أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-14
781
التاريخ: 2024-08-10
405
التاريخ: 23-09-2014
1881
التاريخ: 11-12-2015
2454
|
قال تعالى : {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} [النساء: 48].
من الأدلة على ان اللَّه واحد انه لو وجد إلهان : فلا يخلو : إما أن يكون أحدهما قادرا على تدبير العالم ، واما ان لا يكون ، فان كان قادرا كان وجود الثاني عبثا ، ولزوم ما لا يلزم ، وان لم يكن قادرا فلا يصلح للألوهية ، لعجزه من جهة ، وعدم الفائدة من وجوده من جهة ثانية .
وخير الأدلة كلها ما استدل به سبحانه على وحدانية ذاته بذاته ، حيث قال : {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ} [الأنبياء: 22]. أي لو كان في السماء والأرض آلهة سوى اللَّه لما استقامتا ، ولفسد من فيهما وما فيهما ، ولم ينتظم أمر من الأمور . ذلك انه لو وجد إلهان لكان كل منهما قادرا ، ومن شأن القادر أن يكون مريدا ضد ما يريده الآخر ، وعليه فإذا أراد أحدهما خلق شيء ، وأراد الآخر خلافه ، فأما أن يحصل مرادهما معا ، فيلزم اجتماع الوجود والعدم ، وهو محال ، واما أن يحصل مراد أحدهما دون الآخر ، فيكون هذا الآخر عاجزا ومغلوبا على أمره . . وبديهة ان العاجز لا يكون إلها .
وفي الآية 91 المؤمنون : {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ } [المؤمنون: 91]. ومن الأمثلة الشائعة « حصانان لا يربطان على معلف واحد » .
وقال علي أمير المؤمنين لولده الحسن ( عليه السلام ) : « واعلم يا بني انه لو كان لربك شريك لأتتك رسله ، ورأيت آثار ملكه وسلطانه ، ولعرفت أفعاله وصفاته » .
وتسأل : هل القول : ان اللَّه واحد ، ولكنه ذو أقانيم ثلاثة : أب وابن وروح القدس هو من باب التوحيد ، أو من باب تعدد الآلهة ؟ .
الجواب : ان هذا يتوقف على بيان المراد من الأقانيم ، فان أريد منها الصفات كالرحمن والرحيم فهو من التوحيد ، وان أريد منها الشخص فهو من التعدد . .
وقال سعيد الخوري الشرتوني في أقرب الموارد : « أقانيم جمع أقنوم ، ومعناه الأصل والشخص » . وعلى هذا يكون من تعدد الآلهة ، لا من التوحيد ، ويؤيده ان لفظ الأب والابن ، يستدعيان التعدد والتغاير في الشخص والذات . . بالإضافة إلى ان الصور والتماثيل في المعابد الخاصة للسيدة العذراء ( عليه السلام ) تعبر بوضوح عن التعدد ، لأنها تحمل بين يديها طفلا يرمز إلى السيد المسيح ( عليه السلام ) .
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ} [النساء: 49]. قال المفسرون : نزلت هذه الآية في اليهود ، وسواء أكان غرور اليهود هو السبب لنزول هذه الآية ، أو لم يكن فإنها أصدق صورة عن مزاعمهم وادعاءاتهم التي لا مثيل لها في الكذب والافتراء ، مثل قولهم : نحن أبناء اللَّه وأحباؤه ، وقولهم : لن يدخل الجنة إلا من كان هودا .
وقولهم : نحن شعب اللَّه المختار ، أي ان اللَّه لهم وحدهم ، وانه خلق الناس جميعا عبيدا لهم . . ولم يكتفوا بهذا ، حتى دفعهم الجهل والغرور إلى القول :
ان اللَّه فقير ونحن أغنياء .
أجل ، لا أحد أغنى وأقدر منهم إطلاقا على الاختلاق ، والتمويه ، والتزوير ، فبالأمس القريب أشاعوا وأذاعوا ، وملأوا الشرق والغرب صراخا وعويلا ان العرب يعدون العدة للهجوم عليهم ، في حين كانوا ومن يساندهم من دول الاستعمار يبيتون المكر والغدر ، ويدبرون عملية الاغتيال والهجوم على العرب ، وبعد أن أحكموا الخطة نفذوها على حين غرة ، واقترفوا من المظالم والمآثم ما أنسى الناس أعمال هتلر وجنكيز خان .
هذه صورة مصغرة من مزاعم اليهود ، ذكرناها على سبيل المثال ، لا الحصر والإحصاء . . وهل تحصى مزاعم إسرائيل الكاذبة ، وفضائحها الآثمة ؟ .
وتسأل : إذا كانت هذه هي حال إسرائيل فكيف استطاعت أن تقيم دولة مضى عليها أكثر من عشرين عاما حتى الآن ؟ .
الجواب : ان دول الاستعمار هي التي صنعت إسرائيل لحماية مصالحها في الشرق ، وليس لليهود من الدولة الا الاسم ، أما بقاؤها إلى اليوم فلبقاء الاستعمار الذي ضرب عليها خيمة من الأوكسجين . . وهو في طريقه إلى الزوال ، وان طال الزمن ، وبديهة ان صنيع الشيء يزول بزواله .
وان سألت كيف سلَّط اللَّه الطغاة الكافرين على عباده الموحدين تجد الجواب في فقرة « نكسة 5 حزيران » عند تفسير الآية 138 من سورة آل عمران .
{ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ} [النساء: 49] . لا من يشهد لنفسه بنفسه ، وبديهة ان اللَّه سبحانه لا يزكي الا من تشهد له أفعاله بالتزكية . . والآية ، وان نزلت في اليهود ، فإنها تشمل كل من يزكي نفسه ، لأن اللفظ عام ، والعبرة بعموم اللفظ ، لا بسبب النزول . . وقد أثبتت التجارب ان ما من أحد يزكي نفسه الا لجهله وغروره ، أو لنقص فيه يحاول إخفاءه ، ولكن بشهادة غير مقبولة ، حتى عند نفسه لأنه يعلم كذبها .
{ انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ } بقولهم : نحن شعب اللَّه المختار . .
وأبناء اللَّه وأحباؤه . وما إلى ذلك . {وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى} [طه: 61].
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|