيئات والذرات في العالم المجهري. ورغم أن هذا المجال يبدو في ظاهره بعيدًا عن التطبيقات البيولوجية، إلا أن له حضورًا مدهشًا في... المزيد
آخر الأعضاء المسجلين

آخر التعليقات
عظمة أهل البيت (عليهم السلام) وحدود القياس...
السيد رياض الفاضلي
2025/02/20م     
النخب والمفاهيم النمطية الموروثة
عبد الخالق الفلاح
2024/11/16م     
ميدان الأوّلويّات
السيد رياض الفاضلي
2024/10/14م     
اخترنا لكم
إصدارات
2025/05/04
أصدر قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، كتابًا بعنوان "قلوب بلا مأوى". يضمّ الكتاب مجموعة قصصية إنسانية...
المزيد

صورة مختارة
رشفات
الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام)
2025/05/04
( صاحب النعمة يجب أن يوسع على عياله )
المزيد

الموسوعة المعرفية الشاملة
القرآن وعلومة الجغرافية العقائد الاسلامية الزراعة الفقه الاسلامي الفيزياء الحديث والرجال الاحياء الاخلاق والادعية الرياضيات سيرة الرسول وآله الكيمياء اللغة العربية وعلومها الاخبار الادب العربي أضاءات التاريخ وثائقيات القانون المكتبة المصورة
www.almerja.com