تستذكر مواكب العزاء الكربلائية في اليوم الخامس من شهر محرم الحرام عند مرقدي الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام)، سفير النهضة الحسينية الخالدة وأول شهيد فيها مسلم بن عقيل (عليه السلام). المواكب العزائية كجزء من الوفاء لمسلم بن عقيل(عليه السلام)، وتضحيته بنفسه من أجل دين الله ونصرة وليّه، تستذكر مواقفه والتضحيات التي قدمها في سبيل نهضة الإمام الحسين (عليه السلام). وعلى الرغم من أنّ شهادته (عليه السلام) في التاسع من شهر ذي الحجة، فإنّ ما جرى عرفًا وضمن التقاليد العزائية العاشورائية تخصيص يوم الخامس من شهر محرم لإحياء هذه الشخصية العظيمة واستذكارها.
وجابت مواكب العزاء الحسينيّة شوارع مدينة كربلاء المقدّسة، مرددةً المرثيّات الحسينيّة، ورافعةً الرّايات السّوداء الّتي تُعبّر عن الحزن والألم على مصاب آل البيت (عليهم السّلام). وتُنظم حركة المواكب وفق خطة محكمة وضعها قسم الشعائر والمواكب والهيئات الحسينية، لمسير المواكب عبر شوارع محددة، تبدأ من باب القبلة لمرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام)، مرورًا بصحنه الشريف، متجهة عبر ساحة ما بين الحرمين الشريفين، لتختتم العزاء عند مرقد سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام). وتُعدّ ذكرى عاشوراء مناسبةً لإحياء القيم والمبادئ التي ضحّى من أجلها الإمام الحسين (عليه السلام)، وتستمر فعاليات مواكب العزاء الحسيني طوال شهر محرم الحرام، إذ تزداد أعداد الحشود وفعاليات العزاء مع اقتراب موعد يوم العاشر من شهر محرم، وهو اليوم الذي يحيي فيه المؤمنون ذكرى شهادة الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه (عليهم السلام).