المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



ابن سيده  
  
2183   01:56 مساءً   التاريخ: 7-2-2018
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج4، ص560-563
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-06-2015 2481
التاريخ: 26-7-2017 2484
التاريخ: 22-7-2016 3434
التاريخ: 4-8-2018 1932

 

هو أبو الحسن عليّ بن إسماعيل (و قيل ابن أحمد أو ابن محمّد) بن سيده الضرير المرسيّ، ولد في مرسية سنة ٣٩٨ ه‍ (١٠٠٨ م) . و قد درس أوّلا على أبيه ثمّ على أبي العلاء صاعد البغداديّ و أبي عمر أحمد بن محمّد الطلمنكيّ.

و اتّصل ابن سيده بأبي الجيش الموفّق مجاهد العامريّ صاحب دانية (4٠٨-4٣٢ ه‍) ثمّ بخلفه أبي الأحوص معن. و لمّا جاء إقبال الدولة إلى الحكم (4٣6 ه‍ -1044-1045 م) وقعت بينه و بين ابن سيده جفوة فهرب ابن سيده عن دانية ثمّ عاد إليها و مدح إقبال الدولة و استعطفه.

و مات ابن سيده في دانية، في 26 ربيع الآخر من سنة 45٨(25/٣/1066 م) .

كان ابن سيده إماما في اللغة و في العربية (النحو) حافظا لهما و عارفا بأيّام العرب و أشعارهم و ملمّا بشيء من علوم الحكمة. و كان له أيضا شيء من الشعر. و لابن سيده كتب منها: المحكم و المحيط الأعظم (في اللغة، و هو جامع لأنواع اللغة و مرتّب على حروف المعجم) -المخصّص (في اللغة، و هو مرتّب على الأبواب) -كتاب العالم (بفتح اللام، في اللغة، و هو مرتّب على الأجناس: بدأه ابن سيده بالفلك و ختمه بالذّرّة-صغار النمل) -كتاب العالم و المتعلّم (مرتّب على المسألة و الجواب) -شرح إصلاح المنطق (لابن السكّيت) -كتاب شاذّ اللغة-الوافي في علم أحكام القوافي-الأنيق في شرح الحماسة-شرح مشكل ديوان المتنبّي. و له أيضا كتاب السماء و العالم (نفح الطيب ٣:١٩٢) .

مختارات من آثاره :

قال ابن سيده يمدح إقبال الدولة و يستعطفه:

ألا هل إلى تقبيل راحتك اليمنى... سبيل؟ فإنّ الأمن في ذاك و اليمنا (1)

فيا ملك الأملاك، إنّي محلّأ... عن الورد لا عنه أذاد و لا أدنى (2)

فإن تتأكّد في دمي لك نيّة... بصدق، فإنّي لا أحبّ له حقنا (3)

و ما لي من دهري حياة ألذّها... فتعتدّها نعمى عليّ و تمتنّا (4)

إذا ميتة أرضتك منّا فهاتها... حبيب إلينا ما رضيت به عنّا

- من مقدمة «المخصص» :

... أما بعد، فإن اللّه عزّ و جلّ لمّا كرّم هذا النوع الموسوم بالإنسان و شرّفه بما آتاه من فضيلة النّطق على سائر أصناف الحيوان و جعل له رسما يميزه، و فصلا يبيّنه على جميع الأنواع فيحوزه (5)أحوجه إلى الكشف عمّا يتصوّر في النّفوس من المعاني القائمة (6) فيها المدركة بالفكرة ففتق الألسنة بضروب من اللفظ المحسوس ليكون رسما لما تصوّر و هجس (7) من ذلك في النفوس. فعلمنا بذلك أنّ اللغة اضطرارية و إن كانت موضوعات ألفاظها اختيارية. فإن الواضع الأوّل المسمّي للأقلّ جزءا و للأكثر كلاّ و للّون الذي يفرّق شعاع البصر و ينشره بياضا، و للّذي يقبضه و يحصره سوادا، لو قلب هذه التّسمية فسمّى الجزء كلاّ و الكلّ جزءا و البياض سوادا و السواد بياضا لم يخلّ بموضوع (8) و لا أوحش أسماعنا من مسموع.

و قد اختلفوا في اللغة: أ متواطأ عليها أم ملهم إليها؟ (9) و هذا موضوع يحتاج إلى فضل تأمّل. غير أنّ أكثر أهل النّظر على أنّ اللغة إنما هي وضع و اصطلاح لا وحي و لا توقيف (10) .

- من مقدمة «المحكم» :

بذكر اللّه نفتتح و بنوره نقتدح (11) ، و بما أفاضه علينا من نوريّة إلهامه نهتدي، و بما سنّه لنا نبيّنا المقتفى و رسوله المصطفى (12) من فروض طاعته نقتدي. نحمده بآلائه و نصلّي على عاقب أنبيائه (13). و نسأله خير ما يختم و أفضل ما به لهذه النفوس يحتم (14) . . .

أما بعد، أيّها المسهر طلب العلم لجفونه الكاتب لحور عيونه (15) ، الراتع منه في أزاهير فنونه، فإني أقول لك: هنيئا! فقد أوتيت بغيّتك (16) . و شكرا! فقد ملّكت أمنيّتك. . .

و شكرا له، أيّها النّهم على محاسن العلوم الباحث عن نتائج مقدّمات الحلوم (17) ، فما أسلمك للواحق الزمان، و لا خلّى بينك و بين طوارق الحدثان (18) ، بل كفاك ما كان ينازعك من هواك و يمرّ عليك مستعذب نواك (19) : من تصوّر التعب بشدّ الرّحال و مئونة التّرحال و لفح السّموم (20) و عقد الطّرف ليلا بسموت النجوم (21) ، و تأمّل السّراب شوقا إلى برد الشراب، و التمتّع بأباطيل الخيال بدلا من لذيذ محصول الوصال. . .

_________________________

١) اليمن: البركة.

٢) المحلّأ: الذي حيل (بكسر الحاء) بينه و بين ما يريد، منع (بالبناء للمجهول) ممّا يريد. الورد: الشرب. أذاد: أطرد. أدنى: أقرّب.

٣) إذا كان في نيّتك أن تسفك دمي (تقتلني) ، فأنا لا أريد حقن دمي (حفظ دمي: بقائي حيّا) .

4) ليس لي سرور بحياتي فلا تعدّ بقائي حيّا نعمة منك عليّ ثمّ تمنّ عليّ إن تركتني حيّا (افعل بي ما تشاء)

5) الرسم: السلوك و نمط الحياة. الفصل: النوع و الهيئة. يبيّنه (يجعله مختلفا من غيره) . مازه يميزه (بفتح فكسر) : اختاره. فضّله. حازه: استولى عليه، اتّصف به.

6) يتصوّر (تجوز بالبناء للمعلوم أو للمجهول) . المعاني (مجرورة لفظا مرفوعة محلاّ على أنّها فاعل أو نائب فاعل للفعل «يتصوّر») . القائمة فيها (الموجودة في النفوس) .

7) هجس: خطر.

8) لم يخلّ بموضوع: لم يفقد اللفظ الذي أطلق على شيء تسمّى شيئا من دلالته.

9) متواطأ: متّفق عليه (بين الناس) . ملهم إليها: موحى بها.

10) على أنّه (متّفقون على أنّ ألفاظ اللغة) . توقيف: التعليم، التلقين (المقصود: أول اللغة لم يكن بتعليمها جملة للناس) .

11) اقتدح: استخرج النار من حجرها بالقدح (نقتبس أو نهتدي بنور اللّه) .

12) المقتفى: المتبع. المصطفى: المختار.

13) الآلاء: النعم. عاقب: آخر.

14) خير ما يختم (به الحياة: الموت على شريعة الإسلام) . يحتم: يوجب، يقضي.

15) المسهر خبر مقدّم. طلب العلم مبتدأ مؤخّر. لجفونه (اللام زائدة) . جفونه مجرورة لفظا منصوبة محلاّ على أنّها مفعول به لاسم الفاعل «المسهر») . الحور في الأصل جمع حوراء (المرأة الناعسة العينين، الجميلة (و هنا، حور عيونه: خير ما في العلم) .

16) البغيّة: الطلبة (بالكسر) و المطلب.

17) الحلوم (جمع حلم بالكسر) : العقول. نتائج مقدّمات الحلوم: ما يوجبه العقل من القواعد و الأحوال. شكرا له (للّه) .

18) لم يجعلك اللّه عرضة لمصائب الدهر و لا جعل لمصائب الدهر إليك طريقا.

19) يمرّ الشيء (يجعله مرّا) . النوى هنا: المقصد (بلوغ ما يقصد الإنسان) .

20) لفح السموم (الريح الحارّة) : ملاقاة الوجه و إحراقه.

21) عقد الطرف (البصر، العين) بسموت (السمت بالفتح: النقطة القائمة عموديا على رأس الناظر) : أي قضى الليل ساهرا.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.