عقدت الهيأة العليا لإحياء التراث في العتبة العباسية المقدسة، ندوة ثقافية لاستذكار العلَّامة المحقِّق السيد محمد رضا الجلالي (قدِّس سره) بمناسبة مرور أربعين يومًا على رحيله. وحضر الندوة عضو مجلس إدارة العتبة المقدسة، السيد ليث الموسوي ومسؤولون فيها، إضافة إلى طلبة العلوم الدينية وعددٍ من المشايخ والفضلاء وعائلة العلَّامة الجلالي. وقال مدير المعهد العالي للتراث التابع للهيأة، الدكتور السيد عبد الحكيم الصافي، إنَّ "العتبةَ المقدسةَ تحرص على إحياء ذكرى العلماء والفضلاء الذين بذلوا أعمارهم في سبيل العلم والتأليف والتحقيق، ومن بينهم العالم المحقق السيد محمد رضا الجلالي الذي بذل جهدًا كبيرًا في هذه الميادين، فضلًا عن دوره في تربية جيل من المحقِّقين". وأضاف، أنَّ "الجلسة شهدت تقديم ورقة بحثية بعنوان (محطات من سيرة العلامة المحقق السيد محمد رضا الجلالي)، وكلمة لأُسرة الفقيد، إلى جانب إلقاء عددٍ من القصائد الرثائيَّة التي استذكرت مآثره العلميَّة والإنسانيَّة". وأشار الصافي إلى أن "مركز الشيخ الطوسي للدراسات والتحقيق، التابع للهيأة، بادر بطباعة كتابين بهذه المناسبة الأول بعنوان (العلامة المحقق السيد محمد رضا الجلالي في ذكراه الأربعين)، والثاني بعنوان (أبو الحسن العريضي علي بن جعفر: سيرته وحياته)، وهو مقدمة لـ (مسائل علي بن جعفر)".
من جانبه قدم السيد محمد تقي نجل السيد الجلالي شكره إلى العتبة العباسية المقدسة والهيأة العليا لإحياء التراث على عقد هذه الندوة التي تستذكر الإرث العلمي لوالده (قدس سره). ويُعدُّ العلامة المحقق السيد محمد رضا الجلالي من الأعلام في مجال التحقيق، إذ قدم جهودًا كبيرة في تحقيق وتدقيق العديد من النصوص التراثية المهمة منها: كتاب الرجال لابن الغضائري، وكتاب وصول الأخيار إلى أصول الأخبار للشيخ حسين بن عبد الصمد (والد الشيخ البهائي)، وكذلك الرعاية في شرح البداية للسيد الشهيد الثاني، إضافة إلى آداب المتعلِّمين للخواجة نصير الدين الطوسي، والإمامة والتبصرة لوالد الشيخ الصدوق، ومجموعة أخرى من الكتب لتكون في متناول الباحثين والمهتمين، مساهمًا بذلك في إحياء التراث الإسلامي.