ذكرى ولادة الأمل المنشود ومنقذ البشرية ذو الطلعة البهية التي أصبحت نبراساً للتاريخ الإنساني وعنواناً لكل القيم والمعاني السامية النبيلة التي تحمل في طياتها مسؤولية الرسالة المحمدية, تيمُنناً بهذه المناسبة المباركة أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة في النصف من شعبان الأغر احتفالاً بهيجا في رحاب الصحن الكاظمي الشريف, بحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ.د. جمال عبد الرسول الدباغ وأعضاء مجلس الإدارة والعديد من الشخصيات الاجتماعية وجمع غفير من زائري الإمامين الجوادين "عليهما السلام". استهل الحفل بتلاوة آيٍ من الذكر الحكيم شنف بها قارئ العتبة المقدسة السيدعبد الكريم قاسم مسامع الحاضرين ثم تلتها كلمة الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ. د. جمال عبد الرسول الدباغ جاء فيها : " إن مسؤوليتنا في زمن الغيبة تزداد صعوبة يوماً بعد يوم فكلّما اشتدت المحن والخطوب وازدادت ضراوة الحرب العقائدية والغزو الثقافي ازداد التمحيص وارتفع مستوى المسؤوليات كلٌ وفق موقعه في المجتمع، فالمؤسسة الدينية لها دورالتوعية والتوجيه واسنقاذ المغرّر بهم، خاصةً ونحن نعيش زمن المدَّعين في القضية المهدوية، والمؤسسة التربوية لها أيضاً دورٌ مكّمل لما سبق باتجاه تصحيح المفاهيم الهجينة على مجتمعنا والعناية بشبابنا وبناتنا فضلاً عن دور المؤسسة الإعلامية في تثقيف وبناء قاعدةٍ واعية ". وأضاف: " من شرائط الظهور المبارك هو وجود القاعدة الشعبية للإمام المنتظر نصرة حقيقية بالقول والفعل والسلوك والسواعد والنفس والمال لا بالقول والشعارات فقط، ولا بد ان يكون الانتظار إيجابياً مليئاً بالعلم والعمل من أجل التمهيد لظهوره المبارك". أعقبها محاضرة دينية لفضيلة الشيخ عَديِ الكاظمي حيث هنئ الحاضرين بمولد الحجة بن الحسن "عجل الله فرجه الشريف" الذي ادخره الله تعالى رحمة لعباده وسلط الضوء في محاضرته على محاور ثلاثة وهي : لماذا وقعت الغيبة، وما هو دور الإمام المهدي في غيبته، ومتى يكون الظهور وما يتردد في النفوس، ونحن أولئك الذين ننهج بذكره آناء الليل وأطراف النهار مستشهداً بذلك بالدليل القرآني. كما أكد " إن ما تشهده ساحات القتال واستبسال أبناءنا في الحشد الشعبي والقوات الأمنية هي بداية تحمل الدور الفعلي لنصرة الإمام المهدي والتمهيد لظهوره الشريف". وكان للشعر نصيب في ذكرى مولد النور الإلهي العظيم، حيث ألقى الشاعر الحسيني السيد نبيل أبو العيس قصيدة ولائية بعنوان (ولادة المنقذ) مطلعها: ولِدَ الهدى والعدلُ للإنسانِ وهلالُ حجة خالقٍ ديانِ وبنوره اكتملت أرومةُ أحمدٍ وتلألأت زيتونة الرحمنِ وكان مسك ختام حفل المولد الشريف مشاركة للرادود الحسيني مصطفى الكناني بقصائد ولائية مَجدَّت الإمام الخلف الصالح وترنمت بذكر كرمه ومناقبه وفضائله وسجاياه، حيث أضفى روح البهجة ورسم البسمة على شفاه الحاضرين من زائري الإمامين الجوادين "عليهما السلام".