المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Reactions of Alkynes : Addition due to excess HX yields a geminal dihaloalkane
20-7-2019
القيمة الغذائية والطبية للمشمش
2023-10-30
تفسير الاية (1-11) من سورة الضحى
6-2-2018
عدم رجائه إلقاء الكتاب اليه
18-4-2017
تلوث الفطرة
16-7-2018
جلادستون ، جون هال
3-11-2015


علي (عليه السلام) منقذ الموقف  
  
3118   05:18 مساءً   التاريخ: 7-11-2017
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ص64-65.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-5-2016 3408
التاريخ: 17-10-2015 4010
التاريخ: 4-5-2016 4661
التاريخ: 29-01-2015 3486

كان فتح مكة عملية تأريخية ضخمة ينبغي فهم آثارها أو مقتضياتها بنفس درجة فهم اسبابها أو عللها، فمع ان شجاعة رسول الله (صلى الله عليه واله) والامام (عليه السلام) الفائقتين كانتا من أهم عللها، فإن آثارها كانت خطيرة للغاية، ذلك ان فتح مكة وضع القيادة الدينية الاجتماعية للعالم بيد المسلمين بعد ان كان قادة المشركين يحكمون الناس بالظلم ويعيثون في الارض فساداً، فدخل الناس مؤمنين باطناً وظاهراً، في دين الله افواجاً، وقد تنبأ كتاب الله المجيد بتلك الاحداث فقال: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر: 1 - 3].
واصبح الاسلام بعد فتح مكة قوّة عالمية تستطيع مواجهة قوى الفرس أو الروم والانتصار عليهما، وقادرة على تثبيت الأمن العالمي في ذلك الوقت تحت شعار: لا إله الا الله، محمّد رسول الله؛ وبذلك كان فتح مكة اعادة لبناء التركيب السياسي والاجتماعي للعالم على ضوء الدين الجديد في وقت كان العالم يبحث فيه عن قيادة جديدة تحقق العدل الاجتماعي والأمان والتوحيد، فكانت قيادة رسول الله (صلى الله عليه واله) تحقق ثبات دولة الايمان العالمية ونظامها الامني والحقوقي ، والسبب في ذلك ان العالم يتضمن شعوباً متباينة في التقاليد والعادات واللغات، ولا يمكن ان يجمعها الا دين سماوي واحد، فكان الاسلام هو الدين القادر على جمع ذلك العدد الهائل من البشر تحت سقف خيمة واحدة وفي ظل لواء واحد، ولا يستطيع احد تحمل مسؤولية ادارة ذلك التجمع العالمي اجتماعياً وسياسياً الا رسولٌ يوحى اليه، فكان رسول الله (صلى الله عليه واله) هو حامل المسؤولية العالمية، وكان من خلفه المؤهل الاول لتسلّم القيادة الدينية بعده (صلى الله عليه واله) أمير المؤمنين (عليه السلام). 
وقد كان علي (عليه السلام) موضع ثقة رسول الله (صلى الله عليه واله) في فتح مكة فحينما هتف أُناسٌ من المسلمين من الذين لا زالوا لم يفهموا ابعاد الدين بعد: اليومُ يوم الملحمة، اليوم تُستحل الحُرمة(1) دعاه النبي (صلى الله عليه واله) لتدارك الوضع الخطير الذي كان سيؤدي حتماً الى سفك الدماء على غرار الجاهلية ولكن باسم الاسلام هذه المرّة وأمره (صلى الله عليه واله) بحمل الراية والدخول الى مكة في المقدمة فكان علي (عليه السلام) منقذ الموقف حيث دخل مكة وهو يحمل راية التوحيد والسلام، وعندما قام خالد بن الوليد بقتل من قُتل من بني جُذيمة(2)، ودّاهم رسول الله (صلى الله عليه واله) فبعث عليّاً (عليه السلام) لتسوية الوضع، وارشده (صلى الله عليه واله) بالقول: يا علي، اخرج الى هؤلاء القوم، فانظر في أمرهم، واجعل أمر الجاهلية تحت قدميك(3)، وقبلها، عندما تظاهرت بنو بكر وقريش على خزاعة وأصابوا منهم مقتلاً، جاء أبو سفيان الى المدينة معتذراً بعد فوات الاوان، فلم يفلح في مسعاه، ولكن ابو سفيان رأس الشرك الذي حارب الاسلام والنبي (صلى الله عليه واله) وعليّاً (عليه السلام) أشد حرب، وجد عليّاً (عليه السلام) - اذا صحّت الرواية- ألين القوم معه وأشدهم نصحاً له(4) وهكذا كان خلق الانبياء والاوصياء (عليه السلام)، وهكذا تعامل رسول الله (صلى الله عليه واله) في مكة مع الطلقاء.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - سيرة ابن هشام: ج 4 ، ص 49.
2 - م. ن. : ج 4 ، ص 72.
3 - م. ن. : ج 4 ، ص 72.
4 - م. ن. : ج 4 ، ص 39.


 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.