vأكد الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة الشيخ ضياء زين الدين(دام توفيقه) على ان كل اطروحة أو خطاب أو عقيدة لن تحصل على اي رصيد اسلامي يمكن ان يطرح في الساحة الانسانية اذا لم يكن قائما على التسليم لله سبحانه وتعالى، ولابد من ان يكون لهذا التسليم بعدٌ ذاتيٌ في أي توجه انساني.جاء ذلك ضمن لقاء سماحته بوفد علماء الدين العرب المشاركين في مؤتمر التقريب بين المذاهب الذي عقد في بغداد مؤخرا،وقد عُقد اللقاء في دار ضيافة الامام علي(عليه السلام) بتاريخ 29/4/2013م.
وأشار سماحة الأمين العام في معرض حديثه الى قوله تعالى: (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَيُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لايجدوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا) مبينا أنها قد رسمت للمسلمين طريق الإيمان الحقيقي للبشرية كلها،والمشكلة التي مُني بها المسلمون إنهم أضاعوا طريق الصواب في الإيمان، وهذا ما نرى أثره فعلا في الساحة الإسلامية الاجتماعية القائمة، فيدخل البعض في خطابه وهو يريد الاعتماد على الإيمان لكنه لا ينطلق مما يريده الله سبحانه وتعالى في قرآنه أو في كلمات رسوله ورؤيته الفكرية والدينية دون الاعتماد على ذلك التسليم الإلهي المطلق الذي يمكن ان يمده بالإيمان الحقيقي.
وأضاف: ان لغة الخطاب حينما لا تكون بأيدي أبناء الإسلام الحقيقيين، فإنها لن تكون حينئذ مجدية وسيبقى المسلمون يجنون ثمار السلبيات الحاصلة في هذا الواقع مؤكدا بالقول:فالمعول اولا واخيرا على مثل شخصياتكم العلمائية الطيبة وهي تجتمع في هذه الاماكن المقدسة ان تعيد الى الاسلام قوته باعتمادالنهج الالهي الذي ذكره القرآن وأكد عليه الرسول والذي استمر في عترته الطاهرة الذين قال فيهم الرسول الاكرم ((اني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا ))
من جانبه اكد الاستاذ زهير شربة نائب الامين العام على اهمية مثل هذا اللقاء قائلا: ان المسلمين اذا ما تعارفوا وتآلفواوفتحوا ابواب النقاش فيما بينهم في الامور العقائدية والفكرية فستنفتح امامهم ابواب كبيرة للتلاقي ولوحدة الفكر لان معرفة الاخر ستوطد العلاقة وستمحو كل ما هو شائب وراسب لكي تظهر المعلومة على حقيقتها.
واضاف:ماجاء به القران الكريم فكرا اسلاميا لايقبل الاختلاف والتناحر والفرقة واذا ماكان هناك اختلاف فهو في جزئيات عملية لاتؤثر على العقيدة او الوحدة وهذا المفهوم نريده ان يتجسد في العلاقة البينية على ارض الواقع وبالتأكيد ان مسيرة علي بن ابي طالب(عليه السلام) وهو المدرسة التي نتعلم منها مسيرة الوحدة ومسيرة الاخوة التي اراد الاخرون في يوم ما ان لاتكون كذلك.
من جانب اخر قال رئيس وفد العلماء العرب الشيخ حسن علي كنعان من المجلس الشيعي الاعلى في لبنان: ان التواجد والمكوث في حضرة المولى الاعظم امير المؤمنين علي عليه السلام بحد ذاته يعطي للإنسان شعور بأنه موجود في عرش الله الاعظم سبحانه وتعالى.
مؤكدا: ان هذا المكان هو جنة الله الواقعية، لان وجودنا في جنان الخلد امر يرضينا الله سبحانه وتعالى به،واماوجودنا هنا فان الله تعالى يرضى به عنا، فما يشعره الإنسان بالوجود عن أمير المؤمنين لايمكن ان يشعر به في اي مكان في العالم حتى في اقدس الاماكن
وعلى الصعيد ذاته قال عبد الله بن حمود العزي رئيس مركز حليف القرآن للدراسات والبحوث في اليمن:شعور لايمكن وصفه وفقدان العبارة هو ابلغ تعبير فمقام الامام علي(عليه السلام) هو مقام النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)اذ يشعر الانسان انه صغير الحجم امام رجل عظيم جعله الله سبحانه وتعالى مفتاحا للقران وجعل أولاده أعلاما للأمّة إلى قيام الساعة
يذكر ان الوفد رافقه كبير علماء الطائفة الإسماعيلية في اليمن الشيخ حسن عبد الله قاضي ومفتي جبل عامل في جنوب لبنان وأوربا وعدد من علماء الدين العرب.