أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-11-2014
6541
التاريخ: 10-7-2016
5117
التاريخ: 22-3-2016
5615
التاريخ: 2024-08-25
208
|
قال تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [البقرة: 177]
ليس البر الفعل المرضي وقرأ بالنصب أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب إلى الكعبة قيل رد على الذين أكثروا الخوض في أمر القبلة من أهل الكتاب حين حولت إلى الكعبة مدعيا كل طائفة أن البر هو التوجه إلى قبلتها والمشرق قبلة النصارى والمغرب قبلة اليهود.
وفي تفسير الامام عن السجاد (عليه السلام) قالت اليهود قد صلينا على قبلتنا هذه الصلاة الكثيرة وفينا من يحيي الليل صلاة إليها وهي قبلة عيسى التي أمرنا بها وقال كل واحد من الفريقين أترى ربنا يبطل أعمالنا هذه الكثيرة وصلاتنا إلى قبلتنا لأنا لا نتبع محمدا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على هواه في نفسه وأخيه،
فأنزل الله يا محمد قل {لَيْسَ الْبِرَّ} الطاعة التي تنالون بها الجنان وتستحقون بها الغفران والرضوان {أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ} بصلواتكم {قِبَلَ الْمَشْرِقِ} يا أيها النصارى وقبل {الْمَغْرِبِ} يا أيها اليهود وأنتم لأمر الله مخالفون وعلى ولي الله مغتاظون {وَلَكِنَّ الْبِرَّ} قرأ بتخفيف لكن ورفع البر من آمن قيل يعني البر الذي ينبغي أن يهتم به بر {مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ} اعطى في الله تعالى المستحقين من المؤمنين على حبه للمال وشدة حاجته إليه يأمل الحياة ويخشى الفقر لأنه صحيح شحيح {ذَوِي الْقُرْبَى} اعطى قرابة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الفقراء هدية وبرا لا صدقة لأن الله أجلهم عن الصدقة وأعطى قرابة نفسه صدقة وبرا واليتامى من بني هاشم الفقراء برا لا صدقة ويتامى غيرهم صدقة وصلة والمساكين ) مساكين الناس {وَابْنَ السَّبِيلِ} المجتاز المنقطع به لا نفقة معه {وَالسَّائِلِينَ} الذين يتكففون {وَفِي الرِّقَابِ} في تخليصها يعني المكاتبين يعينهم ليؤدوا حقوقهم فيعتقوا {وَأَقَامَ الصَّلَاةَ} بحدودها {وَآتَى الزَّكَاةَ} الواجبة عليه لإخوانه المؤمنين {وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا} قيل عطف على من آمن يشمل عهد الله والناس والصابرين نصبه على المدح ولم يعطف لفضل الصبر على سائر الأعمال في البأساء يعني في محاربة الأعداء ولا عدو يحاربه أعدى من إبليس ومردته ويهتف به ويدفعه وإياهم بالصلاة على محمد وآله الطيبين والضراء الفقر والشدة ولا فقر أشد من فقر مؤمن يلجأ إلى التكفف من أعداء آل محمد ( عليهم السلام ) يصبر على ذلك ويرى ما يأخذه من مالهم مغنما يلعنهم به ويستعين بما يأخذ على تجديد ذكر ولاية الطيبين الطاهرين وحين البأس عند شدة القتال يذكر الله ويصلي على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعلى علي ولي الله يوالي بقلبه ولسانه أولياء الله ويعادي كذلك أعداء الله أولئك الذين صدقوا في إيمانهم وصدقوا أقاويلهم بأفاعيلهم وأولئك هم المتقون لما أمروا باتقائه .
قيل الآية كما ترى جامعة للكمالات الانسانية بأسرها دالة عليها صريحا أو ضمنا فإنها بكثرتها وتشتتها منحصرة في ثلاثة أشياء صحة الاعتقاد وحسن المعاشرة وتهذيب النفس وقد أشير إلى الأول بقوله : {مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ} بقوله : {وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ } وإلى الثالث بقوله: {وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} ولذلك وصف المستجمع لها بالصدق نظرا إلى إيمانه واعتقاده وبالتقوى اعتبارا بمعاشرته للخلق ومعاملته مع الحق وإليه أشار النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بقوله من عمل بهذه الآية فقد استكمل الايمان .
|
|
دور النظارات المطلية في حماية العين
|
|
|
|
|
العلماء يفسرون أخيرا السبب وراء ارتفاع جبل إيفرست القياسي
|
|
|
|
|
الهيأة العليا لإحياء التراث تصدر كتاب رسالة في إرث الزوجة من العقار
|
|
|