مصبا- مضى الشي‌ء يمضى مضيّا ومضاء بالفتح والمدّ : ذهب. ومضيت على الأمر مضيّا : داومته. ومضى الأمر مضاء : نفذ. وأمضيته : أنفذته.
مقا- مضى : أصل صحيح يدلّ على نفاذ ومرور , ومضى يمضى مضيّا.
والمضاء : النفاذ في الأمر. والمضواء : التقدّم.
لسا- مضى الرجل مضيّا ومضاء ومضوّا : خلا وذهب , الأخيرة على البدل. ومضى في الأمر وعلى الأمر مضوّا , وأمر ممضوّ عليه. ومضى بسبيله : مات. ومضى السيف مضاء : قطع. والتمضّى تفعّل منه.
والتحقيق‌
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو تحقّق أمر ووقوعه في الزمان السابق عن زمان التكلّم. وقد سبق في الزهق الفرق بينها وبين المرور والتقدّم والسبق والزوال وغيرها.
فيلاحظ في النفوذ : الورود الدقيق على شي‌ء.
وفي الذهاب : الحركة عن نقطة معيّنة مدبرا الى جهة.
وفي التقدّم : وقوع أمر أوّلا بالنسبة الى أمر آخر.
وفي السبق : يلاحظ التقدّم بالنسبة الى اللحوق وفي قباله.
فإذا كان الملحوظ في هذه الموادّ : النظر الى جهة التحقق والوقوع في زمان سابق : تكون من مصاديق الأصل , وإلّا فتكون مجازا.
كما أنّ التعبير في- مضى السيف أي قطع , ومضى لسبيله أي مات , ومضيت على الأمر أي داومته : الى النظر الى جهة التحقّق فيها.
{فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ} [الزخرف : 8] أي أشدّ من الّذين استهزؤوا الرسل. والمثل كحسن صفة بمعنى ما يكون مشابها تامّا في الصفات الممتازة , أي مضى في الأوّلين مثلهم.
{قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ} [الأنفال : 38] وإن يعودوا الى ما نهوا عنه فقد مضت طريقتهم وسنّتهم في الخلاف والعداوة فيما بين السابقين , فلازم أن يعتبروا من نتيجة أعمالهم من الهلاكة.
{وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ} [يس : 67] أي لا يستطيعون أن يمضوا في برنامجهم وخلافهم وإدامة أعمالهم الفاسدة , ولا أن يرجعوا ويتوبوا عن الانحرافات والضلال.
فظهر لطف التعبير بالمادّة في موارد استعمالها , دون السبق والتقدّم وغيرهما : فانّ فيها اشارة الى التحقّق.
___________________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
‏- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ ‏مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ ‏هـ.
- لسا = لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .