تطرّق الباحث في جامعة بغداد / كلّية العلوم السّياسيّة الدكتور أياد مالك عبد المجيد، للبعد الاستراتيجيّ لفتوى الدّفاع الكفائي. جاء ذلك ضمن فعّاليّات الجلسة البحثيّة الثالثة لليوم الثّاني الّتي ترأّسها الدّكتور طارق عبد الحافظ عدنان لمحور (المرجعيّة الدّينيّة والتّنمية المستدامة) من المؤتمر العلميّ الأوَّل لفتوى الدّفاع الكفائي، الّذي تقيمه فرقة العبّاس (عليه السّلام) بالتّعاون مع كلّية العلوم السّياسيّة في جامعة بغداد، تحت شعار (الدّفاع الكفائي عقد من العطاء والبناء) في العتبة العبّاسيّة المقدّسة. وقال عبد المجيد: إنّ "المرجعيّة الدّينيّة في النّجف الأشرف تؤكّد أنّ مصير الشّعوب لا يمكن حمايته بالعواطف والانفعالات، بل عَبرَ التّخطيط المتقن والإرادة المتعقّلة" مبينًا، أنّ "التّخطيط يتطلّب التّدبّر وحسن التّعامل مع المعطيات بواقعية، وتقييم نقاط القوّة والضّعف في المنظومة المجتمعيّة بدقّة". وأضاف "يُعدّ التّنفيذ الفعّال عنصرًا أساسيًّا في هذا التّخطيط، إذ يعتمد على الإرادة الواعية الّتي تختار الأهداف بناءً على الإمكانات المتاحة، وتحترم الزّمن كعامل رئيس في بدء التّنفيذ والمواجهة".
وبيّن "تماشيًا مع هذا النّهج الاستراتيجيّ، أصدرت المرجعيّة الدّينيّة فتوى الجهاد الكفائي كاستجابة مدروسة ومخطّطة للأحداث المؤلمة الّتي عصفت بالعراق والمنطقة". وتابع عبد المجيد "جاءت هذه الفتوى كنتيجة لتراكم كبير من المراقبة والإدراك لحجم المؤامرات الخارجيّة الّتي تهدف إلى إضعاف العراق وتقسيمه". وأشار الباحث إلى أنّ "المرجعيّة في النّجف الأشرف أذهلت بقرارها العالم بأسره، خصوصًا الأجهزة الاستخباريّة في المنطقة وعموم دول الغرب، وجاءت الفتوى في وقت لم يكن أحد يتوقع تدخّل المرجعيّة، الّتي تؤكّد التزامها الثّابت بحماية العراق وتعزيز وحدته واستقراره عَبرَ التّخطيط المدروس والإرادة المتعقّلة، بهدف تحقيق مستقبل أفضل لأبناء هذا الوطن العظيم".