سبعة عشر هدفًا لإنقاذ العالم، هذه هي أهداف التنمية المستدامة التي أعلنتها منظمة الأمم المتحدة ضمن خطَّة لتحقيق مستقبل أفضل وأكثر استدامة للجميع، وتتصدى هذه الأهداف للتحديات العالمية التي تواجه الكوكب. لماذا التنمية المستدامة؟ تسعى دول العالم إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030، وتهدف إلى القضاء على الفقر والجوع والمرض والأمية، وضمان حصول الجميع على التعليم والرعاية الصحية، وحماية البيئة، وتعزيز السلام والعدل الاجتماعي، والتنمية المستدامة تأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الاجتماعية والبيئية، إلى جانب الأبعاد الاقتصادية لحسن استغلال الموارد المتاحة لتلبية حاجات الأفراد مع الاحتفاظ بحق الأجيال القادمة، في ظلّ ما يواجه العالم من خطورة التدهور البيئي الذي يجب التغلب عليه مع عدم التخلي عن حاجات التنمية الاقتصادية وكذلك المساواة والعدل الاجتماعي. فالتنمية المستدامة تتطلب تحسين ظروف المعيشة لجميع الأفراد دون زيادة استخدام الموارد الطبيعية إلى ما يتجاوز قدرة كوكب الأرض على التحمل، وتُجرى التنمية المستدامة في ثلاثة مجالات رئيسة، هي النمو الاقتصادي، وحفظ الموارد الطبيعية، والبيئة والتنمية الاجتماعية. إسهام العتبة العباسية المقدسة أسهمت العتبة العباسية المقدسة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بواسطة مجموعة من المشروعات، أبرزها: مشروعات التعليم وتحققت النتائج عبر: التعليم الجيد: إذ تسعى العتبة المقدسة إلى توفير التعليم الجيد والعادل للجميع، بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الدين. المساواة بين الجنسين: سعت العتبة العباسية المقدسة إلى تحقيق المساواة بين الجنسين في التعليم، عبر تقديم فرص تعليمية متساوية للفتيات والفتيان. الحد من عدم المساواة: عملت العتبة العباسية المقدسة على الحد من عدم المساواة في التعليم، عبر تقديم الدعم المالي للطلاب من الأسر الفقيرة عن طريق المنح المالية. المشروعات الصحية أنشأت العتبة العباسية المقدسة عددًا من المراكز الصحية، التي تقدم خدمات صحية عالية الجودة للمواطنين، وحققت هذه المشروعات أهداف التنمية المستدامة التالية: الصحة الجيدة والرفاه عبر توفير الرعاية الصحية للجميع، بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الدين.
الحد من عدم المساواة سعت العتبة العباسية المقدسة إلى الحد من عدم المساواة في الرعاية الصحية، عبر تقديم الدعم المالي للمرضى من الأسر الفقيرة. العمل المناخي: تسعى العتبة العباسية المقدسة إلى حماية البيئة عبر تنفيذ مشروعات صحية صديقة للبيئة، مثل إعادة تدوير النفايات. المشروعات البيئية عملت العتبة العباسية المقدسة إلى حماية البيئة عن طريق تنفيذ العديد من المشروعات، مثل الحزام الأخضر الجنوبي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة التالية: المياه النظيفة والصرف الصحي: عملت العتبة العباسية المقدسة إلى توفير المياه النظيفة والصرف الصحي داخل المدينة القديمة، من خلال تنفيذ مشروعات لتنقية المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي. المدن والمجتمعات المستدامة: تسعى العتبة العباسية المقدسة إلى تطوير مدن ومجتمعات مستدامة، عبر تنفيذ مشروعات لتحسين جودة الهواء والمياه والطاقة. العمل المناخي: تسعى العتبة العباسية المقدسة إلى حماية البيئة عن طريق تنفيذ مشروعات صديقة للبيئة، مثل زراعة الأشجار والحد من التصحر.
إشادة رسمية وزير التخطيط الدكتور محمد علي تميم أشاد بمشاريع العتبة العباسية المقدسة، مؤكدًا أنّها تحاكي المواصفات العالمية، وتنسجم مع أهداف التنمية المستدامة الـ (17)، وتتميز بجودتها وبالإنجاز الكبير المتحقّق، الذي يعود بالفائدة للمصلحة العامة"، مضيفًا أنّ "هذه المشروعات تتميز بذهابها لمحتاجيها بشكلٍ مباشر".
من جهته قال الدكتور محمد الكريزي من مركز النهرين للدراسات إنّ "العتبة المقدّسة تجد الحلول المباشرة عبر مساراتها المتعدّدة ومراكزها البحثية المعتمدة، فهي تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة التي أقرّتها الأمم المتحدة، في إيجاد الشراكات مع المراكز البحثية والشخصيات الأكاديمية والأدباء، لمواجهة المشكلات المجتمعية". العمل على تحقيق الرفاه الاجتماعي للمجتمع عزّزت العتبة العباسية المقدسة من حضورها على خارطة الجمعية العامة للأمم المتّحدة لأهداف التنمية المستدامة (2020 – 2030) SDG، بعد أن أنجزت أغلب الأهداف. يقول عضو مجلس إدارة العتبة العباسية الدكتور عباس رشيد الموسوي، إنّ العتبة العباسية المقدسة وضعت نصب عينيها تلك الأهداف لا لأنّها أهداف عالمية، بل لأنّها في صميم رؤيتها الإسلامية والإنسانية، وقد وزّعت هذه الأهداف العريضة على مشاريعها كلّها، كي يحقق كلّ مشروع منها هدفًا أو أكثر، فقد غطّت تلك الأهداف العريضة أو كادت، كما أنّها غطت مجموعة واسعة من قضايا التنمية الاجتماعية والاقتصادية في بلادنا". ويتابع الموسوي بالقول إنّ العتبة المقدسة "استحدثت في طيات مشاريعها نظمًا وتدابير تحدّ من فقرٍ لطبقات واسعة، أو تحول دونه واستهدفت في مشروعات أُخر توفير الأمن الغذائي والتغذية المحسّنة وتعزيز الزراعة المستدامة، فقد اخضرّت بمشاريعها صحراء، وأينعت ثمارًا ونخيلًا، وضمنت صحيًّا منتسبيها، فضلًا عن شريحة كبيرة أخرى، مع ضمان تمتّعهم بأنماط عيش طيبة وصحية، وأحرزت تقدّمًا في زيادة فرص الحصول على المياه النظيفة والمرافق الصحية، وأسهمت في الحد من تنامي الأوبئة خصوصًا زمن كورونا بل صنائعها وما أكثرها". ويكمل، للعتبة المقدسة في ميدان التعليم قصة تروى؛ "ضمنت فيها تعليمًا نوعيًا مميزًا، منصفًا، وعزّزت فرص التعليم لفئات محرومة مدى حياتهم، كما أنّ لها في محو الأمية باعًا محمودًا ولها في تمكين المرأة، وتوفير فرص العملِ اللائق بها، وحقّها في التعليم مجال طيب، وخصّصت مشروعات لضمان توافر المياه، وعوّلت في كثيرٍ من مشاريعها على تقديم خدمات الطاقة الحديثة الموثوقة والمستدامة، وعززت مشاريعها الكثيرة في البلاد النموّ الاقتصاديّ المستدام، ووفّرت فرص عملٍ لائق لفئات كثيرة محرومة، وأقامت بنى تحتية قادرة على الثَّبات، وحفّزت بصناعاتها التصنيع المستدام، وشجعت الابتكار واحتضنت المواهب وآمنت بعقول أهلها العراقيين تحفيزًا وتعزيزًا وتشجيعًا لإدامة الابتكار". كما عملت وفقًا للموسوي "على ضمان حصول الكثيرين على مساكن وخدمات أساسية ملائمة وآمنة وميسورة التكلفة، ورفع مستوى بعض الأحياء الفقيرة بسبل شتّى، كما عززت الجهود الرامية إلى حماية التراث الثقافي والطبيعي العالمي وصونه، واستخدمت في كثير من مشاريعها أساليب الإنتاج الصديقة للبيئة، وعزّزت الدعم المجتمعي لتنفيذ بناء القدرات، وتعزيز استقرار الاقتصاد الكلي، وقدّمت المساعدات الإنمائية الرسمية لمستحقيها من المؤسسات الحكومية والأهلية، وراحت تشجع وتعزز الشراكات العامة مع القطاع العام والقطاع الخاص وشراكات المجتمع المدني الفعالة.
وضمّنت العتبة العباسية المقدسة هذه الأهداف في صلب رؤيتها وطموحاتها المستقبلية، وجعلتها جزءًا أساسيًا في أجنداتها 2030، وأدرجت أهداف التنمية المستدامة ضمن استراتيجيات التنمية لها.