احتضن رواق الإمام الهادي "عليه السلام" الحفل المركزي السنوي للأمانة العامة للعتبة العسكرية المقدسة بمناسبة ذكرى ولادة الإمام الهادي "عليه السلام"، بحضور فضلاء الحوزة العلمية في النجف الاشرف، و شيوخ ووجهاء واهالي سامراء، فضلاً عن الحكومة المحلية ومديرية الوقف السني، والقيادات الامنية في القضاء، وجمع غفير من خدام المرقد المقدس والزائرين الكرام.
استهل الحفل بتلاوةٍ عطرةٍ لآياتٍ بينات من الكتاب الحكيم، تلاها قارئ العتبة المقدسة "بلاسم جليل" ، جاء بعدها مشاركة لفرقة انشاد العتبة العسكرية المقدسة تلتها كلمة الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة سماحة الشيخ "ستار المرشدي"، ابتدأها بحمد الله والثناء عليه ثم الصلاة على النبي الاكرم "صلى الله عليه واله" واله الطاهرين وعلى الصحابة المنتجبين.
سماحة الشيخ "المرشدي" رحب خلال كلمته بالحضور الكريم خصوصا سليل العلم والحكمة والدين ومن فيه طيب امير المؤمنين "عليه السلام" سماحة العلامة حجة الاسلام السيد عزالدين الحكيم نجل المرجع الكبير محب سامراء سيدنا سماحة اية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم (مد ظله الوارف) والوفد المرافق.
كما رحب سماحته باهل الفضل من اعلام حوزة النجف الاشرف، و اهل سامراء المشرفة بشيوخها ونخبها وجماهيرها، رافعا أزكى آيات التهاني والتبريكات لمقام ولى الله الاعظم الحجة المنتظر "عجل الله فرجه الشريف" ولمراجع الدين العظام ولعموم المسلمين والمؤمنين بمناسبة مولد الإمام الهادي "عليه السلام"
وقد استذكر سماحة الشيخ "المرشدي" في هذه المناسبة الجماهيرية السامرائية ولعامها السادس شعارا خطه الامام ابو محمد الحسن العسكري "عليه السلام"(قبري في سر من رأى امان للجانبين)، كما دعى سماحته: الى ضرورة جعل سامراء شعارا للسلم والمحبة والتعايش المبني على اساس (الدين محبة محمد واله الطاهرين واصحابه المنتجبين) وان نحسن ظن ابينا الكبير المرجع الاعلى سماحة اية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (مد ظله الوارف)، الذي نشر الانفسية طريقا للمسلمين فلم يجعل فارقا بين شخص وشخص فلا اثنينية في النفس فهي جسد واحد ويد واحدة وقلب واحد، هكذا ارادنا فصرنا كما اراد ،وهو ما يراد لردع الشانيء والحاسد والباغي والعدو والمترصد بهذا البلد، لنعيش منعمين سالمين غانمين محبين لمحمد واله الطاهرين.
سماحة الشيخ "المرشدي ختم حديثه:
بالدعاء دفع الله تعالى عن البلاد والعباد كل شر وبلاء ووباء ،واظل سامراء بالخير والبركات واعاد لها سابق عهدها بأمن ٍ وامانٍ وسرورٍ وازدهار.
تلته كلمة سماحة العلامة حجة الاسلام السيد "عزالدين الحكيم" ابتدأها قائلا:
في هذا المحفل الكريم و في هذه الذكرى المباركة ولادة سيدنا ابا الحسن الهادي التقي النقي نتقدم الى مولانا صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه الشريف) و لكم جميعاً بأصدق التهاني والتبريكات ونتقدم لهم بفروض الطاعة والولاء في هذه الذكرى المباركة المقدسة.
وبين سماحة السيد "الحكيم" ان اهل البيت "سلام الله عليهم" كانوا اصدق الناس واكثرهم وفاءً واخلاصاً لامة النبي الاكرم "صل الله علية و اله وسلم" وحرصاً على جمع كلمتها و تأليف قلوبها كما كان النبي (صلوات الله عليه و ال وسلم) اكثر الناس حرصاً على توحيد هذه الامه وتوحيد القلوب ووضع الحرمات المقدسة التي نهى ان يتجاوز عليها احد، و ان اهل البيت "عليهم السلام" عاشوا بمختلف الظروف ومختلف المحن والمصائب لكن كلمتهم و مواقفهم كانت واحدة، مرورا بمختلف الظروف في داخل السلطة وخارج السلطة، في كل المواقف كانوا اكثر حرصاً على جمع الكلمة والابتعاد عن الاختلافات؛ لذلك زرعوا لنا نبتاً نحن احوج له: زرعوا لنا حرمة الانسان وحرمة الانسان المسلم وحفظ الاخوة والمساوات بين المسلمين مهما اختلفت اراءهم ومذاهبهم و افكارهم، فهذه هي مسيرة اهل البيت "عليهم السلام" وهذه هي دعوتهم وهذا ما ينبغي ان نعمل عليه.
واضاف السيد "الحكيم"
ينبغي ان نسير على حركة العلماء والفقهاء والزعماء و الوجهاء والمسؤولين وكل من له كلمة مؤثره وفاعلة في المجتمع ينبغي ان يدعوا الى جمع الكلمة لتأليف القلوب والاتجاه للمصير الواحد.
على ذلك جرت سيرة المرجعية الدينية العليا التي اعلنت بكل وضوح ان لا فرق بين طائفة و طائفة ولادين و دين ولا معتقد و معتقد حتى من لا يعتقد بالاسلام. هذه الدعوة التي تمتد جذورها الى مولانا الامام الهادي (عليه السلام) المستمدة من وحي الله سبحانه وتعالى.
بعدها جاءت كلمة قائمقام سامراء الاستاذ محمود خلف قائلا:
نيابة عن اهلي في مدينة سامراء اتقدم لكم بأزكى آيات التهاني والتبريكات في ذكرى ولادة الامام الهادي "عليه السلام" الذي شرفنا في سامراء ان يكون مرقده فينا ولتكون هذه المدينة في النهاية حياة و مماتاً لآل بيت النبوة كان خيراً في حياته و مماته وخير في كل مناسبة تختص به، نلتقي بها من الشرق و من الغرب في رحابه الطاهر على الرغم من ان الكثير حاول ان يفرق الشمل لكننا نلتقي بالوئام على الخير والبركة.
واضاف الاستاذ "خلف"
سامراء اليوم تحتضن هذه الوجوه المستبشرة على التالف والوحدة ونبذ الطائفية مستبشرة ان يكون لقائنا مستمراً، وتوافدنا بشكل كبير حيث نعطي للجميع ان سامراء هي ارض للتوحد وارض السلم وموقعاً لنبذ الطائفية ولكل شخص اراد النيل من هذا البلد وهذا المجتمع المتماسك .
جاء بعدها مشاركة للشاعر الدكتور ياسر محمد البدري بقصيدة ولائية بحق صاحب الذكرى (عليه السلام) كما شهد المحفل مشاركة لفرقة المدح والانشاد لأهالي مدينة سامراء بألقاء الموشحات الولائية التي ترنمت بحب اهل البيت "عليهم السلام".