للسنة السابعة على التوالي وإحياءً واستذكاراً لولادة السيّدة الطاهرة فاطمة الزهراء(عليها السلام)، أقامت العتبةُ العبّاسية المقدّسة متمثّلةً بشعبة العلاقات الجامعيّة فيها وبالتعاون مع جامعة ذي قار مهرجاناً ثقافيّاً احتفاءً بهذه الذكرى العطرة، وذلك على القاعة المركزيّة للجامعة وبحضور جمعٍ كبير من أساتذة وطلبة الجامعة، فضلاً عن وفدٍ مثّل العتبة العبّاسية المقدّسة ترأّسه نائبُ الأمين العام للعتبة العبّاسية المقدّسة المهندس بشير محمد جاسم الربيعي.
فعاليّات المهرجان الذي يندرج ضمن أنشطة مشروع فتية الكفيل الوطني ضمّت جملةً من الفقرات، فبعد تلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم والاستماع الى النشيد الوطنيّ ونشيد العتبة المقدّسة وقراءة سورة الفاتحة ترحّماً على أرواح شهداء العراق الأبرار، كانت هناك كلمةٌ لرئيس الجامعة الأستاذ الدكتور رياض شنتل بيّن فيها: "يشرّفنا هذا التفاعل والعمل المشترك مع العتبة العبّاسية المقدّسة، وهذه ثمارٌ للقاءات واجتماعات عديدة تندرج ضمن الانفتاح الذي تنتهجه العتبة المقدّسة على المؤسّسات الأكاديميّة والتربويّة ومنها جامعتنا، في مسارٍ تعاونيّ ومجالات عديدة دينيّة وعلميّة وثقافيّة وغيرها، نحتفل اليوم بذكرى مولد السيّدة الزهراء(عليها السلام) فقد ولدت وولد النور معها وولد الأئمّةُ الطاهرون(عليهم السلام) من أبنائها، وهنا تكون نقطة الضوء، هنا نحن في ميلادها نحتفل لنبني ونتقدّم ونتطوّر ونستذكر النقاط المشرقة في دين الإسلام، ونستذكر مكانة المرأة الملتزمة التي تقدّم عطاءً لأخيها الرجل، ونستذكر تاريخ السلام لتكون ذكرى ميلادها نقطة سيرٍ وتقدّم لنا جميعاً في مسار تقدّم بلدنا وتقدّم أبنائنا من الطلبة والطالبات".
وأضاف: "انفتاح العتبات المقدّسة ومنها العتبة العبّاسية على الجامعات والمؤسّسات يشكّل اتّجاهاً رائعاً منذ انطلاقها في (2003م)، وهذا من الإيجابيّات التي تُعطي مؤشّرات على أنّ المؤسّسات الدينيّة في خدمة المجتمع، وأنّ المؤسّسة الدينيّة تسعى الى تقدّم المجتمع بطريقة التزامٍ منقطع النظير، ونحن نحيّي العتبة العبّاسية على هذه الخطوة".
أعقبت ذلك كلمةٌ للعتبة العبّاسية المقدّسة ألقاها نائبُ الأمين العام المهندس بشير محمد جاسم الربيعي وابتدأها بتقديم التهاني والتبريكات بمناسبة ولادة سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء(عليها السلام)، مبيّناً جميل هذا الحضور في كلّ عام، فقد زيّن هذا المكان في احتفاليّة الزهراء(عليها السلام) ولكن الأجمل أن نزيّن قلوبنا بذكراها، وقال: "الله تعالى حينما ينعم على عبادة نعماً مادّيةً أو معنويّة، فالماديّة أن يرزق الله الإنسان بمالٍ أو بأملاك وهذه تبقى مع الدنيا وتزول بزوالها والإنسان ينتهي وتذهب معه، أمّا المعنويّة فهي النعم الباقية حتّى بعد موت الإنسان هذه النعمة تبقى معه في قبره وفي يوم الحساب، كما للشمس نورٌ وكما للقمر نورٌ مادّي يُستضاء به الطريق، والنجوم يُهتدى بها في الصحاري والبحار، الله جعلها هكذا ولكن عندما يكون هناك شيء من الله تعالى كديننا الإسلاميّ الحنيف وكولاية أهل البيت وكشخصيّات الرسول وأهل بيته والزهراء التي نحن اليوم نعيش ذكرى ولادتها فهذه هي النعمة المعنويّة".
وأضاف: "إنّ وجود الزهراء(عليها السلام) وجود معنويّ، فنورها عندما يدخل الى القلب تكون هناك رحمة وشيء من نور الله يحضر في قلب الإنسان، وهذه هي النعمة الحقيقيّة عندما يحضر نور الزهراء في قلب الإنسان تكون الهداية، و(خير القلوب أوعاها) فكيف تكون القلوب واعية؟ تكون واعية بحبّ أهل البيت وذكرهم وذكر الزهراء هذه النموذج الأمثل، فبذكرها وبحبّها يكون هذا القلب واعياً فالقلب عندما يكون عامراً بالإيمان وبمحبّة الزهراء وبنيها ستشمله العناية الإلهيّة".
وتابع الربيعي: "مقام الزهراء(عليها السلام) مقام عظيم، وقد تكلّم عنه الرسول في مواضع كثيرة ليبيّن ما هي قيمة ومكانة الزهراء، ولكن مع كلّ ما ذُكر بحقّها عانت ما عانت في حياتها القصيرة، فقد عانت الأمرّين واستُشهِدت مقهورة وحزينة، حتّى وصل بها الأمر قبل وفاتها أن توصي ابن عمّها وزوجها عليّ (يا ابن عمّ إذا متّ فادفنّي سرّاً لا جهراً ليلاً لا نهاراً) لماذا توصي؟ لتُعلن عن مظلوميّتها".
واختتم قائلاً: "يجب أن تنعكس حياة الزهراء(عليها السلام) وأفعالها وأقوالها على حياتنا، فعلينا الاقتداء بها وتطبيق منهجها، فالمحبّة مطلوبة وإحياء ذكرها مطلوب لكن المحبّة يجب أن تكون متطابقة مع العمل، فعليكم أن تستفيدوا من هذه الفعاليّات جهد قدركم".
بعد ذلك كانت هناك مشاركةٌ شعريّة للأستاذ علي حسين الزيدي ومشاركة بحثيّة للدكتور عدنان مالح ساجت ببحث توسّم بـ(فاطمة الزهراء في مرويّات السيرة الشريفة)، أعقبت ذلك مشاركةٌ شعريّة أيضاً للشاعر حيدر خشّان وأخرى للشاعر حسن الزركاني، ليتمّ بعد ذلك تكريم الفائزين بمسابقة فاطمة الزهراء(عليها السلام).
وتضمّن المهرجان العديد من الفعاليّات التي تجسّد الدور النبيل والقيميّ للصدّيقة الطاهرة(عليها السلام) فضلاً عن إقامة معرض للكتاب واللوحات الفنيّة ومعرض للصور الفوتوغرافيّة التي تُبرز تاريخ مدينة كربلاء المقدّسة منذ نشأتها، وتوزيع الدروع والشهادات التقديرية على المشاركين في المهرجان.