أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-10-2017
2466
التاريخ: 4-10-2017
2913
التاريخ: 19-10-2017
2492
التاريخ: 7-12-2017
2694
|
وصل موكب الحزن والأسى إلى دمشق : عاصمة الأمويين ، ومركز قيادتهم ، وبؤرة الحقد والعداء ، ومسكن الأعداء الألداء.
وقد إتخذ يزيد التدابير اللازمة لصرف الأفكار والأنظار عن الواقع والحقيقة ، محاولا بذلك تغطية الأمور وتمويه الحقائق ، فأمر بتزيين البلدة بأنواع الزينة ، ثم الإعلان في الناس عن وصول قافلة أسارى وسبايا ، خرج رجالهم من الدين فقضى عليهم يزيد وقتلهم وسبى نساءهم ليعتبر الناس بهم ، ويعرفوا مصير كل من يتمرد على حكم يزيد!
ومن الواضح أن الدعاية والإعلام لها دورها في تمويه الحقائق ، وخاصة على السذج والعوام من الناس.
إستمع إلى الصحابي سهل بن سعد الساعدي قال : خرجت إلى بيت المقدس ، حتى توسطت الشام ، فإذا أنا بمدينة مطردة الأنهار ، كثيرة الأشجار ، قد علقوا الستور والحجب والديباج ، وهم فرحون مستبشرون ، وعندهم نساء يلعبن بالدفوف والطبول.
فقلت ـ في نفسي ـ : لا نرى لأهل الشام عيداً لا نعرفه نحن فرأيت قوماً يتحدثون ، فقلت : يا قوم لكم بالشام عيد لا نعرفه نحن؟!
قالوا : يا شيخ نراك أعرابياً غريباً!
فقلت : أنا سهل بن سعد ، قد رأيت محمداً (صلى الله عليه واله).
قالوا : يا سهل ، ما أعجبك السماء لا تمطر دماً ، والأرض لا تنخسف بأهلها!
قلت : ولم ذاك؟
قالوا : هذا رأس الحسين عترة محمد يهدى من أرض العراق!
فقلت : واعجباه .. يهدى رأس الحسين والناس يفرحون؟!
ثم قلت : من أي باب يدخل؟
فأشاروا إلى باب يقال له : باب الساعات .
فبينا أنا كذلك إذ رأيت الرايات يتلو بعضها بعضاً ، فإذا نحن بفارس بيده لواء منزوع السنان عليه رأس من أشبه الناس وجهاً برسول الله (صلى الله عليه واله).
فإذا أنا من ورائه رأيت نسوةً على جمال بغير وطاء ، فدنوت من أولاهن ، فقلت : يا جارية : من أنت؟
فقالت : أنا سكينة بنت الحسين.
فقلت لها : الك حاجة إلي؟ فأنا سهل بن سعد ممن رأى جدك وسمعت حديثه.
قالت : يا سهل : قل لصاحب هذا الرأس أن يقدم الرأس أمامنا ، حتى يشتغل الناس بالنظر إليه ولا ينظروا إلى حرم رسول الله.
قال سهل : فدنوت من صاحب الرأس فقلت له : هل لك أن تقضي حاجتي وتأخذ مني أربعمائة ديناراً؟
قال : ما هي؟
قلت : تقدم الرأس أمام الحرم.
ففعل ذلك.
فدفعت إليه ما وعدته ... .
ولما أدخلوهن دمشق طافوا بهن في الشوارع المؤدية إلى قصر الطاغية يزيد ، ومعهن الرؤوس على الرماح ، ثم جاؤوا بهن حتى أوقفوهن على دكة كبيرة كانت أمام باب المسجد الجامع ، حيث كانوا يوقفون سبايا الكفار على تلك الدكة ، ويعرضونهم للبيع ، ليتفرج عليهم المصلون لدى دخولهم إلى المسجد وخروجهم منه ، وبذلك يختاروا من يريدونه للاستخدام ويشتروه.
نعم ، إن الذين كانوا يعتبرون أنفسهم مسلمين ، ومن أمة محمد رسول الله .. أوقفوا آل الرسول على تلك الدكة.
يا للأسف!
يا للمأساة!
يا للفاجعة!
يا للمصيبة!
وجاء شيخ ودنى من نساء الحسين (عليه السلام) وقال : الحمد لله الذي قتلكم وأهلككم ، وأراح البلاد من رجالكم ، وأمكن أمير المؤمنين منكم .
فقال له علي بن الحسين (عليه السلام) : يا شيخ : هل قرأت القرآن ؟
قال : نعم.
قال : فهل عرفت هذه الآية : {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23] ؟
قال الشيخ : قد قرأت ذلك.
فقال له الإمام : نحن القربى يا شيخ ، فهل قـرأت : {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} [الإسراء: 26] ؟
فقال الشيخ : قد قرأت ذلك.
فقال الإمام : فنحن القربى يا شيخ ، فهل قرأت هذه الآية {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى} [الأنفال: 41] ؟
قال : نعم.
فقال الإمام : فنحن القربى يا شيخ ، وهل قرأت هذه الآية : {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33].
قال الشيخ : قد قرأت ذلك.
فقال الإمام : نحن أهل البيت الذين خصنا الله بآية الطهارة يا شيخ .
قال الراوي : بقي الشيخ ساكتاً نادماً على ما تكلم به ، وقال ـ متعجباً ـ : تالله إنكم هم؟!
فقال علي بن الحسين : تالله إنا لنحن هم .. من غير شك ، وحق جدنا رسول الله إنا لنحن هم .
فبكى الشيخ ورمى عمامته ، ثم رفع رأسه إلى السماء وقال : اللهم إني أبرأ إليك من عدو آل محمد ، من الجن والإنس.
ثم قال : هل لي من توبة؟
فقال له الإمام : نعم ، إن تبت تاب الله عليك ، وأنت معنا .
فقال الشيخ : أنا تائب.
فبلغ يزيد بن معاوية حديث الشيخ ، فأمر به فقتل.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|