المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



احوال علي قبل الجرح  
  
3430   01:44 مساءً   التاريخ: 7-01-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص242-244.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة /

قالت أم كلثوم بنت أمير المؤمنين (عليه السلام): لمّا كانت ليلة تسعة عشرة من شهر رمضان قدّمت إليه عند إفطاره طبقا فيه قرصان من خبز الشعير و قصعة فيها لبن و ملح جريش‏ .

فلما فرغ من صلاته أقبل على فطوره، فلما نظر إليه و تأمّله حرّك رأسه و بكى بكاء شديدا عاليا و قال : يا بنية أتقدمين الى أبيك إدامين في فرد طبق واحد؟ أ تريدين أن يطول وقوفي غدا بين يدي اللّه عز و جل يوم القيامة؟ أنا أريد أن أتّبع أخي و ابن عمّي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، يا بنية ما من رجل طاب مطعمه و مشربه و ملبسه الّا طال وقوفه بين يدي اللّه عز و جل يوم القيامة.

يا بنية انّ الدنيا في حلالها حساب و في حرامها عقاب.

فذكر لها نبذة من زهد رسول اللّه (صلى الله عليه واله)ثم قال لها يا بنية و اللّه لا آكل شيئا حتى ترفعين أحد الإدامين، فلما رفعته تقدّم الى الطعام فأكل قرصا واحدا بالملح الجريش، ثم حمد اللّه وأثنى عليه ثم قام الى صلاته فصلّى و لم يزل راكعا و ساجدا و مبتهلا و متضرّعا الى اللّه سبحانه.

و يكثر الدخول و الخروج و هو ينظر الى السماء و هو قلق يتململ، ثم قرأ سورة «يس» حتى ختمها، و كان يقول:

«اللهم بارك لنا في لقائك» و يكثر من قول «انّا للّه و انّا إليه راجعون» و «لا حول و لا قوة

الّا باللّه العليّ العظيم»، و يصلّي على النبي و آله و يستغفر اللّه كثيرا .

وروى ابن شهرآشوب وغيره انّه : سهر (عليه السلام) في تلك الليلة و لم يخرج لصلاة الليل على عادته فقالت أمّ كلثوم : ما هذا السهر؟

قال: انّي مقتول لو قد أصبحت.

فقالت : مر جعدة فليصلّ بالناس (جعدة : ابن هبيرة و أمه أمّ هاني أخت أمير المؤمنين (عليه السلام))، قال نعم مروا جعدة ليصلّ، ثم مرّ و قال: لا مفرّ من الأجل.

وروي انّه (عليه السلام) سهر في تلك الليلة فأكثر الخروج و النظر الى السماء و هو يقول: «و اللّه ما كذبت و لا كذبت و انّها الليلة التي وعدت بها».

ثم يعاود مضجعه، فلمّا طلع الفجر أتاه ابن التياح و نادى : الصلاة، فقام فاستقبله الإوز فصحن في وجهه فقال : «دعوهنّ فانهنّ صوايح تتبعها نوائح» .

و في رواية انّه : قالت أم كلثوم (أو الحسن (عليه السلام):يا أباه هكذا تتطير، فقال: يا بنيّة ما منّا أهل البيت من يتطيّر و لا يتطير به.

ثم قال: يا بنية بحقي عليك الّا ما أطلقتيه، فقد حبست ما ليس له لسان و لا يقدر على الكلام، اذا جاع أو عطش فأطعميه و اسقيه و الّا حلّي سبيله يأكل من حشائش الارض.

فلمّا وصل الى الباب فعالجه ليفتحه فتعلق الباب بمئزره فانحل مئزره حتى سقط، فأخذه و شدّه و هو يقول:

اشدد حيازيمك للموت فانّ الموت لاقيكا            و لا تجزع من الموت اذا حلّ بناديكا

و لا تغترّ بالدهر و ان كان يؤاتيكا                  كما أضحكك الدهر كذاك الدهر يبكيكا

ثم قال: اللهم بارك لنا في الموت، اللهم بارك لي في لقائك.

قالت أم كلثوم : و كنت أمشي خلفه فلما سمعته يقول ذلك قلت : وا غوثاه يا أبتاه.

فلمّا خرج لحقه الحسن (عليه السلام) فقال لأبيه : يا أبتاه أريد أن أمضي معك الى موضع صلاتك.

فقال له : أقسمت بحقّي عليك الّا ما رجعت فرجع الحسن (عليه السلام) فوجد أخته أمّ كلثوم، فأخبرها بذلك، و جلسا يتحادثان و هما محزونان.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.