أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-06-2015
2582
التاريخ: 22-2-2018
1950
التاريخ: 10-04-2015
4337
التاريخ: 22-06-2015
2816
|
هو أبو محمّد عبد الكريم بن إبراهيم النهشليّ، ولد في المسيلة (المحمّدية) من بلاد الزاب (في القطر الجزائري) و نشأ فيها.
في سنة 345 ه(956-957 م) انتقل عبد الكريم النهشلي إلى القيروان، في أيام المعزّ لدين اللّه الفاطميّ (341-365 ه) ، و لقي فيها الشاعر ابن هاني و الشاعر عليّ بن الأياديّ و غيرهما.
و يبدو أنّ عبد الكريم النهشليّ دخل في خدمة بني زيري الصّنهاجيّين، منذ أوائل عهدهم بخلع دعوة الفاطميّين و استبدادهم بالحكم في المغرب، فكان كاتبا لهم في ديوان الرسائل ثمّ نال عندهم حظوة و صحبهم في حروبهم في المغرب الأدنى و المغرب الأوسط، و كان ينادمهم أيضا. و قد صحب منهم المنصور بن بلقّين (٣٧٣-386 ه) و ابنه باديس (386-4٠6 ه) .
و كانت وفاة عبد الكريم النهشليّ في المهدية في الأغلب، سنة 4٠5 ه (١٠١٣- 1014 م) .
كان عبد الكريم النهشليّ عالما في اللغة عارفا بأيّام العرب و أشعارهم، كاتبا مترسّلا و أديبا ناقدا قديرا و شاعرا محسنا، قيل يجيد القصائد الطوال و لا يكاد يصنع مقطوعا. و لكن لعلّه لم يجاوز في شعره نظم خمس قطع (العمدة 1:163) . و هو يذهب في شعره مذهب التروية (التفكير) و لا يرتجل أو يبتده. و شعره الرثاء و الوصف و الخمر، و لم يقل في الهجاء اقتداء بأستاذه عليّ بن الأيادي.
و له كتاب «الممتع» في علم الشعر و عمله و في النقد على نمط كتاب الشعر لقدامة ابن جعفر و كتاب الصناعتين لأبي هلال العسكريّ. و على كتاب «الممتع» اعتمد ابن رشيق القيروانيّ (ت 456 ه) في كتابه «العمدة في صناعة الشعر و نقده» : في الموضوعات و أسماء الأبواب، كما نقل منه فصولا كاملة. و يبدو أنّه كان لعبد الكريم النهشليّ كتب أخرى أيضا لم تصل إلينا أسماؤها.
و يبدو أنّ قيمة كتاب «الممتع» إنّما هي في الجمع و التنظيم أكثر منها في الابتكار. قسم الشعر أربعة أقسام: مديحا و هجوا و حكمة و لهوا (غزلا و خمرا) . ثمّ عاد فقسمه من وجه آخر فقال: من الشعر ما هو خير كلّه (الزهد و الوعظ و المثل) ثمّ ما هو ظرف كلّه (النعوت و التشبيه و ما يفتنّ فيه من المعاني و الآداب) ثمّ ما هو شرّ كلّه (الهجاء) ثمّ شعر التكسّب (مخاطبة كلّ إنسان من حيث هو و الإتيان إليه من حيث فهمه) .
و عبد الكريم النهشلي يفضّل المعنى على اللفظ ثمّ هو يؤكّد أثر البيئة و أثر الزمن في مرتبة الشعر (يحسن في بيئة أو في زمن ما لا يحسن في بيئة أخرى أو في زمن آخر) .
مختارات من آثاره:
- قال عبد الكريم النهشليّ في الشكوى:
أ واجدة وجدي حمامة أيكةٍ... تميل بها ميل النزيف غصونها (1)
نشاوى و ما مالت بخمر رقابها... بواكٍ و ما فاضت بدمع عيونها (2)
أفيقي، حمامات اللّوى، إنّ عندنا... لشجواك أمثالا يعود حنينها (3)
و كلّ غريب الدار يدعو همومه... غرائب محسودا عليه شجونها (4)
- و قال عبد الكريم النهشلي (العمدة ١:١٠٧) :
الكلام الجزل أغنى عن المعاني اللطيفة من المعاني اللطيفة عن الكلام الجزل. قال بعض الحذّاق: المعنى مثال و اللفظ حذو. و الحذو يتبع المثال و يتغيّر بتغيّره و يثبت بثباته.
- في اختلاف الشعر بحسب الأمكنة و الأزمنة (من كتاب «الممتع») :
قد تختلف المقامات و الأزمنة و البلاد فيحسن في وقت ما لا يحسن في آخر، و يستحسن عند أهل بلد ما لا يستحسن عند أهل غيره. و نجد الشعراء الحذّاق تقابل كلّ زمان بما استجيد فيه و كثر استعماله عند أهله بعد، و إلاّ تخرج (اقرأ: خرجت) عن حسن الاستواء و حدّ الاعتدال و جودة الصنعة. و ربّما استعملت في بلد ألفاظ لا تستعمل كثيرا في غيره، كاستعمال أهل البصرة بعض كلام أهل فارس في أشعارهم و نوادر حكاياتهم.
و الذي أختاره أنا التجريد و التحسين الذي يختاره علماء الناس بالشعر، و يبقى غابره على الدهر و يبعد عن الوحشيّ المستكره و يرتفع عن المولّد المنتحل (5) و يتضمّن المثل السائر و التشبيه المصيب و الاستعارة الحسنة. . .
الشعر أصناف: فشعر هو خير كلّه، و ذلك ما كان من باب الزهد و المواعظ الحسنة و المثل العائد على من تمثّل به بالخير و ما أشبه ذلك؛ و شعر هو ظرف كلّه، و ذلك القول في الأوصاف و النعوت و التشبيه و ما يفتنّ (6) به من المعاني و الآداب؛ و شعر هو شرّ كلّه، و ذلك الهجاء و ما تسرّع به الشاعر إلى أعراض الناس؛ و شعر يكتسب به، و ذلك أن يحمل (الشاعر) إلى كلّ سوق ما ينفق فيها و يخاطب كلّ إنسان من حيث هو و يأتي إليه من جهة فهمه. . .
_______________________
١) الوجد: شدّة الحبّ أو الحزن: الأيكة (مكان فيه شجر ملتفّ كثيف) . النزيف: (هنا) السكران. الغصون تتمايل بهذه الحمامة بشدّة كما يتمايل السكران الشديد السكر في مشيه.
٢) نشاوى جمع نشوى (سكرى، سكرانة) . بواك جمع باكية.
٣) اللوى: التلّة المستديرة من الرمل (و يكون عند سفحها ماء و شجر؟) . الشجوى ليست في القاموس. و الشاعر يقصد الشجو (الحزن) . يعود (يرجع مرّة بعد مرّة) حنينها (صوتها الدالّ على حزنها) .
4) كلّ غريب (عن داره و بلاده) يعتقد أن همومه غريبة (أعظم من هموم كلّ شخص آخر) مع أن أشخاصا آخرين يحسدونه على تلك الهموم اليسيرة القليلة التافهة.
5) المولّد المنتحل (هنا) : الكلام المأخوذ من لهجات غريبة ثمّ لم يجر آخذه في صوغه على مقاييس العرب.
6) افتنّ الرجل في القول: أتى بأفانين (بأنواع) منه مختلفة (و فاتنة: جميلة) .
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|