المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

غشاء مكثَّف condensed film
19-6-2018
كلام في تكافؤ الرزق و المرزوق
5-10-2014
ذريتاً بعضها من بعض
29-01-2015
حكم من لم يجد ساتراً من اللباس
2-12-2015
حب علي ايمان وبغضه نفاق
29-01-2015
الأدباء في الدولة العباسية
24-03-2015


حلمه وعفوه (عليه السلام)  
  
3231   03:35 مساءً   التاريخ: 23-01-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص217-218.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

كان (عليه السلام) أحلم الناس و أكثرهم عفوا لمن أساء إليه، و صحة هذا الأمر تتضح من تعامله بالإحسان مع اعدائه، كمروان بن الحكم، و عبد اللّه بن الزبير و سعيد بن العاص، الذين علم مكان اختفائهم بعد ما انهزموا من معركة الجمل، و فشلوا، لكنه خلّى سبيلهم و لم يتعرض لهم.

و لما ظفر بصاحبة الهودج تعامل معها بغاية الشفقة و الاحسان و رفع السيف عن أهل البصرة بعد ما حاربوه و حاربوا اولاده و شتموه، فعفى عنهم و منع من نهب أموالهم و سبي ذراريهم.

ولا يخفى ما صنع (عليه السلام) مع جيش معاوية في معركة صفين بعد ما أمر معاوية بمنع الماء عن أصحابه، فانّه بعد ان استولى على الماء نهى أصحابه عن منعهم من الماء و قال لهم: انّ السيف يغنينا عن هذا العمل، فأمر بفتح طريق الى الماء لجيش معاوية.

نقل جمع غفير من أهل السنة في كتبهم هذه الحكاية و هي : انّ أحد نقباء أهل السنة رأى أمير المؤمنين (عليه السلام) في المنام، فقال له: يا أمير المؤمنين لقد أعطيتم الأمان للناس يوم الفتح وقلتم من دخل دار ابي سفيان فهو آمن فقد أحسنتم إليه هذا الإحسان العظيم لكن تعامل ابنه معكم بأسوإ المعاملة حيث قتل ابنك الحسين في كربلاء و فعل ما فعل.

فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): ألا سمعت أشعار ابن الصيفي؟ قلت: لا، قال: خذ جوابك منه.

قال: فلمّا انتبهت من نومي ذهبت الى دار أبي الصيفي المعروف بالحيص و بيص فذكرت له رؤياي، فلمّا سمعها شهق و بكى بكاء شديدا ثم قال : أما و اللّه قد نظمت هذه الاشعار التي أشار إليها أمير المؤمنين (عليه السلام) هذه الليلة، و لم يسمعها أحد منّي و لم أكتبها لأحد، ثم أنشدها و هي:

ملكنا فكان العفو منّا سجيّة                 و لما ملكتم سال بالدم أبطح‏

وحلّلتم قتل الأسارى و طالما               غدونا على الأسرى فنعفو و نصفح‏

وحسبكم هذا التفاوت بيننا                 و كل اناء بالذي فيه يرشح‏

وهذا المطلب أوضح من الشمس حتى انّ أعداءه عابوا عليه كثرة دعابته، و كان عمرو بن العاص يقول انّ عليّا كان كثير الدعابة و المزاح، و قد أخذ عمرو هذا الكلام من عمر فقد جعلها عمر عيبا على أمير المؤمنين (عليه السلام) كي لا يسلّم إليه الخلافة.

قال صعصعة بن صوحان و غيره في وصفه (عليه السلام): كان فينا كأحدنا لين جانب، و شدّة تواضع، و سهولة قياد، و كنّا نهابه مهابة الاسير المربوط للسيّاف الواقف على رأسه.

وقال معاوية لقيس بن سعد: رحم اللّه أبا حسن فلقد كان هشّا بشّا ذا فكاهة، قال قيس: نعم كان رسول اللّه (صلى الله عليه واله) يمزح و يبتسم الى أصحابه و أراك تسرّ حسوا في ارتغاء و تعيبه‏ بذلك‏ ، أما و اللّه لقد كان مع تلك الفكاهة و الطلاقة، أهيب من ذي لبدتين قد مسّه الطوى‏ ، تلك هيبة التقوى و ليس كما يهابك طغام‏  أهل الشام‏ .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.