أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-09-2015
7244
التاريخ: 27-09-2015
8492
التاريخ: 24-06-2015
3274
التاريخ: 11-3-2016
8433
|
هو أبو محمد عبد اللّه بن يحيى (ت 4٢٩ ه) بن عليّ بن زكريا التوزريّ الشقراطيسيّ، نسبة إلى قلعة قديمة كانت بالقرب من قفصة (في تونس) تسمّى شقراطس.
ولد الشقراطيسيّ في توزر (جنوبيّ القطر التونسي) و عاش فيها. و تلقّى العلم على والده و على غيره. و في سنة 4٢٩ هـ رحل إلى المشرق و حجّ و زار (المدينة) . و في أثناء رحلته (ذهابا أو إيابا) اتفق نزول للفرنجة (الصليبيّين) في مصر فاشترك في مقاتلتهم.
و يبدو أنه أبلى في هذا القتال بلاء حسنا، إذ له في ذلك قصيدة تدلّ على متانة و جمال، منها:
و اسمر عسّال الكعوب سقيته ... نجيع الطلى و الخيل تدمى نحورها (1)
و عاد الشقراطيسيّ إلى توزر فأفتى فيها و درّس. و كانت وفاته في ثامن ربيع الأوّل من سنة 466 هـ (١١/١١/١٠٧٣ م) .
كان الشقراطيسيّ من فقهاء بلدة توزر و من القضاة فيها، و قد برع أيضا في شيء من النثر و الشعر. و اشتهر ببديعيّة (قصيدة في مدح الرسول) عرفت بلامية الشقراطيسي، تبلغ نحو مائة و ثلاثة و ثلاثين بيتا أورد فيها الشقراطيسي أشياء من السيرة (حياة رسول اللّه) من أحداث و غزوات و معجزات. و في هذه القصيدة وجهان من أوجه الضعف: المبالغة في الصناعة اللفظية (الجناس و الطباق) خاصة (ممّا يجعل المعاني في أكثر الأحيان غامضة) ثمّ ضعف في اللغة (في استعمال الألفاظ و في التراكيب) . و لكن لا شكّ في أن البوصيري (ت 6٩4 ه) (2) قد نظر إلى هذه القصيدة لمّا نظم قصيدته البردة: «أ من تذكّر جيران بذي سلم؟» . و قد اهتمّ بهذه القصيدة نفر كثيرون فشطّروها أو خمّسوها أو شرحوها. و كذلك أصاب الذين انتقدوا ما فيها من الغلوّ في التصنيع (أوجه البلاغة) .
مختارات من شعره :
- منتخبات من القصيدة الشقراطيسية:
الحمد للّه، منّا باعث الرسل ... هدى بأحمد منّا أحمد السبل (3)
خير البريّة من بدو و من حضر ... و أكرم الخلق من حاف و منتعل
توراة موسى أتت عنه فصدّقها ... إنجيل عيسى بحقّ غير مفتعل (4)
أخبار أحبار أهل الكتب قد وردت ... عمّا رأوا أو رووا في الأعصر الأول
ضاءت بمولده الآفاق و اتّصلت ... بشرى الهواتف في الإشراق و الطفل (5)
و صرح كسرى تداعى من قواعده ... و انقضّ منكسر الأرجاء ذا ميل (6)
و نار فارس لم توقد، و ما خمدت ... مذ ألف عام، و نهر القوم لم يسل (7)
خرّت لمبعثه الأوثان و انبعثت ... ثواقب الشهب ترمي الجنّ بالشعل
و الجذع حنّ لأن فارقته أسفا ... حنين ثكلى شجتها لوعة الثكل (8)
ما صبر من صار من عين إلى أثر ... و حال من حال من حلي إلى عطل (9)
دعوت للخلق عام المحل مبتهلا ... أفديك في الخلق من داع و مبتهل (10)
صعّدت كفيك إذ كفّ الغمام فما ... صوّبت إلاّ بصوب الواكف الهطل (11)
أراق بالأرض ثجّا صوب ريّقه ... فحلّ بالروض نسجا رائق الحلل (12)
زهر من النور حلت روض أرضهم ... زهرا من النّور ضافي النبت مكتهل (13)
من كلّ غصن نضير مورق خضر ... و كلّ نور نضيد مورق خضل (14)
تحية أحيت الأحياء من مضر ... بعد المضرّة تروي السبل بالسيل (15)
دامت على الأرض سبعا غير مقلعة... لو لا دعاؤك بالإقلاع لم تزل (16)
أعجزت بالوحي أرباب البلاغة في ... عصر البيان فضلّت أوجه الحيل (17)
سألتهم سورة في مثل حكمته ... فتلّهم عنه حين العجز حين تلي (18)
برئت من دين قوم لا قوام لهم ... عقولهم من وثاق الغيّ في عقل (19)
يستخبرون خفيّ الغيب من حجر... صلد، و يرجون غوث النصر من هبل (20)
نالوا أذى منك لو لا حلم خالقهم ... و حجّة اللّه بالإعذار لم تنل (21)
و استضعفوا أهل دين اللّه فاصطبروا ... لكل معضل خطب فادح جلل (22)
أرحت بالسيف ظهر الأرض من نفر ... أزحت بالصدق منهم كاذب العلل (23)
تركت بالكفر صدعا غير ملتئم ... و آب عنك بقرح غير مندمل (24)
و أفلت السيف منهم كلّ ذي أسف ... على الحمام حماه آجل الأجل (25)
و يوم مكّة إذ أشرفت في أمم ... يضيق منها فجاج الوعث و السهل (26)
خوافق ضاق ذرع الخافقين بها ... في قاتم من عجاج الخيل و الإبل (27)
قالوا: محمّد قد زارت كتائبه ... كالأسد تزأر في أنيابها العصل (28)
فويل مكّة من آثار وطأته ... و ويل أمّ قريش من جوى الهبل (29)
فجدت عفوا بفضل العفو منك، و لم ... تلمم و لا بأليم اللّوم و العذل (30)
عاذوا بظلّ كريم العفو ذي لطف ... مبارك الوجه بالتوفيق مشتمل (31)
و حلّ أمن و يمن منك في يمن ... لمّا أجابت إلى الإيمان عن عجل (32)
و أصبح الدين قد حفّت جوانبه ... بعزّة النصر و استولى على الملل
قد طاع منحرف منهم لمعترف ... و انقاد منعدل منهم لمعتدل (33)
لم يبق للفرس ليث غير مفترس ... و لا من الحبش جيش غير منجفل (34)
و لا من النوب جذم غير منجذم ... و لا من الزنج جذل غير منجذل (35)
و سلّ بالغرب غرب السيف إذ شرقت ... بالشرق قبل صدور البيض و الأسل (36)
و عاد كلّ عدوّ عزّ جانبه ... قد عاذ منك ببذل غير مبتذل (37)
يا صفوة الخلق، قد أصفيت فيك صفا ... صفو الوداد بلا شوب و لا دخل (38)
- قال عبد اللّه الشقراطيسي في الفخر:
فلمّا تجلّى الفجر من طرّة الدجى ... و ولت بأعجاز النجوم صدورها
تيمّمت أسدام المياه، و دونها ... مجاثم آجام القضا و وكورها
بقلب ربيط الجأش متّسع الحشا ... على الهول مجموع الحصاة وقورها
و أسمر عسّال الكعوب سقيته ... نجيع الطلى و الخيل تدمى نحورها
و قد علم الأبطال كرّي فيهم ... إذا جاحم الهيجاء شبّ سعيرها
___________________
١) أسمر: رمح. عسّال: اللين الذي يهتز. الكعوب (جمع كعب) : العقد التي في قناة (قصبة) الرمح. نجيع: دم. الطلا (بالضم) جمع طلاة (بالضمّ) : العنق.
٢) راجع، فوق، الجزء الثالث.
٣) أحمد (الأولى) : محمّد رسول اللّه و احمد (الثانية) : أحسن.
4) جاء ذكر بعثة رسول اللّه في التوراة و في الانجيل.
5) الهاتفة: المنادية (من غير أن يراها أحد) . الطفل: الوقت الذي تقترب فيه الشمس من المغيب.
6) الميل (بفتح ففتح) : الاعوجاج. من الأحداث التاريخية الثابتة أن ايوان (قصر) كسرى انشقّ (بزلزال) في نحو الزمن الذي ولد فيه محمد رسول اللّه.
7) و كذلك غاض ماء بحيرة ساوة في فارس (بفعل الزلزال نفسه) و انطفأت النار التي كانت تشتعل في الهيكل للعبادة.
8) شجاه الأمر: حزنه و أحزنه. اللوعة: مرض الحزن أو الحب. الثكل (بفتح ففتح أو بضم فسكون) : موت الأولاد.
9) الحلي: لبس الحلي (من الذهب و غيره) . العطل: التجرّد من أسباب الزينة.
10) المحل: القحط و انحباس المطر. دعوت: استسقيت (طلبت من اللّه أن ينزل المطر) .
11) صعدت: رفعت. صوبت: خفضت (كفّيك) بصوب الواكف الهطل. بانسكاب المطر الغزير.
12) أراق: صبّ. الثّج: الانصباب الشديد (للمطر) . الريق (أول المطر) . نسج رائق (يعجب العين) . الحلل (اللباس) : كناية عن كثرة النبات و الزهر على وجه الأرض.
13) الزهر (بالضم) : النجوم و (بالفتح) أزهار النبات. مكتهل: ناضج، واف، كثير.
14) نضير: ريّان (طري) من الماء. نضيد: منظوم، مرتب. خضل: مبتل.
15) تحيّة (من المطر) . الأحياء: منازل القبائل. مضر (العرب) . السبل: الطرق (السائرون على الطرق) : السيل (بفتح و سكون) : جريان الماء (حرّك الشاعر الياء لضرورة الشعر) .
16) سبعا: سبع ليال. أقلع المطر: وقف عن السقوط. -و لو لا أنّك دعوت اللّه ليقف هطول المطر (كما كنت قد دعوته لانزال المطر) لاستمر المطر في هطوله بلا انقطاع.
17) ضلّت أوجه (بالرفع) الحيل: لم يكن هنالك حيلة (وسيلة) لمباراة نظم القرآن (لأنه وحي) . (و بالنصب) : أرباب (أصحاب) البلاغة ضلّوا (لم يهتدوا) إلى وجه يستطيعون به تقليد نظم القرآن.
18) تلّه: كبّه على وجهه. حين (موت؟) تلي: قرئ.
19) العقل جمع عقال (بالكسر) : الرباط.
20) صلد: يابس. هبل: صنم كبير كان في مكّة.
21) لو لم يرد اللّه بحلمه أن يدفع عنهم الأذى لنا لهم أذى منك. . .
22) الخطب: الحادث العظيم (المصيبة) الفادح: الثقيل. المعصل: الذي لا دواء له. الجلل: الكبير.
23) أزحت (أزلت) كاذب العلل: ما يتعلّلون به لبقائهم على الوثنية (؟) .
24) الصدع: الشقّ (بفتح الشين) . آب: رجع. القرح (بالفتح أو الضمّ) : الجرح. اندمل الجرح: انضمّ (برىء) .
25) الحمام: الموت-نجا من السيف نفر لأن آجالهم لم تنته، و هم يأسفون على أنّهم لم يموتوا (لأن بقاءهم كان عارا عليهم. . . ؟) .
26) الفجّ (بالفتح) : الطريق في الجبل، الطريق. الوعث: الطريق العسير. السهل (بفتح فسكون) الأرض اللينة (و حرّك الشاعر الهاء لضرورة الشعر) .
27) (الجماعات) الخوافق: الذين يذهبون في طول البلاد و عرضها. الخافقان: الأفقان (المشرق و المغرب) . الذرع: القياس، المسافة، المساحة (بكسر الميم) . العجاج: الغبار.
28) محمّد رسول اللّه. و حقّ «محمّد التنوين» (و منعه الشاعر من الصرف لضرورة الوزن) . العصل جمع أعصل و عصلاء: (الناب) المعوجّة الصلبة.
29) ويل أم قريش-ويل قبيلة قريش. الجوى: شدة الحزن. الهبل: الثكل (موت الأولاد) .
30) ألم: زار زيارة خفيفة و (هنا) عذل (عاتب) عتابا قليلا.
31) عاذوا: لجئوا إلى. مشتمل: عامّ، مغطّى بشملة. تكون الميم في «مشتمل» مكسورة (هو مشتمل بالتوفيق) و الأصوب أن تكون مفتوحة (شمله (بفتح فكسر) اللّه بالتوفيق.
32) اليمن (بالضمّ) : البركة، النعمة. أجابت إلى الايمان (دخل أهل اليمن في الاسلام) .
33) طاعه و أطاعه بمعنى. المنحرف: المائل (عن الدين) المعترف (المقرّ بالإسلام) . منعدل ليست في القاموس (يقصد: المائل، الجائر، المنحرف) . المعتدل (السائر على الطريق العدل أو الحق: الإسلام) .
34) المنجفل: المطرود الشارد.
35) الجذم: الأصل. منجذم: منقطع (مقطوع من أصله) . الجذل: الجذم.
36) غرب السيف: حدّه. الغرب (المغرب من الأرض) . شرق: غصّ (امتلأ) . قبل (من قبل) . البيض (السيوف) و الأسل (الرماح) .
37) عاذ: لجأ. بذل: عطاء (عفو) غير مبتذل (لا يمنح لكلّ من يطلبه) .
38) الشوب: المزج، الخلط. الدخل: الفساد، العيب، المرض، الريبة.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|