المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مرحلـة خلـق الرغبـة علـى الشـراء فـي سلـوك المـستهـلك 2
2024-11-22
مراحل سلوك المستهلك كمحدد لقرار الشراء (مرحلة خلق الرغبة على الشراء1)
2024-11-22
عمليات خدمة الثوم بعد الزراعة
2024-11-22
زراعة الثوم
2024-11-22
تكاثر وطرق زراعة الثوم
2024-11-22
تخزين الثوم
2024-11-22

التفاعل SN2 التفاعلية . الإعاقة الفراغية
14-2-2017
فسيولوجيا النسبة الجنسية للقاوون
25-9-2020
عدم إرجاع فدك
31-7-2016
Gas Chromatography
4-2-2020
زاوية صحافية
4-5-2020
عقوبة جريمة الاختلاس في القانون اللبناني
2024-09-28


لا تبالغ في تعنيفهم  
  
2032   10:59 صباحاً   التاريخ: 4-3-2018
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص93
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /

قرأت مقالاً مثيراً عن بعض الباحثين الذين أجروا بحثاً مهما حول موضوع تعنيف الأطفال (إنني لا أعلم عدد المرات التي كان يجب ان يطرحوا فيها الاسئلة). وقد اكتشف الباحثون انه اذا ما عنفت الناس فالاحتمال الاغلب انهم لن ينفذوا ما تريد كما اذا لم تقم بتعنيفهم.

كيف يمكنك، اذن، ان تجعل اطفالك ينفذون ما تريد دون تعنيفهم؟ حسناً، ان التعنيف يتضمن نبرة ضيق، وهي التي تجعل من عملية تلقي الاوامر شيئا منفراً، وحينما تزداد الاوامر حدة وتتطور عملية التعنيف ـ وهو ما يتجنبه الاباء المتبعون لقواعد التربية السليمة بالطبع ـ فستبدأ في تصنيف الاطفال على ما هم عليه لا على مجرد ما فعلوه. فعبارة مثل: (انك لم تغلق الباب) مقبولة، لكن (انك دائما ما تنسى اغلاق الباب) هي تصنيف غير مقبول، والأسوأ من ذلك هو الاساءة الى شخصياتهم مثل : (أنت لا تفكر في الاخرين ابداً ) أو (انك مجرد شخص كسول). اذا ما وجهت هذه العبارات لأطفالك، فسوف تجعلهم يزدادون في تصرفاتهم السيئة، ومن يلومهم على هذا ؟

ليس هناك حاجة مطلقاً الى استخدام أي نبرة مسيئة أو أي عبارات تتضمن إهانات لشخصهم. كل ما عليك هو ان تطلب بحزم، على ان تحدد بوضوح ما سوف يحدث اذا لم ينفذوا ما تطلب منهم. ومثال على ذلك قول : (أرجو اتمام الواجب المدرسي، واذا لم يتم عمله قبل السادسة فسوف أغلق الكمبيوتر حتى يتم الانتهاء منه)، ثم ابق ساكنا حتى السادسة مساءً، واذا وجدت انهم لن ينفذوا ما تريد، فأغلق الكمبيوتر، واذا كان هذا هو الاسلوب المعتاد اتباعه، فسرعان ما سيدرك أطفالك انك لا تمزح معهم.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.