كلام أمير المؤمنين علي عليه السّلام في ماهيته تعالى في تأويل الصمد |
1478
09:30 صباحاً
التاريخ: 31-3-2018
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-3-2017
982
التاريخ: 3-07-2015
775
التاريخ: 25-10-2014
732
التاريخ: 3-07-2015
982
|
ذكر الصدوق (رحمه الله) في كتابه التوحيد ص 312 بالإسناد عنه عليه السّلام :
لا اسم ولا جسم ولا مثل ولا شبه ولا صورة ولا تمثال ولا حد ولا حدود ولا موضع ولا مكان ولا كيف ولا اين ولا هنا ولا شمة ولا ملأ ولا خلاء ولا قيام ولا قعود ولا سكون ولا حركة ولا ظلماني ولا نوراني ولا روحاني ولا نفساني ولا يخلو منه موضع ولا على لون ولا على خطر قلب ولا على شم رائحة.
بيان يضم هامة المعارف الالهية في هذا الحديث :
(لا اسم) لفظي ولا تكويني يميز ولا معنوي (لأنه ورد في الحديث عن الصادق عليه السّلام فمن عبد الاسم دون المسمى فقد كفر ومن عبد الاسم والمسمى فقد اشرك ومن عبد المسمى فذاك التوحيد) فالاسم اللفظي ليس شأنه إلا الحكاية اللفظية دون ان تكون له أية أصالة (فأسماؤه تعبير سمي في الرواية عن الإمام الرضا عليه السّلام).
والاسم العيني وهو كلما يدل بوجوده وكيانه على وجوده تعالى وصفاته العليا وهذا الاسم يباين ذاته كليا فكيف يكون ذاته أو من ذاته تعالى.
والاسم المعنوي وهو المعنى المحكي بالأسماء اللفظية كالعلم بالعالم والقدرة بالقادر والحياة بالحي صفات ذاتية دون أي تعدد وتركب وكالسمع بالسميع والخلق بالخالق وما إليها من صفات الفعل التي ترجع إلى الذاتية رجوع الفرع إلى أصله فهذه الأسماء والصفات الذاتية والفعلية ليست بالتي تحكى عن حيثيات مختلفة مركبة منها الذات وإلا أصبحت الذات مركبة فمحتاجة فممكنة، وإنما هي ولا سيما الصفات الذات- تعابير عن ذات واحدة اختلفت لفظيا لكي نتعرف إلى جمعية الذات لكافة الكمالات، ولكنه علينا من وراء ذلك أن تجرد ذاته تعالى عن الكثرات والتركبات إذا فليس ذاته اسما لا لفظيا ولا تكوينيا- من خلقه ولا جوهريا معنويا في ذاته، وإنما هو الذات المجردة عن أي تركب وعروض وحدوث وعن كل ما يتنافى في ألوهيته وسرمديته وغناه.
و قول من قال أنه تعالى جسم لا كالأجسام لا يخرجها عن الجسمانية أو أنه تناقض، فإن كيان الجسم مهما كان هو التركب وإمكان وواقعية الحركة والسكون والحد والتغير وأخيرا لا أقل من تركب ما، وحد ما.
وهما ينافيان الأزلية اللانهائية، فإن كان ذاته تعالى جسما لا كالأجسام في الكثير من لوازم الجسمية فلا بدّ أن يشاركها في أصل الجسمية حتى يصدق عليه أنه جسم ولو عني هذا القائل من نفي الجسمية عنه تعالى نفيه إطلاقا، فلماذا يقول أنه جسم ألفظا دون أن يحمل معناه الموضوع له فمهمل أو يحمله فمتناقض ويرجع القول أنه جسم لا كالأجسام إلى القول أنه جسم لا جسم مجمع المتناقضين في الذات وأما النقض بالقول أنه شيء لا كالأشياء كما في الرواية فغير ناقض لأن أصل الشيئية لا تقتضي اقتضاء الجسمية من التركب والحد بل تغني الشيئية هنا أصل الوجود، ولكن لا كسائر الوجود صيغة أخرى عن القول (أنه خارج عن الحدين: حد الابطال وحد التشبيه) فهو تعالى شيء ولكنه يبرأ من- حد التناقض كافة ما سواه في الذات وفي الصفات.
(و لا مثل) بمعنى الآية الدالة على ذي الآية، فالكون كله مثله أي آيته على شتى المراتب {وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الروم: 27]. والمثل فرع يدل على الممثل عنه وليس اللّه فرعا للكون حتى يصبح مثلا له لا مثلا أعلى ولا سواه.
(ولا شبه) لا يشبهه شيئا ولا يشبهه شيء إذ أن المشابهة تقتضي الشركة في حقيقة ما بين المتشابهين ذاتا وصفاتا وهذه الشركة بين الخالق والمخلوق تقتضي إمكان الخالق أو وجوب أزلية المخلوق أو الجمع بين نقيضي الحدوث والأزلية في ذاتي الخالق والمخلوق.
(ولا صورة) من تمثال أو سواه فإنها فرع ذي الصورة ومحدود بحدوده.
(ولا تمثال) لأن التمثال شبهه ومثل لأصل ما، وهو معطى لا صورة تمثال أو سواه ولا تمثال ذو الصورة والتمثال لاشتراكها في الحد والتركب والحاجة.
(ولا حد ولا حدود) لا حد واحد كما في كل واحد من جزئي المادة الاولية فإن لكل حدا مرموزا حين الاتصال ثم بالانفصال يتحلل عن هذا الحد أيضا تحلله عن الوجود فهذا الحد الواحد وهو أقل ما يلازم المادة هو أيضا منفى عنه تعالى لأنه ليس ماديا إطلاقا، فهو ليس أصل المادة في أحد جزئيها لا حد ولا فرعها ولا حدود، وهي المركبات اللاحقة للمادة بعد الحد الأول وهي المادة التي لها حدود حدين كما في الجزء الذي لا يتجزأ وأكثر منهما كما في التركبات اللاحقة لها في الذرات والجزئيات والعناصر و... كل ذلك لأنه ليس ماديا ولا مادة والحد مهما كان فإنما هو للمادة.
(ولا موضع) لا أن يكون هو موضعا يحل في ذاته من سواه، ولا أن يكون له موضع يحل هو فيه أو يجلس عليه من عرش أو كرسي وحاشاه.
(ولا مكان) وإن كان هو الكون أجمع فإنه لا يضمنه كائن ولا يضمنه مكان لأنه الخالق للموضع والمكان وقبلهما فكيف يحل فيهما.
(ولا كيف) لا جسماني لأنه ليس جسما ولا روحاني ولا سواهما إذ الكيف يستلزم الحد والصورة وذاته تعالى لا كيف لها ولا رسم ولا حد.
(ولا أين) لأنه لا يخلو منه مكان من علمه وقدرته، وإنما يقال أين لمن يخلو عنه أين آخر، ويقال أين لمن يتمكن في مكان وهو تعالى لا يتمكن في مكان وعلمه وقدرته نافذان في كل مكان.
(ولا هنا ولا ثمة) تمكنا جسمانيا، ولكنه هنا وثمة وفي كل مكان علما وقدرة بل هو أقرب إلى كل شيء من الشيء نفسه.
(ولا ملأ ولا خلاء) فإنهما ماديا من لوازم الجسم، ولكنه ملأ الكمالات غير المادة وهو الصمد.
(ولا قيام ولا قعود) لأنهما حالات وتغيرات تعرض الجسم.
(ولا سكون ولا حركة) إذ لا سكون إلا بعد حركة ولا حركة إلا بعد سكون فهما إذا حادثان فلا تتصف بهما الذات الأزلية.
(ولا ظلماني ولا نوراني) في قياس الأجسام الظلمانية والنورانية، بل هو نور السماوات والأرض خالقهما ومدبرهما وهادي الخلق إلى ما يصلحه.
(ولا يخلو منه موضع) خلو العلم والقدرة لا خلو الذات (فإنه خلو من خلقه وخلقه خلو منه).
(ولا يسعه موضع) سعة لذاته أن يضمه فيه، ولا على لون فإنه عارض الجسم دون المجرد.
(ولا خطر على قلب) فالقلوب تعرفه دون أن تكنهه فلا يخطر على قلب خطور الإدراك والإحاطة به والتصور والتحديد له.
(ولا على شم رائحة) فإنها من لوازم الجسم.
(منفى عنه هذه الأشياء) أي المادة بلوازمها.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|