في غمرة الأفراح التي يعيشها المحبّون والموالون للنبيّ وأهل بيته الأطهار(عليهم أفضل الصلاة والتسليم) بعيد الله الأكبر عيد الغدير الأغرّ افتتحت العتبةُ العباسيّة المقدّسة واحداً من أكبر مشاريعها الخدمية وهو مشروع مستشفى الكفيل التخصّصي، حفل الافتتاح الذي أُقيم في باحتها الوسطى شهد حضوراً واسعاً لشخصياتٍ علمية وأكاديمية ودينيّة من داخل وخارج العراق وممثّلين عن عتبات العراق المقدّسة إضافةً الى رئيس الوزراء العراقيّ الدكتور حيدر العبادي ورئيس ديوان الوقف الشيعيّ السيد علاء الموسوي وممثّلين عن الحكومة المركزية والمحلّية بشقّيها التشريعي والتنفيذي.
استُهلّ حفلُ الافتتاح بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم بصوت القارئ الدولي السيد حسنين الحلو، أعقبتها كلمةُ الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدّسة التي ألقاها أمينها العام سماحة السيد أحمد الصافي .
جاءت بعدها كلمة رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي .
ليعقبه رئيسُ ديوان الوقف الشيعيّ سماحة السيد علاء الموسوي بكلمةٍ بيّن فيها: "ليس من الضروري أن يكون البلد في رخاء وسعد حتى يفتتح مثل هكذا مشاريع، فحتّى البلد الذي يمرّ بأزمة يفتتح مثل هكذا مشاريع إذا كانت هناك رغبة وإرادة وفن في إدارة المال الذي أصبح مسألة مهمة في هذه الفترة التي شهدت تزاحم الأهداف والغايات وقلّة الموارد".
مُضيفاً: "لذا يجب ترتيب الأولويّات بشكلٍ صحيح وعلميّ ومدروس من قبل أهل الاختصاص، فإن كانت الفترة السابقة عمّتها الفوضى في كلّ المجالات، وخصوصاً عدم توظيف أهل الاختصاص واحترام أهل العلم، وتوزيع الأموال وفساد في تضييع تلك الموارد، فهذه المرحلة تشهد رعاية خاصة من المرجعية الدينية العليا في إصلاح كلّ تلك الأمور التي لابُدّ أن تتغيّر بشكلٍ كامل، ومن الأمور التي يجب أن تتغيّر هي فنّ إدارة الأموال وكيف ندير الأموال المحدودة التي تحت اليد سواءً كانت كثيرة أو قليلة، وهذا المشروع قد بدأ في فترة لم تكن هناك أزمة مالية، لكنّ ختامه جاء في وقتٍ يمرّ به البلد بأزمةٍ حقيقية، وهذا يعني أنّ العراق وأهل العراق الذين يقودون عمليات الإصلاح خصوصاً في العتبات المقدّسة قد اعتمدتهم المرجعية منذ سنين طويلة ووثقت بخبرتهم وكفاءتهم حتى استطاعوا أن يحقّقوا هذه الإنجازات".
مختتماً: "من هنا يحب أن ننطلق بمشاريع فيها خدمة للناس لا مشاريع يحيطها بريق إعلامي فقط دون إنجازٍ يذكر وبقيت على حالها، أمّا هذه المشاريع ستبقى ذات عائدات للمجتمع كافة وخصوصاً الفقراء والضعفاء".
جاءت بعدها كلمةُ رئيس ديوان الوقف الشيعي الأسبق السيد صالح الحيدري التي بيّن فيها: "إنّ سبب نجاح المشاريع الكبيرة في العتبتين المقدّستين وبقيّة العتبات، أنّها لم تكن تحت منظّمة القوانين التي وضعها المجرم صدام أو بريمر، فقد كانت تسير بعيداً عن القوانين التي تعسّر وتعرقل المشاريع، وكذلك كنّا نسير بها بعيداً عن الذين لا يفقهون معنى الرقابة والتفتيش".
بعدها شنّف أسماع الحاضرين عضو مجلس إدارة العتبة العباسيّة المقدّسة السيد عدنان الموسوي بقصيدةٍ وصف في أبياتها هذه المستشفى التي اكتسبت اسماً من أحد ألقاب أبي الفضل العباس(عليه السلام).
أعقبتها كلمةُ رئيس قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسيّة المقدّسة -وهي الجهة المشرفة إشرافاً مباشراً على تنفيذ المشروع- المهندس ضياء مجيد الصائغ، حيث بيّن: "إنّ كلّ عملٍ صغير أو كبير عند الله تعالى مدوّن ومستنسخ ومحفوظ، يثيب سبحانه وتعالى على العمل الصالح ويكتب له الأجر ما دام والى يوم القيامة، ونحن اليوم نحتفل بافتتاح هذا المستشفى الذي يُعدّ واحداً من أفضل المستشفيات المستقبلية في الشرق الأوسط، وذلك بتوقيع الدورة السادسة من معرض ومؤتمر الشرق الأوسط لبناء المستشفيات الذي أُقيم في دولة الإمارات، حيث مُنِحت مستشفى الكفيل شهادةً ضمن أفضل خمس مستشفيات في الشرق الأوسط، وسيكون هذا المستشفى إن شاء الله داعماً للقطاع الصحّي في العراق، حيث سيوفّر السبل الصحية الممتازة للمرضى دون عناء السفر والتكلفة لأنّه وفّر أغلب الاختصاصات الجراحية بأجهزة حديثة جداً وكادرٍ طبّي متخصّص.
تلتها كلمة الشركة المنفّذة للمشروع وهي شركة مجموعة البلداوي للتجارة العامة والمقاولات التي ألقاها المهندس ظافر البلداوي، والتي بيّن فيها: "إنّ هذا الإنجاز الكبير نقدّمه هديّةً لمقام صاحب العصر والزمان(عجّل الله تعالى فرجه الشريف) وتكريماً ووفاءً لسيّدي الوفاء والتضحية الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس(عليهما السلام) ليكون هذا الصرحُ الطبّي المتميّز والمتكامل أوّل خطوة نحو تقديم خدمات طبيّة تنافس مثيلاتها في الدول المتقدّمة، وإنّه منذ اللحظة الأولى بالشروع في بناء هذا المستشفى كانت إرادتنا وإصرارنا كبيرين على استقدام أفضل الشركات العالمية الساندة في هذا المجال، وقد روعي في إعداد التصاميم المتانة العالية للهيكل الإنشائيّ لمقاومة الزلازل والصدمات لتبقى المستشفى تقدّم خدماتها في أصعب الظروف، كما تمّ الأخذ بعين الاعتبار الأعداد المليونية للزائرين".
جاءت بعدها كلمةٌ للأطبّاء العراقيّين المغتربين وقد ألقاها بالنيابة عنهم الدكتور صاحب الظاهر، وقد دعا من خلالها الحكومة العراقية الى الاستفادة من الكفاءات العراقية المهاجرة في كافّة العلوم والاختصاصات ومنها الطبيّة التي يفتقر لها العراق ويُعاني فيها نقصاً حادّاً وتدهوراً متواصلاً، ولتكون مستشفى الكفيل التابع للعتبة العباسية المقدّسة نقطة انطلاقٍ لهذه الخطوة.
بعد ذلك تمّ توزيع الهدايا والجوائز التقديرية للشركة المصمّمة والمنفّذة وللمهندسين المشرفين على المشروع، ليتوجّه الحضور بعد ذلك لقصّ شريط افتتاح المستشفى برفقة الأمين العام للعتبة العباسيّة المقدّسة سماحة السيد أحمد الصافي وإجراء جولة في أروقتها والاستماع لما يحتويه من أجهزة ومعدّات.