المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


معنى كلمة قضى‌


  

10112       01:04 صباحاً       التاريخ: 10-12-2015              المصدر: الشيخ حسن المصطفوي

أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-02 311
التاريخ: 21-10-2014 4160
التاريخ: 2/10/2022 2102
التاريخ: 19-11-2015 8699
التاريخ: 1-2-2016 8412
مقا- أصل صحيح يدلّ على إحكام أمر وإتقانه وإنفاذه لجهته. والقضاء : الحكم- فاقض ما أنت قاض - أي اصنع واحكم ، ولذلك سمّى القاضي قاضيا ، لأنّه يحكم الأحكام وينفذها. وسمّيت المنيّة قضاء لأنّه أمر ينفذ في ابن آدم وغيره من الخلق ، فإذا همز تغيّر المعنى.
مصبا- قضيت بين الخصمين وعليهما : حكمت. وقضيت وطرى : بلغته ونلت. وقضيت الحاجة كذلك. وقضيت الحجّ والدين : أدّيته. واستعمل العلماء القضاء في العبادة الّتى تفعل خارج وقتها المحدود شرعا. والقضاء مصدر في الكلّ. واستقضيته : طلبت قضاءه. واقتضيت منه حقّى : أخذت. وقاضيته : حاكمته.
صحا- القضاء : الحكم ، وأصله قضأي لأنّه من قضيت إلّا أنّ الياء لمّا جاءت بعد الألف همّزت ، والجمع الأقضية ، والقضيّة مثله ، والجمع القضايا على فعالي ، والأصل فعائل. وقد يكون بمعنى الفراغ ، تقول قضيت حاجتي ، وضربه فقضى عليه أي قتله كأنّه فرغ منه ، وسمّ قاض ، أي قاتل. وقد يكون بمعنى الأداء والإنهاء ، تقول قضيت ديني ، وقد يكون بمعنى الصنع والتقدير- فقضاهنّ سبع سماوات ، ومنه القضاء والقدر. ويقال استقضى فلان أي صيّر قاضيا.
والتحقيق‌
أنّ الأصل الواحد في المادّة : الإنهاء في قول أو عمل ، بمعنى الإتمام و‌
البلوغ الى النهاية فيهما.
ومن مصاديقه : الحكم القاطع الفاصل في أي شي‌ء. والبلوغ الى منتهى المقصود في رفع الحاجة. وأداء الحجّ والعبادة والصلوة وإتمامها. وتأدية الدين والحقّ. وإتمام العمل والبلوغ الى آخره.
وأمّا مفاهيم الفراغ ، القتل ، الإنفاذ : فمن آثار الأصل.
وأمّا مفهوم القضاء للعبادة الفائتة : فانّه إتمام الواجب وإكمال عمله وإبلاغه إلى الحدّ الواجب على المكلّف حتّى تفرغ ذمّته.
وأمّا القضاء والتقدير : فالقضاء هو إنهاء وإتمام في جهة الحكم في أي موضوع ، حتّى ينتهى الحكم في المورد الى كماله وآخره.
والتقدير يتحقّق بعده في مقام التطبيق والتحقيق في الخارج ، على قيود وحدود مخصوصة- كما سبق في - قدر.
وأمّا الفرق بين القضاء والحكم : فانّ النظر في القضاء الى جهة الإتمام والإنهاء. وفي الحكم الى جهة الإحكام والبت.
فالقضاء في الحكم : كما في-. {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ} [الأحزاب : 36]. {إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ} [النمل : 78]. {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ } [الإسراء : 23] أي إذا انتهى حكمه وتمّ ، وهو يتمّ قاطعا بحكمه فيما اختلفوا ، وهو ينهى ويحكم حكمه بأن لا تعبدوا إلّا إيّاه.
فالآية الثانية (يقضى بينهم بحكمه) تدلّ على مغايرة بين الحكم والقضاء ، وتأخير الحكم يدلّ على خصوصيّة زائدة في الحكم ، وهي الإحكام والبتّيّة والقاطعيّة ، فإنّ الإنهاء والإتمام أعمّ مفهوما. وعلى هذا يذكر القدر بعد القضاء ، فانّ في التقدير تعيين وتطبيق وتحديد.
والقضاء في العمل : كما في- {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ} [الجمعة : 10]. {فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} [طه : 72]. {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ} [سبأ : 14]. {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ} [البقرة : 200] يراد إتمام الصلوة. وإنهاء العمل والعقوبة فيهم. وإتمام الموت.
والقضاء في الزمان : كما في-. {ثُمَّ قَضَى أَجَلًا} [الأنعام : 2]. {فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ} [القصص : 29] والقضاء في القصد والبرنامج : كما في-. {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا } [الأحزاب : 37]. {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب : 23] وهذا القضاء وكذلك في الزمان مرجعهما الى العمل ، فانّ امتداد زمان الى أجل ، أو حصول بغية وحاجة ، أو تحقّق تعهّد : كلّها باعتبار العمل وبلحاظه.
والقضاء المطلق : كما في-. {وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ} [فصلت : 45]. {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ} [مريم : 39] يراد مطلق انقضاء الحكم والعمل وانتهاء زمانهما.
والقضاء من اللّٰه تعالى : كما في- {سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } [مريم: 35]. {وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ} [غافر: 20]. {فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [يونس : 47]. {فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ } [غافر: 78 {وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا} [الأنفال: 42]
قلنا إنّ والقضاء إنهاء وإتمام في حكم أو عمل. والأمر طلب شي‌ء مع الاستعلاء ويطلق على ما يكون متعلّقا للطلب وهو مطلوب. والحقّ ما يكون ثابتا ومطابقا للواقع. والقسط هو إيصال شي‌ء الى مورده.
وثانيا- إنّ الله تعالى إذا أنهى وأتمّ أمره وأكمل طلبه : فيقول له كن فيوجد ويتحقّق في الخارج ، وهذا كما قال تعالى :
{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس : 82] فانّ الارادة عبارة عن الطلب مع الاختيار ، وهو كالقضاء في مرتبة إنهاء الأمر والطلب.
وثالثا- سبق في القدرة إنّه منتزع من صفة الحياة ، فإنّ الحياة في قبال الممات ويساوق الوجود ، وحياته تعالى عين وجوده ، وهو غير متناه وغير محدود ، فهو حيّ وقادر مطلق ، ولا حدّ لقدرته ، فانّ الحدّ والتناهي يلازم الضعف ، وهو منزّه عن الضعف والفقر.
ورابعا- فهو تعالى إذا أراد وطلب واختار شيئا : يقول ويظهر طلبه بقوله كن ، أي شي‌ء كان ، وفي أي موضوع : فيوجد ذلك المطلوب في الخارج ، من دون أن يتوقّف الى شي‌ء أو شرط أو زمان.
فالقدرة قوّة أو صفة ذاتيّة بها يفعل إذا شاء القدر ويترك إذا شاء ، ونحن بلحاظ المحدوديّة والتقيّد في ذواتنا : نحتاج في مقام إعمال القدرة الى وسائل وموادّ وشرائط ومقدّمات ، حتّى نستكمل تماميّة العلّيّة والسببيّة الكاملة ، ويرتفع الضعف والموانع.
وأمّا اللّٰه القادر المنزّه عن أي حد وقيد وضعف وفقر وحاجة : فيفعل ما يشاء بما يشاء كيف يشاء ، فإرادته الفعليّة هي العلّة التامّة والسبب الكامل في إيجاد أي مادّة وصورة ، وفي تكوين أي شي‌ء- {يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [النور: 45]. {إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ } [الحج: 14]. كَذلك اللّٰهُ يَفْعَلُ ما يَشٰاءُ- 3/ 40 وخامسا- إنّ اللّٰه تعالى قادر حكيم عالم رحيم : فلا يريد إلّا قسطا ولا يقضى إلّا بالحقّ ، ولا يمكن في حقّه ظلم وعدوان ، فانّ الظلم عدوان الى حقوق آخرين ، وهو يلازم الفقر والنقص والضعف والحاجة ، وهو تعالى غنّى مطلق وغير محدود في غناه ولا ينتهى قدرته ، فالظلم منه تعالى نقص وفقر وجهل وعبث ولغو ، تعالى اللّٰه عن ذلك.
{وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ} [الحاقة : 26، 27] أي التحوّلات من الموت والبعث وإيتاء الكتاب بالشمال والحساب ، فيا ليتها كانت متمّة لحياتي وخاتمة لمنتهى صفحات عيشى.
____________________
‏- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ ‏مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ ‏هـ.
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
‏- صحا = صحاح اللغة للجوهري ، طبع ايران ، ١٢٧٠ ‏هـ .


Untitled Document
حسن السعدي
البرق: قوة طبيعية مذهلة
د. فاضل حسن شريف
من دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة (ح 3) (أحدا صمدا)
عبد العباس الجياشي
الحارث بن النعمان الفهري ( يستعجل العذاب في الدنيا قبل...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب الحج ضيافة الله للسيد المدرسي (ح 3)
إسلام سعدون النصراوي
بِدَايَةُ مَرْحَلَةِ التَّغْيِيْرِ الشَّامِلَةِ...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب الحج ضيافة الله للسيد المدرسي (ح 2)
أنور غني الموسوي
الفرق بين التبيين والتفصيل والتصريف في القرآن الكريم...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب مسلم بن عقيل للشيخ البغدادي (ح 5)
علي جبار الماجدي
الكوفة شهري ذي القعدة و ذي الحجة سنة 60هـ
د. فاضل حسن شريف
كتاب الامام الباقر عليه السلام للشيخ الكعبي والقرآن...
حسن الهاشمي
الآثار الوضعية للذنوب... معالجة الاسلام لآفة الزنا (14)
د. فاضل حسن شريف
كتاب الامام الباقر عليه السلام للشيخ الكعبي والقرآن...
محمدعلي حسن
لا تعجب بعملك
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية في كتاب مناسك الحج للسيد السيستاني (ح 2)