أقام معهدُ تراث الأنبياء(عليهم السلام) للدراسات الحوزويّة الإلكترونية التابع لقسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة ملتقىً موسّعاً للملاكات الطبيّة والتعليميّة في محافظة القادسيّة، وذلك من أجل مناقشة ومداولة الواقع الصحّي والتعليميّ الذي تعيشه والعمل على إيجاد طرق ووسائل علميّة وعمليّة للنهوض والارتقاء به بما يتلاءم ومتطلّبات المرحلة الحاليّة ومع ما يعيشه البلد من ظروف أمنيّة واقتصاديّة.
انعقد الملتقى في قاعة الإمام الحسن(عليه السلام) للمؤتمرات والندوات في العتبة العبّاسية المقدّسة بعد ظهر اليوم الجمعة (11جمادى الآخرة 1437هـ) الموافق لـ(10آذار 2017م) تحت شعار: (الملاكات الصحّية والتعليميّة في محافظة القادسيّة تحت ظلال العتبة العبّاسية المقدّسة)، وشهد حضوراً واسعاً لشخصيّاتٍ علميّة وتربويّة وصحّية من محافظة القادسيّة فضلاً عن ممثّلين عن الأمانة العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة.
وبعد قراءة آياتٍ كريمات من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة ترحّماً على أرواح شهداء العراق والاستماع وقوفاً للنشيد الوطني ونشيد العتبة العبّاسية المقدّسة، كانت هناك كلمةٌ لمدير المعهد المذكور جناب الشيخ حسين الترابي، قدّم فيها الشكر لكلّ من بذل جهداً من أجل انعقاد هذا الملتقى بحضرة أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) الذي نأمل من خلاله أن نضع أيدينا على الجرح والخروج بنتائج تكون شفاءً لما تعانيه هذه الشرائح المهمّة في المجتمع الديوانيّ العزيز، وأضاف: "نلتقي اليوم مع جنبتين مهمّتين الأولى تمثّل الجانب الأكبر والأهمّ من الإنسانيّة وقيمها وتمثّلها ملاكات وزارة الصحّة، وجنبة فكريّة وثقافية تمثّلها الملاكات التعليميّة في محافظة القادسيّة، فنحن بين جنبتين إحداها تعمّر بدن الإنسان والأخرى تعمّر روحه وعقله، وكلا الجنبتين تكمل إحداهما الأخرى ولا يُمكن أن تكتمل حلقاتهما بمعزلٍ عن بعضهما، فالجانب الإنسانيّ يجب الاعتناء به قبل الوظيفيّ مع التركيز على الجانب النفسيّ لكلّ مريض، فلابُدّ أن ننظر للمريض نظرةً إنسانيّة قبل أن تكون مادّية، أمّا جانب التعليم فله السهم والحصّة الأوفر لكونه هو من يقع على عاتقه بناءُ وتربية جيلٍ مثقّف وواعٍ ويُعتبر المرتكز الأساس للجنبة الإنسانيّة (الصحّية)".
جاءت بعدها كلمةُ الأمانة العامة للعتبة العبّاسية المقدّسة التي ألقاها بالنيابة فضيلة السيّد عدنان الموسوي من قسم الشؤون الدينيّة والتي استهلّها بتقديم عبارات الترحيب بكلّ من حلّ ضيفاً على عتبة صاحب الجود أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، هذا البطل الذي هو أحد خرّيجي جامعة الطفّ الخالدة والذي نأخذ ونستلهم منه الدروس والعبر التي تترجم واقعيّاً بالنسبة لمعالجة وتغذية الفكر والعقل والأبدان، ونأمل من هذا الجمع الكريم أن يستثمروا هذه اللقاءات من أجل الخروج بنتائج إيجابيّة تفضي بحلولٍ واقعيّة تنعكس إيجاباً على الواقع العلمي والعملي.
أعقبتها كلمةُ دائرة صحّة محافظة القادسية ألقاها مديرُها الدكتور عبد الكاظم الأسدي واستعرض من خلالها أهمّ النشاطات التي قامت بها المديريّة رغم كلّ المعوّقات والصّعاب، وكيف تكاتف أبناءُ المديريّة من الملاكات الطبيّة وأسهموا في تقديم أمورٍ عديدة، منها: تقديم الدعم الطبّي للقوّات الأمنيّة والحشد الشعبيّ بالإضافة الى حملات التبرّع بالدم لهم، وقدّمنا من كوادرنا عدداً من الشّهداء والجرحى، كذلك بيّن من جانبه: "أنّ المستشفيات في محافظة القادسيّة لا تتناسب مع كثافتها السكانيّة فهي لا تستوعب عدد المراجعين بالإضافة الى قدمها من الناحية العمرانيّة، وقد طالبنا الجهات ذات العلاقة أن تقوم ببناء مستشفيات من أجل سدّ النقص الحاصل". مؤكّداً: "أنّه رغم كلّ الظروف فإنّ ملاكاتنا الطبّية لم تقف مكتوفة الأيدي بل اجتهدت من أجل تقديم أفضل الخدمات ضمن الإمكانيّات المتاحة للوزارة ودائرة الصحّة".
بعد ذلك كانت هناك كلمةٌ لمعتمد المرجعيّة الدينيّة العُليا في محافظة القادسيّة الشيخ ليث الساير دعا من خلالها أن تتبنّى العتبة العبّاسية المقدّسة مخرجات هذا الملتقى وإيصال صوت هذه الشريحة المهمّة، كذلك كانت هناك كلمة لعميد كليّة الهندسة في جامعة القادسيّة الأستاذ الدكتور حسين علي جنّة أثنى من خلالها على الجهود التي تبذلها العتبة العبّاسية المقدّسة في سبيل إيجاد الحلول لما تعانيه فئات المجتمع العراقيّ وطبقاته.
وفي الختام فُتِح البابُ للمداخلات والاستفسارات التي كانت على منحيين، الأوّل: علني تُطرح من خلاله أيّ مشكلةٍ أو استفسار، والآخر: عن طريق أوراق جمعها مديرُ المعهد من أجل الإجابة عنها وتوضيح ما يلزم توضيحه.