ضمن جولته لرعاية وإقامة الاحتفال في ذكرى عيد الغدير الأغر في مختلف الجامعات العراقية شارك وفد رسمي من العتبة العلوية المقدسة في اقامة ورعاية الاحتفال في مراسم رفع راية الهدى في بناية جامعة واسط مع المساهمة في تكريم طلبتها الاوائل.
وساهم وفد العتبة العلوية المقدسة ممثلا برئيس الوفد السيد عيسى الخرسان، ومنتسبين من اقسام العلاقات العامة والإعلام والشؤون الدينية في العتبة المقدسة، مع مشاركة رئيس جامعة واسط وعمداء عدد من كلياتها وجمع غفير من طلبتها واساتذتها.
وقال رئيس جامعة واسط الأستاذ الدكتور عبد الرزاق أحمد النصيري في تصريح له حول حضور وفد العتبة المقدسة مراسم رفع راية الهدى " ببالغ السرور نحتفل اليوم بهذه المبادرة الكريمة التي قامت بها العتبة العلوية المقدسة برفع راية الامام علي ( عليه السلام)، في يوم الغدير الأغر وهو عيد المسلمين الأول ، والحقيقة نشكر ونثمن ببالغ الاعتزاز قيام العتبة العلوية بهذه المبادرة في الجامعات العراقية لشد أواصر التعاون والتفاعل بين العتبة المقدسة والعتبات الأخرى مع الجامعات وهو أمر مهم جدا يعزز روح المودة ويدفع الطلبة لرفع مستواه العلمي واكرر شكري لهدايا العتبة المقدسة للطلبة الأوائل والمتفوقين في الجامعة، وهو دليل الاهتمام منها بالعلم والمعرفة".
من جانبه قال محافظ واسط مال خلف"ببالغ الاعتزاز تحتفل محافظ واسط وجامعتها بيوم الغدير الأغر بمشاركة وفد العتبة المقدسة القادم من أرض النجف المباركة ونثمن المبادرة كما نشكر وفد العتبة لمشاركته في تكريم طلبة المحافظة الأوائل وهي ثمار نقطفها اليوم ببركة المولى أمير المؤمنين ( عليه السلام)، ليقوم هؤلاء الطلبة بخدمة محافظتهم ومجتمعهم".
وبدا الاحتفال برفع راية الهدى من خلال كلمة لرئيس الوفد السيد عيسى الخرسان، جاء فيها :
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أيها الحضور الكرام مع حفظ كل الخصوصيات . باسم الامانة العامة للعتبة العلوية المقدسة نقدم لكم أزكى آيات التهاني والتبريك بمناسبة ذكرى عيد الغدير الأغر ، يوم إكمال الدين واتمما النعمة ورضا الرب بتنصيب علي بن أبي طالب ( عليه السلام)إماماً وعلماً للناس .
كما نعلم أن الأيام لا امتياز لها انما تمتاز بعضها عن البعض الآخر بما تقع فيها من حوادث ففي السنة العاشرة للهجرة النبوية الشريفة على مهاجرها آلاف التحية والثناء يعلن النبي (صلى الله عليه وآله ) عزمه على حجة الوداع ، حجة إكمال الدين، حجة الإسلام ، ويخرج من مكة في أواخر ذي القعدة متوجها الى المدينة المنورة ويخرج معه المهاجرون والأنصار وفنون القبائل إلى أن يصل الى مكة المكرمة ليلتحق به أهل اليمن وباقي المناطق وتكتمل الأعداد حتى ينقل التاريخ ان الأعداد بلغت فوق المئة ألف في ذلك العام .
وبعد اداء المناسك يرجع النبي (صلى الله عليه وآله) ومعه المسلمون قافلا الى مدينته الى طيبة ، وما ان يبلغ مفترق الطرق حتى ينزل الامين جبرائيل ( عليه السلام)مبلغاً عن الله ( عزوجل):" ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ).
لقد جاهد النبي (صلى الله عليه وآله) 23 سنة قضاها في الجهاد حتى قال (صلى الله عليه وآله) : ما أوذي كما أوذيت ، في نشر تعاليم الاسلام، لكن الوحي يخبره ان هذا الجهد يذهب هباءً ان لم تنصب علي ( عليه السلام) أميرا للمؤمنين ، بمعنى ان امتداد وعمل النبوة يتوقف ان لم تنصب امير المؤمنين ، بمعنى ان امتداد النبوة يذهب بدون امتداد الامامة.
في ذلك المكان يامر النبي من تقدم بالرجوع ومن تأخر بالالتحاق ثم يصلي صلاة الظهر ويرتقي الاعواد التي أعدت له من اقتاب الابل، ثم يحمد لله ويثني عليه كما هو أهله ويستحقه، ويذكرهم بأصول الدين ويقف عند الامامة واصلها طويلا معرفهم بذلك ، ثم يوصيهم بأهل بيته خيرا، ويأخذ بيد عليٍ ( عليه السلام) ليرفعه للناس ويراه ويعرفه كل من حضر، ثم يقول كلمته المشهورة: من كنت ملاوه فهذا عليٌ مولاه ، اللهم وال من ولاه وعاد من عاداه وأدر معه الحق حيث دار).
ولم يتفرق الجمع حتى سلموا على علي بإمرة المسلمين جميعا، وبق أمير المؤمنين ومعه المسلمون يسلمون عليه بالإمرة حتى لم يبق أحد الا وسلم عليه بإمرة المسلمين.
وينصب أمير المؤمنين إماماً وعلماً للناس وهو نفس رسول الله ( صلى الله عليه وآله) بآية المباهلة التي نعيش ذكراها حيث بأهل الرسول النصارى، وينسحب النصارى.
إننا لمأمورون بالتعيد وتبادل التهاني والتبريكات في مثل هذه الأيام (يوم الغدير أو المباهلة أو التصدق بالخاتم ).
وما حضورنا هذا اليوم باسم العتبة العلوية المقدسة لنبادلكم التهاني حاملين لكم عطر النجف الأشرف المفعم بأريج الولاية ليعانق شذى مدينتكم الغراء المتوجه حيث الولاء العلوي المتوج بالحب الحسيني ونقدم لأبنائناالمتفوقين من جامعة واسط أسمى آيات التهاني، ومما يكرم العلم ان جعله الله علة في آية ، وفي آية أخرى انه أول من من الله به على عباده بعد منة الخلق.
فالعلم أيها الاخوة نور القلوب والسلاح على الاعداء والضياء في الظلمة ، وكفا بالعلم شرفا ان يقول فيه امير المؤمي :كفى بالعلم شرفا ان يدعيه من لا يحسنه .
فالى المزيد من التسابق في ميدان العلم والمعرفة ولانغفل ان لنا اخوة يتسابقون في ميادين الجهاد استجابة لنداء مرجعيتهم العليا صانها الله من كل مكروه وبذل انفسهم في سبيل العراق ومقدساته واهله، فنسأل الله ان يحشر الشهداء في اعلى عليين ويمن على الجرحى بالشفاء العاجل ويسدد خطى المرابطين في جبهات القتال.
وفي الختام لا يسعنا الا ان نقدم اعتزازنا وشكرنا لرئاسة جامعة واسط ولعماداتها وتدريسييها ولحضوركم انتم ايها الكرام لما بذلتم من جهود في خلق جيل يحمل العلم والمعرفة فالى المزيد في خدمة هذا البلد العزيز .. وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ثم كان مسك ختام الاحتفال بتكريم رئيس الجامعة وعمداء كلياتها وطلبتها المتفوقين .
يذكر أن الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة تواصل تنفيذ برنامجها بالاحتفال في يوم الغدير الأغر في مختلف المحافظات العراقية والعتبات المقدسة .