أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-5-2016
3408
التاريخ: 17-10-2015
4010
التاريخ: 4-5-2016
4661
التاريخ: 29-01-2015
3486
|
كان فتح مكة عملية تأريخية ضخمة ينبغي فهم آثارها أو مقتضياتها بنفس درجة فهم اسبابها أو عللها، فمع ان شجاعة رسول الله (صلى الله عليه واله) والامام (عليه السلام) الفائقتين كانتا من أهم عللها، فإن آثارها كانت خطيرة للغاية، ذلك ان فتح مكة وضع القيادة الدينية الاجتماعية للعالم بيد المسلمين بعد ان كان قادة المشركين يحكمون الناس بالظلم ويعيثون في الارض فساداً، فدخل الناس مؤمنين باطناً وظاهراً، في دين الله افواجاً، وقد تنبأ كتاب الله المجيد بتلك الاحداث فقال: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر: 1 - 3].
واصبح الاسلام بعد فتح مكة قوّة عالمية تستطيع مواجهة قوى الفرس أو الروم والانتصار عليهما، وقادرة على تثبيت الأمن العالمي في ذلك الوقت تحت شعار: لا إله الا الله، محمّد رسول الله؛ وبذلك كان فتح مكة اعادة لبناء التركيب السياسي والاجتماعي للعالم على ضوء الدين الجديد في وقت كان العالم يبحث فيه عن قيادة جديدة تحقق العدل الاجتماعي والأمان والتوحيد، فكانت قيادة رسول الله (صلى الله عليه واله) تحقق ثبات دولة الايمان العالمية ونظامها الامني والحقوقي ، والسبب في ذلك ان العالم يتضمن شعوباً متباينة في التقاليد والعادات واللغات، ولا يمكن ان يجمعها الا دين سماوي واحد، فكان الاسلام هو الدين القادر على جمع ذلك العدد الهائل من البشر تحت سقف خيمة واحدة وفي ظل لواء واحد، ولا يستطيع احد تحمل مسؤولية ادارة ذلك التجمع العالمي اجتماعياً وسياسياً الا رسولٌ يوحى اليه، فكان رسول الله (صلى الله عليه واله) هو حامل المسؤولية العالمية، وكان من خلفه المؤهل الاول لتسلّم القيادة الدينية بعده (صلى الله عليه واله) أمير المؤمنين (عليه السلام).
وقد كان علي (عليه السلام) موضع ثقة رسول الله (صلى الله عليه واله) في فتح مكة فحينما هتف أُناسٌ من المسلمين من الذين لا زالوا لم يفهموا ابعاد الدين بعد: اليومُ يوم الملحمة، اليوم تُستحل الحُرمة(1) دعاه النبي (صلى الله عليه واله) لتدارك الوضع الخطير الذي كان سيؤدي حتماً الى سفك الدماء على غرار الجاهلية ولكن باسم الاسلام هذه المرّة وأمره (صلى الله عليه واله) بحمل الراية والدخول الى مكة في المقدمة فكان علي (عليه السلام) منقذ الموقف حيث دخل مكة وهو يحمل راية التوحيد والسلام، وعندما قام خالد بن الوليد بقتل من قُتل من بني جُذيمة(2)، ودّاهم رسول الله (صلى الله عليه واله) فبعث عليّاً (عليه السلام) لتسوية الوضع، وارشده (صلى الله عليه واله) بالقول: يا علي، اخرج الى هؤلاء القوم، فانظر في أمرهم، واجعل أمر الجاهلية تحت قدميك(3)، وقبلها، عندما تظاهرت بنو بكر وقريش على خزاعة وأصابوا منهم مقتلاً، جاء أبو سفيان الى المدينة معتذراً بعد فوات الاوان، فلم يفلح في مسعاه، ولكن ابو سفيان رأس الشرك الذي حارب الاسلام والنبي (صلى الله عليه واله) وعليّاً (عليه السلام) أشد حرب، وجد عليّاً (عليه السلام) - اذا صحّت الرواية- ألين القوم معه وأشدهم نصحاً له(4) وهكذا كان خلق الانبياء والاوصياء (عليه السلام)، وهكذا تعامل رسول الله (صلى الله عليه واله) في مكة مع الطلقاء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - سيرة ابن هشام: ج 4 ، ص 49.
2 - م. ن. : ج 4 ، ص 72.
3 - م. ن. : ج 4 ، ص 72.
4 - م. ن. : ج 4 ، ص 39.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|