مقا- نمرقة : وبضمّ النون والراء ، الوسادة. وهذا ممّا زيدت فيه القاف ، إنّما هي من النمرة ، وهي الكساء المخطّط.
لسا- النمرق والنمرق والنمرقة : الوسادة. وقيل وسادة صغيرة. وربّما سمّوا الطنفسة الّتي فوق الرحل نمرقة ، والجمع نمارق. وقيل : النمرقة هي الّتي يلبسها الرحل.
التهذيب 9/ 418- قال أبو عبيدة : النمرقة والنمرق والميثرة : ما افترشت است الراكب على الرحل.
فرهنگ تطبيقي- آرامى- (نمرقين) بالش ، پشتى.
والتحقيق‌
أنّ الأصل الواحد في الكلمة : هو ما يتّكأ عليه ويتوسّد به كالوسادة والمتّكأ والمخدّة سواء جعلت في مجلس أو في مركب. واللغة مأخوذة من الآراميّة.
{فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13) وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ (14) وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15) وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ} [الغاشية : 13 - 16] سبق في الزربيّة إنّها مأخوذة من اللغة الفارسيّة (زربفت) أي المنسوجة من ألياف غالية أو ذهبيّة ، فهي منسوجات خاصّة تستعمل في الفرش بقرينة كونها مبثوثة. كما أنّ النمارق بقرينة كونها مصفوفة يراد منها المتّكأ والمخدّة وما يسند اليه.
هذا بحسب تفسير ظواهر الكلمات والمفاهيم الجسمانيّة. وأمّا بحسب التفسير الروحانيّ : فالسرر كما سبق عبارة عن الحالات والصفات الباطنيّة المستسرّة القلبيّة النفسانيّة الّتي يستقرّ النفس عليها ، ومفردها السريرة ، وهي كلّ‌ صفة باطنيّة.
والنمارق حينئذ تنطبق على حالات وصفات راسخة ومقامات ثابتة يتكّأ عليها المؤمن ويستند اليها كالتوكّل والتسليم والصبر والتفويض.
والزرابيّ : ما يستقرّ عليها العبد في مقامات الجنّة ويعيش عليها ، كالحبّ والرضا والمعارف الإلهيّة والقرب والنورانيّة.
فالعبد السالك إذا وصل الى هذه المقامات الروحانيّة : يصير متهجا بها ومنشرحا بأنوارها وساكنا في أعلا منازل الجنّة.
ولا يخفى أنّ خصوصيّات عوالم الآخرة مجهولة لنا ، ولا يمكن إدراكها بحواسّنا المحدودة الضعيفة ، وما أوتينا من العلم إلّا قليلا.
_______________________________
‏- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ ‏مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ ‏هـ.
- لسا = لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .