المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

معنى كلمة قلل
25/11/2022
تبعات وعواقب الغفلة والإعراض عن ذكر الله
20-6-2022
التقنيات في الزراعة
2024-07-13
BUTADIENE POLYMERS AND COPOLYMERS
29-9-2017
مراحل تطور المدينة العربية - المرحلة الثانية
1-10-2020
structure preservation
2023-11-22


حقيقة سجدة الشكر  
  
3208   01:22 مساءً   التاريخ: 20-01-2015
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص188-189.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / الولادة والنشأة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-11-2015 3129
التاريخ: 9-02-2015 3213
التاريخ: 20-01-2015 3302
التاريخ: 22-11-2015 3344

 روى السيد ابن طاووس بأسناد معتبر عن الباقر (عليه السلام) : انه سئل عن سبب سجدة الشكر التي سجدها أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال : اخبرني أبي، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام) : ان النبي (صلى الله عليه واله) أرسل عليا (عليه السلام) في أمر مهم، ففعل علي ما امر به على احسن الوجوه، ولما رجع رجع وقد خرج النبي (صلى الله عليه واله) الى الصلاة، فصلى مع النبي (صلى الله عليه واله)، فلما فرغ من الصلاة التزمه النبي (صلى الله عليه واله) وسأله عما فعل، فاخبره علي (عليه السلام) بما فعله والنبي (صلى الله عليه واله) فرح مستبشر ضاحك ؛ فقال : يا علي، اتريد ان ابشرك يا ابا الحسن؟, فقال له علي (عليه السلام) : فداك ابي وامي، لم تزل مبشرا لي بالخير.

فقال النبي (صلى الله عليه واله) : ان جبرئيل نزل علي وكان وقت الزوال، فقال : يا محمد، ان ابن عمك سياتي اليك، وان الله تعالى بسببه قد نفع المسلمين نفعا عظيما، وقد فعل كذا وكذا في الامر المهم الذي ارسلته به، وقد أخبرني جبرئيل بما قلت لي، وقال : يا محمد، انه لم ينج من ذرية آدم من اختار ولاية وصيه شيث، ونجا شيث بآدم، ونجا ادم بالله.

يا محمد، انه لن ينج من قوم نوح الا من اختار ولاية وصيه سام، ونجا سام بنوح، ونجا نوح بالله تعالى، ولم ينج من قوم ابراهيم الا من اختار ولاية ابنه اسماعيل، ونجا اسماعيل بإبراهيم، ونجا ابراهيم بربه الكريم، ولم ينج من قوم موسى الا من اختار ولاية وصيه يوشع، ونجا يوشع بموسى وموسى بالله، ولم ينج من قوم عيسى الا من اختار ولاية وصيه شمعون، ونجا شمعون بعيسى وعيسى بالله تعالى، وانما ينجو من امتك من اختار ولاية اخيك علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، وزيرك في حياتك، ووصيك بعد مماتك، وينجو علي بك، وتنجو أنت بالله تعالى.

يا محمد، جعلك الله خير النبيين وجعل عليا خير الوصيين، وجعل الامامة في ذريتك الى يوم القيامة فلما سمع علي (عليه السلام) هذه البشارة سجد لله تعالى، ومرغ خده على الارض وقبلها، وان الله تعالى خلق محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) في عالم الارواح، وكانوا يسبحون الله ويحمدونه ويهللونه ويكبرونه امام العرش قبل ان يخلق ادم بأربعة الاف عام، وكانوا انوارا ينقلهم الله من الاصلاب الشامخة الى الارحام المطهرة، ثم ان الله تعالى اراد ان يظهر فضلهم ومنزلتهم للملائكة، ويوجب حقهم علينا، فقسم ذلك النور نصفين وجعل نصفه في صلب عبدالله بن عبدالمطلب، والنصف الاخر في صلب عبد مناف ابي طالب، وخلق عليا (عليه السلام) من ذلك النور، وهو وصيك وخليفتك، والقائم مقامك، وصهرك على بنتك، ومؤدي دينك، والوافي بعداتك، وناصر دينك، وكاشف الكرب والغم عن وجهك.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.