المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

بروتينات صفراء Biliproteins
13-7-2017
معنى كلمة لبث‌
14-12-2015
رمزي      w . ramsay
17-11-2015
اكثار النباتات بالأجنة الخضرية
2023-04-24
الاتجاهات في نشأة اللغة
12-7-2016
Ellipsis
28-1-2022


الثواب في حب علي (عليه السلام)  
  
8723   03:12 مساءً   التاريخ: 23-01-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج1,ص267-277.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

علومه (عليه السلام) بحر لا يدرك ساحله و هو (عليه السلام) الماجد الذي لا يظفر بالغلب مساجلة.

 فأما ما أعده الله لمحبيهم من الثواب الجزيل و الأجر العريض الطويل و ارتفاع المنزلة و علو المكان و ما وعدهم الله به من درجات الجنان فإني أورد من ذلك ما يلتزم به العقلاء و يكون بلاغا لمن أراد الحق و موجبا لمودتهم و حبهم.

فمن ذلك ما نقلته من مسند أحمد بن حنبل من المجلد الأول من مسند علي (عليه السلام) عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده أن رسول الله (صلى الله عليه واله) أخذ بيد حسن و حسين و قال من أحبني و أحب هذين و أباهما و أمهما كان معي في درجتي يوم القيامة.

ونقلت من الجزء الذي جمعه صديقنا العز المحدث الحنبلي عن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه واله) قالت قال رسول الله (صلى الله عليه واله) لعلي أما إنك يا ابن أبي طالب و شيعتك في الجنة.

ومن كتاب الفردوس عن معاذ بن جبل عن النبي (صلى الله عليه واله) حب علي بن أبي طالب حسنة لا يضر معها سيئة و بغضه سيئة لا ينفع معها حسنة.

ومنه عن ابن مسعود عن النبي (صلى الله عليه واله) قال حب آل محمد يوما خير من عبادة سنة ومن مات عليه دخل الجنة.

ومنه عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه واله) خيركم خيركم لأهلي.

ومنه عن أم سلمة عن النبي (صلى الله عليه واله) علي و شيعته الفائزون يوم القيامة.

وعن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) قال إذا كان يوم القيامة جمع الله الناس في صعيد واحد من الأولين و الآخرين عراة حفاة فيوقفون على طريق المحشر حتى يعرقوا عرقا شديدا و تشتد أنفاسهم فيمكثون كذلك ما شاء الله و ذلك قوله تعالى {فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا } [طه: 108] .

قال ثم ينادي مناد من قبل العرش أين النبي الأمي قال فيقول الناس قد أسمعت فسمه باسمه فينادي أين نبي الرحمة محمد بن عبد الله قال فيقوم رسول الله (صلى الله عليه واله) فيتقدم أمام الناس كلهم حتى ينتهي إلى حوض طوله ما بين أيله و صنعاء فيقف عليه ثم ينادي بصاحبكم فيقوم أمام الناس فيقف معه ثم يؤذن للناس فيمرون قال أبو جعفر (عليه السلام) فبين وارد و بين منصرف فإذا رأى رسول الله (صلى الله عليه واله) من يصرف عنه من محبينا أهل البيت بكى فقال يا رب شيعة علي بن أبي طالب قال فيقول الله عزوجل يا محمد قد وهبتهم لك و صفحت لك عن ذنوبهم و ألحقتهم بك و بمن كانوا يتولونه من ذريتك وجعلتهم في زمرتك و أوردتهم حوضك وقبلت شفاعتك فيهم و أكرمتك بذلك ثم قال أبو جعفر محمد بن علي (عليه السلام) فكم من باك يومئذ و باكية ينادون وا محمداه إذا رأوا ذلك فلا يبقى أحد يومئذ كان يتولانا و يحبنا إلا كان في حزبنا و معنا وورد حوضنا.

ومنه عن عبد الرحمن بن قيس قال كنت جالسا مع علي بن أبي طالب (عليه السلام) على باب القصر حتى ألجأته الشمس إلى حائط القصر فوثب ليدخل فقام إليه رجل من همدان فتعلق بثوبه وقال يا أمير المؤمنين حدثني حديثا جامعا ينفعني الله به قال له حدثني خليلي رسول الله (صلى الله عليه واله) أني أرد أنا و شيعتي الحوض رواء مرويين مبيضة وجوههم و يرد عدونا ظماء مظمئين مسودة وجوههم خذها إليك قصيرة من طويلة أنت مع من أحببت ولك ما اكتسبت أرسلني يا أخا همدان.

ونقل الزمخشري في كتاب ربيع الأبرار عن علي (عليه السلام) رفعه إلى النبي (صلى الله عليه واله) قال لما أسري بي إلى السماء أخذ جبرئيل بيدي و أقعدني على درنوك من درانيك الجنة ثم ناولني سفرجلة فأنا أقلبها إذ انفلقت فخرجت منها جارية حوراء لم أر أحسن منها فقالت السلام عليك يا محمد قلت من أنت قالت أنا الراضية المرضية خلقني الجبار من ثلاثة أصناف أسفلي من مسك و وسطي من كافور و أعلائي من عنبر عجنني من ماء الحيوان قال الجبار كوني فكنت خلقني لأخيك و ابن عمك علي بن أبي طالب (عليه السلام).

ومن مناقب ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال أقبلت ذات يوم قاصدا إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال لي يا أبا سعيد فقلت لبيك يا رسول الله قال إن لله عمودا تحت العرش يضيء لأهل الجنة كما تضيء الشمس لأهل الدنيا لا يناله إلا علي و محبوه.

ومن مناقب ابن المغازلي عن أبي هريرة قال صلى بنا رسول الله (صلى الله عليه واله) صلاة الفجر ثم قال أتدرون بما هبط بي جبرئيل (عليه السلام) قلنا الله و رسوله أعلم ثم قال هبط جبرئيل (عليه السلام) فقال يا محمد إن الله غرس قضيبا في الجنة ثلثه من ياقوتة حمراء و ثلثه من زبرجدة خضراء و ثلثه من لؤلؤة رطبة ضرب عليها طاقات جعل بين الطاقات غرفا و جعل في كل غرفة شجرة و جعل حملها الحور العين و أجرى عليه عين السلم ثم أمسك فوثب رجل من القوم فقال يا رسول الله لمن ذلك القضيب فقال من أحب أن يتمسك بذلك القضيب فليتمسك بحب علي بن أبي طالب.

ونقلت من كتاب كفاية الطالب المقدم ذكره يرفعه إلى أبي ذر الغفاري قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) ترد على الحوض راية علي أمير المؤمنين و إمام الغر المحجلين فأقوم و آخذ بيده فيبيض وجهه و وجوه أصحابه فأقول ما خلفتموني في الثقلين بعدي فيقولون تبعنا الأكبر و صدقناه و وازرنا الأصغر و نصرناه و قاتلنا معه فأقول ردوا رواء مرويين فيشربون شربة لا يظمئون بعدها أبدا وجه إمامهم كالشمس الطالعة و وجوههم كالقمر ليلة البدر أو كأضواء نجم في السماء .

ومنه عن أنس قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) مررت ليلة أسري بي إلى السماء فإذا أنا بملك جالس على منبر من نور والملائكة تحدق به فقلت يا جبرئيل من هذا الملك قال ادن منه وسلم عليه فدنوت منه و سلمت عليه فإذا أخي و ابن عمي علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقلت يا جبرئيل سبقني علي إلى السماء الرابعة فقال لي يا محمد لا ولكن الملائكة شكت حبها لعلي فخلق الله هذا الملك من نور على صورة علي فالملائكة تزوره في كل ليلة جمعة و يوم جمعة سبعين ألف مرة و يسبحون الله و يقدسونه و يهدون ثوابه لمحب علي (عليه السلام).

وعن أبي إسحاق السبيعي قال دخلنا على مسروق الأجدع فإذا عنده ضيف لا نعرفه و هما يطعمان من طعام لهما فقال الضيف كنت مع رسول الله (صلى الله عليه واله) بخيبر فلما قالها عرفنا أنه كانت له صحبة من النبي (صلى الله عليه واله) قال جاءت صفية بنت حي بن أخطب إلى النبي (صلى الله عليه واله) فقالت يا رسول الله إني لست كأحد نسائك قتلت الأب و الأخ و العم فإن حدث بك حدث فإلى من فقال لها رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى هذا و أشار بيده إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) ثم قال أ لا أحدثكم بما حدثني به الحارث الأعور قال قلت بلى قال دخلت على علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال ما جاءك يا أعور قال قلت حبك يا أمير المؤمنين قال الله قلت الله فناشدني ثلاثا ثم قال أما إنه ليس عبد من عباد الله ممن امتحن الله قلبه بالإيمان إلا وهو يجد مودتنا على قلبه فيحبنا و ليس عبد من عباد الله ممن سخط الله عليه إلا وهو يجد بغضنا على قلبه فهو يبغضنا فأصبح محبنا ينتظر الرحمة فكان أبواب الرحمة قد فتحت له وأصبح مبغضنا على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم فهنيئا لأهل الجنة رحمتهم و تعسا لأهل النار مثواهم و عن الحارث الهمداني قال دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال ما جاء بك فقلت حبي لك يا أمير المؤمنين فقال يا حارث أتحبني فقلت نعم و الله يا أمير المؤمنين فقال أما لو بلغت نفسك الحلقوم لرأيتني حيث تحب و لو رأيتني وأنا أذود الرجال عن الحوض ذود غريبة الإبل لرأيتني حيث تحب ولو رأيتني وأنا مار على الصراط بلواء الحمد بين يدي رسول الله (صلى الله عليه واله) لرأيتني حيث تحب.

و: قيل إن آخر شعر قاله السيد بن محمد قبل وفاته بساعة قوله

أحب الذي من مات من أهل وده        تلقاه بالبشرى لدى الموت يضحك

و من مات يهوى غيره من عدوه       فليس له إلا إلى النار مسلك

أبا حسن تفديك نفسي و أسرتي        و مالي و ما أصبحت في الأرض أملك

أبا حسن إني بفضلك عارف             و إني بحبل من هواك لممسك

و أنت وصي المصطفى و ابن عمه     و إنا نعادي مبغضيك

و نترك مواليك ناج مؤمن بين الهدى  و قاليك معروف الضلالة مشرك

و لاح لحاني في علي و حزبه          فقلت لحاك الله إنك أعفك

الأعفك الأحمق.

وعن جعفر بن محمد (عليه السلام) قال إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش أين خليفة الله في أرضه فيقوم داود النبي (عليه السلام) فيأتي النداء من عند الله عز و جل لسنا إياك أردنا و إن كنت لله تعالى خليفة.

ثم ينادي مناد أين خليفة الله في أرضه فيقوم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فيأتي النداء من قبل الله عز و جل يا معشر الخلائق هذا علي بن أبي طالب خليفة الله في أرضه وحجته على عباده فمن تعلق بحبله في دار الدنيا فليتعلق بحبله في هذا اليوم يستضئ بنوره و ليتبعه إلى الدرجات العلى من الجنان.

قال فيقوم أناس قد تعلقوا بحبله في الدنيا فيتبعونه إلى الجنة ثم يأتي النداء من عند الله جل جلاله ألا من ائتم بإمام في دار الدنيا فليتبعه إلى حيث يذهب به فحينئذ يتبرءوا الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب و تقطعت بهم الأسباب وعن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) قال إذا كان يوم القيامة وجمع الناس في صعيد واحد حفاة عراة يقفون على طريق المحشر فيعرقون عرقا شديدا و تشتد أنفاسهم فيمكثون ما شاء الله كما قال {فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا } [طه: 108] فينادي مناد من تلقاء العرش أين نبي الرحمة محمد بن عبد الله فيتقدم (صلى الله عليه واله) أمام الناس حتى ينتهي إلى الحوض فينادي بصاحبكم فيقف معه ثم يؤذن للناس فيمرون قال أبو جعفر (عليه السلام) فبين وارد يومئذ ومصروف فإذا رأى رسول الله (صلى الله عليه واله) من يصرف من محبينا أهل البيت بكى و قال يا رب شيعة علي يا رب شيعة علي فيبعث الله إليه ملكا فيقول ما يبكيك فيقول كيف لا أبكي لأناس من شيعة أخي علي بن أبي طالب أراهم قد صرفوا تلقاء أصحاب النار ومنعوا من ورود حوضي قال فيقول الله قد وهبتهم لك وصفحت عن ذنوبهم وألحقتهم بك وبمن كانوا يتولون من ذريتك و جعلتهم في زمرتك و أوردتهم حوضك و قبلت شفاعتك و أكرمتك بذلك قال أبو جعفر (عليه السلام) فكم من باك يومئذ و باكية ينادون وا محمداه فلا يبقى أحد كان يتولانا و يحبنا إلا كان في حزبنا و معنا و ورد حوضنا.

وعن جابر قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) لعلي (عليه السلام) ألا أبشرك ألا أمنحك قال بلى يا رسول الله قال فإني خلقت أنا و أنت من طينة واحدة ففضلت منها فضلة فخلق منها شيعتنا فإذا كان يوم القيامة دعي الناس بأمهاتهم إلا شيعتك فإنهم يدعون بآبائهم لطيب مولدهم.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.