بحضور مهيب وقلوب عامرة بحب النبي المصطفى (صلى الله عليه واله وسلم) واهل بيته الاطهار اقام موكب مركز كركوك العرب والتركمان والكرد من الشيعة والسنة حفلا بهيجا بمناسبة ذكرى ولادة الامام الحسن العسكري (عليه السلام) وبالتعاون مع الامانة العامة للعتبة العسكرية المقدسة.
أستهل الحفل آيات بينات من الذكر الحكيم تلاها القارئ حيدر المياحي ثم كلمة الامين العام للعتبة العسكرية المقدسة سماحة الشيخ ستار المرشدي والتي جاء فيها بعد حمد الله والثناء عليه والصلاة على النبي واله الاطهار:
ارفع لمقام مولاي صاحب الزمان والائمة الكرام ومراجع الامة والانام ولعموم المسلمين ولكم ايها الاحبة التهاني والتبريكات بذكرى مولد الامام الحسن العسكري (عليه السلام) مرحبا باهلي واحبتي اهالي كركوك جميعا والمناطق المحيطة بها وهذا الجمع الذي يمثل اطياف هذا البلد العظيم فقد حظرته شيعة وسنة عرب واكراد وتركمان ومسيح واخص العلامة الفاضل سماحة السيد محسن البطاط ممثل المرجعية العليا في النجف الاشرف والوفد المرافق له جميعا.
ثم تطرق سماحة الامين العام الى سيرة الامام العسكري (عليه السلام) والتي تمثل انعطافه كبيرة في وحدة المسلمين وهو القائل ان قبري بسر من راى امان لاهل الجانبين وقد ذكر العلامة المجلسي هذه العبارة وهو يقول ان المراد بالجانبين السنة والشيعة والمتأمل من العبارة يسأل لما الامام ذكر قبره معلما للوحدة ولم يذكر حياته؟
نجيب ايها الاحبة ان الامام كان مثال لايضاهى ولم يحجزه طيف او هوية اعتقادية فهو سعى جاهدا ان يعيش بين المسلمين وأن تجرع الغصص وهو القائل ما مُني احداً من أبائي بمثل ما مُنيت وذلك للضغوطات الكبيرة التي كانت يعانيها من الحكم الجائر.
واشار الشيخ المرشدي الى الدور البارز للمرجعية العليا والتي سارت على منهاج الائمة عليهم السلام حيث قال :
ان الامام (عليه السلام) عض على الجراح رغم كل الضغوطات وطلب وحدة المسلمين لانه هدف يحبه الله ورسوله وهو منهج للحق والصدق ومن هذا المنطلق ترى اليوم المنهج الواحد يتكرر في هذا العصر وبلسان سليل بيت النبوة سماحة المرجع الاعلى السيد السيستاني حفظه الله تعالى لاسيما ونحن في هذا المرقد المقدس والذي تكرر الاعتداء عليه وهدفها بث الفتنة وتاجيج نار الطائفية في العراق فوآد الفتنة والزم الجميع بعدم الانجرار خلف مايرد الاعداء المنتمون زورآ وبهتانا الى الاسلام ورافعي شعار التكبير بل اسس واوعز ان ما يجمعنا ليس الاخوة وحسب انما الانفسية فهم منا كنفوسنا واي وحدة مثل هذه الوحدة ثم ثار مفجرا فتوة الجهاد بعد ان تمادى مفرقي امة الاسلام بغَيهم فهب هذا الشعب العظيم مسطراً النصر وبوقت قياسي متجاوزا كل الحسابات والمشاريع العالمية والاقليمية فمن يصنع تاريخ هذا البلد ومن يدافع عنه هم ابناءه وهذه السواتر شاهدة وهذه شواهد الشهداء وعلائم قبروهم تزهو شامخة ومرددة انا هزمنا غول العالم داعش ومرغناه بالوحل وسيبقى درسا حاضرا امام نواظر كل من يفكر في ان يتطاول على هذا البلد ومقدساته وبهذا دفعت المرجعية الشر ووحدت البلد واغلقت المنافذ عن كل فاشل قاد امن البلد الى الانهيار.
وختم الشيخ المرشدي كلمته بوصية الامام الحسن العسكري (عليه السلام) والتي لابد ان ينتهل منها اتباعهم وياخذون منها الدروس حيث ذكر الامام الحسن العسكري (عليه السلام) في وصيته قائلآ:
أوصيكم بتقوى الله، والورع في دينكم، والاجتهاد لله في عبادته، وصدق الحديث، وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم من بر أو فاجر، وطول السجود، وحسن الجوار، فبهذا جاء محمد صلى الله عليه وآله، صلّوا في مساجدهم، واشهدوا جنائزهم، وعودوا مرضاهم، وأدوا حقوقهم، فإنّ الرجل منكم إذا ورع في دينه، وصدق في حديثه، وأدى الأمانة، وحسن خلقه مع الناس، قيل هذا شيعي فيسرني ذلك، إتقوا الله وكونوا زيناً ولا تكونوا شيناً، جروا إلينا كل مودة، وادفعوا عنا كل قبيح، فإنّه ما قيل فينا من حسن فنحن أهله، وما قيل فينا من سوء فما نحن كذلك، لنا حق في كتاب الله، وقرابة من رسول الله وتطهير من الله، لا يدعيه غيرنا إلا كذاب.
ودعا الشيخ المرشدي للحاضرين جميعا بحسن التوفيق والحفظ وان يحل الامن والامان لهذا البلد العظيم.
لتاتي بعده كلمة ممثل المرجعية العليا في كركوك سماحة السيد محسن البطاط والتي قدم من خلالها بيان ومنزلة الامام العسكري (عليه السلام) ومسكنه الشريف في سامراء وخاتما كلمته بالشكر والثناء الى الامانة العامة للعتبة العسكرية المقدسة متمثلة بأمينها العام وجميع كوادرها على حفاوة الاستقبال والضيافة والتعاون في اقامة برامج اهالي كركوك الذين وفدوا الى المرقد المقدس لاحياء شعائر اهل البيت (عليهم السلام) والذين يمثلون جميع اطياف هذا البلد العزيز داعيا الله عز وجل ان يحفظ العراق ومقدساته.
لتلقى بعدها قصائد الولاء والعشق المحمدي لمجموعة من الشعراء والمنشدين من اهالي كركوك وختم الحفل المبارك بتوزيع تشريفات الحفل المبارك.
يذكر ان الوفد ضم نساء ورجال من العرب الكورد والتركمان من الشيعة والسنة والمسيح من اهالي كركوك والمناطق المحيطة بها.