المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


خلال حفل تكليف الطالبات العتبة العباسية: الحجاب ليس مظهرًا شكليًا بل هو فريضة واجبة والالتزام به عبادة لازمة


  

205       12:53 صباحاً       التاريخ: 2024-04-22              المصدر: alkafeel.net
أكّدت العتبة العباسيّة المقدسة، أن الحجاب ليس مظهرًا شكليًا أو مطلبًا سطحيًّا، بل هو فريضة واجبة، والالتزام به عبادة لازمة. جاء ذلك في كلمة الأمانة العامة للعتبة المقدسة، التي ألقاها ممثّلًا عنها رئيس المجمَع العلميّ للقرآن الكريم في العتبة المقدّسة الدكتور مشتاق العلي، خلال فعّاليات حفل سنّ التكليف الشرعيّ المركزي لطالبات مدارس محافظة كربلاء. وتقيم الحفل الذي ينضوي ضمن مشروع (الورود الفاطمية) بنسخته السادسة، شعبة الخطابة الحسينية النسوية في العتبة العبّاسية المقدّسة، بالتعاون مع مديرية تربية المحافظة، تحت شعار (من نهج الزهراء حجابي وبزينب اقتدائي)، وبمشاركة نحو (4500) طالبة من (88) مدرسة. وقال العلي، إنّ "كثيراً من الناسِ يحاولُ أنْ يجعل من الحجابِ مظهرًا شكليًّا، ويقنع المؤمنينَ وسواهم أنّه ليس من العبادات الأساسية بل هو من الكماليات الظاهرية؛ من أجلِ تخفيف وطأة تركِهِ، فمن الطبيعيّ أن يستهين الإنسان بالكماليات لأنّ الدين لا يتوقَّفُ عليها، ولكن لو دقّقنا بالآيات الكريمات والأحاديث الصحيحة الواردة عن أهل بيت النبوّة(عليهم السلام)، لوجدنا أنَّ الحجاب ليس مظهرًا شكليًا، أو مطلبًا سطحيًّا، بل هو فريضة واجبة، والالتزام به عبادة لازمة، تستحقّ البنت العقاب والحساب على ترْكِهَا".
وفي أدناه نصّ الكلمة: عن أمير الفصاحة والبيان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) أنّه قال: (زكاة الجمال العفاف)، يُرشدنا الإمام (عليه السلام) بحكمته البالغةِ هذه إلى أهمية العفافِ في حياة الخَلقِ لا سيّما النساء منهم؛ لأنّهنَّ أدعى له بالستر والحجابِ؛ فهو بمثابة النَّمَاءِ لجمالِهِنَّ وزيادة في بهائِهِنَّ فِي عيون الخلق والخالق. أبارك لكم جميعاً بلوغ فلذّاتِ الأكباد من بناتِنَا سنَّ التكليف، واسمحوا لي أن أوجّه الكلامَ لَهُنَّ فَهُنَّ المُحتفى بِهِنَّ اليومَ، وسأوزّع كلامي لَهُنَّ على ثلاثة تساؤلات مهمّة. السؤال الأول: هل الحجاب فطرة أم التبرّج هو الفطرة؟ بناتي العزيزات لو رجعنا إلى بداية الخلق وبالتحديدِ إلى قصّة أبينا آدم وأمّنا حواء لنتعرّف معادلة الفطرة ومصادر الوسوسة لتركها. وأقصد بالفطرة الأساسيات الأخلاقية التي يبني عليها الإنسانُ قيمه السلوكية في القول والفعل، من قبيل الميل إلى الكذب أو الصدق في القول والفعل، فمن الطبيعي أنَّ الإنسان يبغَضُ بالفطرة الكذب ويمتدح الصدق. ولعلّنا نحتاجُ إلى أن نتعرّف: أنَّ فطرة الإنسان تمتدحُ السّتر والعفاف بالحجاب أم تبغضُه؟ وللتأكَّدِ من ذلك نعودُ لآياتِ القرآن المجيد إذ يَقُصُّ علينا الباري جلّ جلاله فيه تفاصيل قصّة أبينا آدم وأمّنا حواء بقوله تبارك وتعالى في سورة طه: (فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ * إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ * وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ * فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ * فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ). إذ تبيّن لنا الآياتُ المباركات السابق ذكرُهَا أنّ هناك أمورًا مهمّة علينا الحفاظ عليها لنكون في نعيم دائم، ونكون معها في مأمن من الشقاء، ولعلّ أهمّ تلك الأمور الحفاظ على أخلاقنا بدلالةِ قوله (أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ)، فَالسَّتْرُ المُعبَّرُ عنه بعدمٍ العري هو مصدر من مصادر بقائنا في النعيم كي لا نشقى؛ لأنّه أساس الفضائل. لقد بيّنتها الْآيَاتُ بقولهِ تعالى (إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ) ويعني الشيطان، وكيف يسعى ذلك العدوّ لسلْبِنَا أسبابَ البقاء في النعيم؟ يستطيعُ ذلك بسلاح الوسوسة؛ ولولا خطورة هذا السلاح الشيطاني لما أنزل الله سبحانه وتعالى سورةً يُحصِنُ المؤمنين فيها من ذلك السلاح الخطير، فقال: بسم الله الرحمن الرحيم (قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شرّ الوسواس الخنّاس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنّة والناس)، ومن المهمّ في هذا المقامِ أنَّ هذه السورة المباركة دلّتْنَا على أنَّ الوسوسة تصدرُ من إبليس الجنّي، وكذلك من جنودِهِ الأبالسة البشريّينَ ممَّنْ ينفّذون مخطّطاته لسلب المؤمنين أسباب بقائهم في النعيم. ولا أريدُ الإطالة عليكنّ بناتي، ولكن لاحظنَ معي كيف أنَّ الآياتِ السابقات تكشفُ لنا أنَّ الستر والعفاف بالحجاب هو المتوافق مع فطرة الإنسان منذُ الخلق الأوّل، بحيث عَمِلَ أبونا آدم وأمنا حواء على تغطية ما ظهر منهما بعد هَتْكِ الستر عنهما بسبب مخالفة أوامر الله سبحانه وتعالى حينما استمعا لوسوسة الشيطان، فلو كان هتك السترِ موافقًا للفطرة لما عملا على البحث لما يَتَسَتَّران به بعد وقوعِهما في فداحة هتكِ الستر. وبعد أن بيّنا في إجابة السؤال الأولِ أنّ الستر والعفاف بالحجاب هو الفطرة الحقَّة التي جُبِلَ عليها الإنسانُ منذُ الخلقِ الأولِ، ننتقل إلى سؤالٍ مهمّ آخر، وهو هل الحجاب عبادة أم مظهر؟، كثير من الناسِ يحاولُ أنْ يجعل من الحجابِ مظهرًا شكليًّا، ويقنع المؤمنينَ وسواهم أنّه ليس من العبادات الأساسية بل هو من الكماليات الظاهرية؛ من أجلِ تخفيف وطأة تركِهِ، فمن الطبيعيّ أن يستهين الإنسان بالكماليات لأنّ الدين لا يتوقَّفُ عليها، ولكن لو دقّقنا بالآيات الكريمات والأحاديث الصحيحة الواردة عن أهل بيت النبوّة(عليهم السلام) لوجدنا أنَّ الحجاب ليس مظهرًا شكليًا، أو مطلبًا سطحيًّا، بل هو فريضة واجبة، والالتزام به عبادة لازمة، تستحقّ البنت العقاب والحساب على ترْكِهَا. لذا عليكُنَّ بناتي المهذّبات أنْ تَلْتَفِتْنَ إلى وعي هذه المسألةِ وأَلا تَسْتَمِعْنَ إلى أبالسة البشر الناشرين لوساوس الشيطان، الذين يُحاولون إقناع الخلقِ بأنَّ الحجاب مظهر شكليّ، لا عبادة مفترضة. وما يرتبط بالوسوسة السابقة هناك تساؤل آخرُ نتج عن الأبالسة الشيطانيّين والبشريّين الذين حاولوا إقناع الخلق بأنَّ الحجاب يمنعُ المرأة من التعلّم، لأنه مظهر من مظاهر الرجعيّة ومانع من موانع التقدّم والمدنية، فهل حقًّا أنَّ الحجاب كذلك؟ الجواب بسهولة ويُسر، انْظُرْنَ إلى مُعلّماتِكُنَّ المحجّبات ألسنَ مُتعلّمات؟ وهُنَّ أستاذات في مختلف التخصّصات، اللغة والحساب والفيزياء والكيمياء والعلوم وغيرها من التخصّصات، ألم تَجِدْنَ الطبيبات والمهندسات والأديبات من المحجّبات؟ فهل مَنعَهُنَّ الحجابُ والعفافُ من التعلّم والإسهام في بناء الحياة؟ الجواب: مؤكّد، لا. وفي الختام لا يسعني إلا أن أنقل تحايا ودعاء سماحة المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة السيد أحمد الصافي (دام عزّه)، وتحايا ودعاء الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدّسة ممثلة بأمينها ونائبه وأعضاء مجلس إدارتها، الذين لم يَدَّخِرُوا وِسْعًا في دعم هكذا أنشطة تسعى لخدمة المؤمنينَ وأسرهم لما فيها من إحياءٍ للفضائل وتحصينٍ من الرذائل. ولا أنسَ أنْ أشكُرَ مكتب سماحة المتولّي الشرعيّ للشؤون النسوية ممثّلاً بشعبة الخطابة الحسينية النسوية في العتبة العبّاسية المقدسة، على إصرارها على إحياء هذه الفعالية كلّ عامٍ خدمةً لأقمارِ مجتمعنا من بناتنا المُكلّفات ليكُنَّ منارًا لحياة المجتمع المؤمن في المستقبل القريب. علمًا أن هذه النسخة من هذا النشاط هي النسخة السادسة التي ضمّت أكثر من (4000) مكلّفة، من (88) مدرسة من مدارس كربلاء المقدسة، وللتوثيق الدقيق بلغ عدد المكلّفات المكرّمات في هذا النشاط على مدى نسخه الستّ السابقة أكثر من (14000) مكلّفة مكرّمة. كما أشكر مديرية تربية كربلاء المقدّسة ومدارسها كافة التي أسهمت في إحياء هذا النشاطِ دوريًا، وكذلك نشكرُ أولياء الأمور من الآباء والأمهاتِ الَّذِينَ سَعَوْا للحفاظ على سلامة فطرة بناتهم التي أرداها الباري جلّ جلاله منذ الخلقِ الأول في عباده، ونشكر جميع أقسام العتبة العباسية المقدّسة والمؤسّسات الساندة، لا سيّما الإعلاميين الذين أسهموا في إحياء هذه المناسبة العطرة. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


Untitled Document
حسن الهاشمي
من أين لك هذا... خيال أم حقيقة؟!
د. فاضل حسن شريف
کتاب الإمام الصادق عليه السلام للشيخ المظفر والقرآن...
إسلام سعدون النصراوي
إمام المحدثين وجليس المساكين
د. فاضل حسن شريف
کتاب الإمام الصادق عليه السلام للشيخ المظفر والقرآن...
احمد الخرسان
ذكرى استشهاد الإمام العظيم جعفرِ بن محمد الصادق (عليه...
د. فاضل حسن شريف
اشارات قرآنية من كتاب فقه الإمام الصادق للشيخ مغنية (ح...
نجم الحجامي
صحابة باعوا دينهم – 10 عمرو بن حريث المخزومي
حسن السعدي
الصوت: دراسة فيزيائية
علي الحسناوي
هل تجوز إحالة الموظف الى التقاعد بناء على طلبه إذا...
منتظر جعفر الموسوي
التضخم الاقتصادي عبر التاريخ والدروس المستفادة
د. فاضل حسن شريف
اشارات قرآنية من كتاب فقه الإمام الصادق للشيخ مغنية (ح...
أنور غني الموسوي
سبب رفع كلمة (الصابئين) في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ...
د. فاضل حسن شريف
اشارات قرآنية من كتاب فقه الإمام الصادق للشيخ مغنية (ح...
منتظر جعفر الموسوي
الموازنة العامة : ادوارها وانواعها ومراحلها