كشف الأكاديمي الروسي ألكسندر بيتشكوف صورة فضائية لبحيرة بايكال قدمتها مؤسسة "روس كوسموس" الفضائية الحكومية، أظهرت عدم تشكل الجليد حتى في الجزء الشمالي من البحيرة.
وقد شدد العلماء من فرع سيبيريا في أكاديمية العلوم الروسية على ضرورة إجراء أبحاث علمية شاملة حول الأوضاع في بحيرة بايكال، حيث لم يتشكل الغطاء الجليدي بعد في يناير عام 2025. وأكد الأكاديمي إيغور بيتشكوف رئيس فرع إركوتسك في الأكاديمية أن خطر عدم تجمد البحيرة لا يزال قائما، ما يمكن أن يؤثر على النظام البيئي بأكمله.
وقال بيتشكوف: "حتى لو تشكل الجليد في البحيرة بسمك 10 سم فإنه لم يعد كافيا، لأن خصائصه تختلف تماما عن الجليد بسمك 1.5 متر الذي عادة ما يتشكل شتاء في مناطق بحيرة بايكال كلها".
وشدد على ضرورة بدء العمل الفوري على دراسة آثار بيئية لهذه الظاهرة الطبيعية النادرة.
وأيدت هيئة رئاسة الأكاديمية اقتراحا تقدم به بيتشكوف بشأن إعداد تقرير لوزارة التعليم والعلوم الروسية لإجراء أبحاث علمية إضافية حول الوضع الجليدي في البحيرة. وعرض صورة فضائية لبحيرة بايكال أظهرت أن الجليد لم يتشكل بعد حتى في الجزء الشمالي من البحيرة. وقال إن هناك مشاكل هيدرولوجية وبيئية وغيرها، وأشار إلى أن عدم وجود الجليد في البحيرة يؤدي إلى تبخر الماء من سطحها وسطح الأنهار التي تغذيها. وهناك مشاكل بيئية أيضا. وعلى سبيل المثال فإن فقمة بايكال لا تتكاثر إلا في درجات حرارة معينة".
يذكر أن المنطقة المحيطة ببحيرة بايكال تميزت هذا الشتاء بالطقس الدافئ والعاصف، أما الإعصار الذي ضرب المنطقة فدمر جزءا كبيرا من الجليد في مضيق (مالوي موري) الذي يفصل جزيرة "أولخون" عن ساحل بايكال، مما أدى حتى إلى تأجيل مباراة نجوم الهوكي على الجليد التي كان مخططا لإقامتها على جليد البحيرة.
يذكر أن بحيرة بايكال هي واحدة من عجائب الطبيعة في العالم، وتُعتبر جوهرة سيبيريا الفريدة. 
وتقع في جنوب سيبيريا في روسيا، وهي أعمق بحيرة مياه عذبة في العالم، حيث يصل عمقها إلى 1642 مترا. كما أنها أقدم بحيرة على كوكب الأرض، ويُقدر عمرها بأكثر من 25 مليون سنة. 
ومياه بايكال هي من أنقى المياه في العالم، حيث تكون شفافة لدرجة أنك تستطيع رؤية الأجسام على عمق 40 مترا. وذلك بفضل وجود كائنات دقيقة تعمل على تنقيتها بشكل طبيعي.
وهي موطن لعدد كبير من الكائنات الحية الفريدة التي لا توجد في أي مكان آخر في العالم. من أشهر هذه الكائنات فقمة بايكال، وهي الفقمة الوحيدة التي تعيش في المياه العذبة. كما تحتوي البحيرة على أكثر من 1700 نوع من النباتات والحيوانات، ثلثاها مستوطن في بايكال.
وفي فصل الشتاء يتجمد سطح البحيرة بالكامل، مما يشكل لوحة جليدية ساحرة. والجليد يكون شفافا وقويا لدرجة أن السيارات يمكن أن تسير عليه. ومع ذلك، فإن تغير المناخ أصبح يهدد هذا الجليد، مما يؤثر على النظام البيئي للبحيرة.