أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-3-2016
![]()
التاريخ: 3/10/2022
![]()
التاريخ: 11-4-2016
![]()
التاريخ: 30-3-2016
![]() |
لم يهدأ لعبد الملك بال بل كان يتحين الفرص للإيقاع بزين العابدين (عليه السلام) في الموارد التي كان يعتقد أنها منقصة للدين والشرف ومنها : تزويج الإمام (عليه السلام) مربيته من مولى له وزواجه (عليه السلام) من مولاة له كان قد أعتقها [وفي ذلك التفصيل التالي : ]
أ ـ فقد كان لزين العابدين (عليه السلام) مربية كريمة شريفة كان يطلق عليها لقب ( أمي ) ووالدته توفيت في نفاسها ... إلاّ انه (عليه السلام) أنزل مربيته منزلة أمه , وقد زوجها بأحد عتقائه فكتب إليه عبد الملك يعيّره بذلك : بلغني انك زوجت أمك [ وهي المربية المقصودة ] من مولاك وقد وضعت شرفك وحسبك .
فكتب إليه زين العابدين (عليه السلام) : ان الله رفع بالإسلام كل خسيسة وأتم به الناقصة وأذهب به اللؤم فلا لؤم على مسلم إنما اللؤم الجاهلية واما تزويجي أمي فإنما أردت بذلك برّها , فلما انتهى الكتاب الى عبد الملك قال : لقد صنع علي بن الحسين (عليه السلام) أمرين ما كان يصنعهما أحد وزاد بذلك شرفاً(1) ويفهم من تلك الرواية :
1 ـ أن الأمرين الشريفين اللذان أشار إليهما عبد الملك هما :
الأول : عتقه (عليه السلام) أحد الرقيق , و الثاني : تكريم المعتوق بتزويجه المربية التي ربت الإمام (عليه السلام) وسماها أمّه .
2 ـ انه ساهم (عليه السلام) في تزوج مربيته من أجل البر بها وهذا خلقٌ عظيم .
3 ـ انه استلهم (عليه السلام) من الدين الحنيف شرف المساواة بين البشر فساوى بين السادة والعبيد وعتق (عليه السلام) العبيد وزوجهم من ماله الخاص .
ب ـ وبلغ عبد الملك بن مروان ان علياً بن الحسين (عليه السلام) تزوج مولاة له فكتب اليه : انك علمت ان في اكفائك من قريش من تتمجد به في الصهر وتستنجبه في الولد فلا لنفسك نظرت ولا على ولدك أبقيت .
فكتب اليه السجاد (عليه السلام) : اما بعد فقد بلغني كتابك تعنفني فيه بتزويجي مولاتي وتزعم انه كان في قريش من أتمجد به في الصهر واستنجبه في الولد وانه ليس فوق رسول الله (صلى الله عليه واله) مرتقى في مجدٍ ولا مستزادٍ في كرم وكانت هذه الجارية ملك يميني خرجت مني إرادةً لله عز وجل بأمرٍ ألتمس فيه ثوابه ثم ارتجعتها على سنة رسول الله (صلى الله عليه واله) ومن كان زكياً في دين الله تعالى فليس يخلّ به شيء من أمره وقد رفع الله بالإسلام الخسيسة وتمم به النقيصة واذهب اللؤم فلا لؤم على امرئ مسلم وانما اللؤم لؤم الجاهلية والسلام .
فلما وقف عبد الملك على الكتاب رمى به الى ولده سليمان وبعد ان قرأه قال : يا أمير لشد ما فخر عليك علي بن الحسين (عليه السلام) فقال : يا بني لا تقل ذلك فانه ألسن بني هاشم التي تفلق الصخر وتغرف من بحر ان علي بن الحسين يا بني يرتفع من حيث يتضع الناس(2) .
ودلالتها :
1 ـ ان السجاد (عليه السلام) أعتق أمة كانت له ثم تزوجها فاعتبر عبد الملك ذلك من موارد الانتقاص .
2 ـ ولكن السجاد (عليه السلام) استشهد بعمل رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو حجة لا يقبل الرد والإنكار وقد اعتق رسول الله (صلى الله عليه واله) صفية بنت حي بن أخطب وتزوجها وأنكح عبده زيد بن حارثة بنت عمته زينب بنت جحش(3) وكانت أمها أميمة ابنة عبد المطلب سيد البطحاء ثم طلّق زيد بن حارثة زوجته زينب فتزوجها النبي (صلى الله عليه واله) .
3 ـ كان مبدأ بني أمية : القومية والقبلية وكان مبدأ السجاد (عليه السلام) : الإسلام ؛ ولذلك قال (عليه السلام) : وقد رفع الله بالإسلام الخسيسة وتمم به النقيصة واذهب اللؤم فلا لؤم على امرئ مسلم وانما اللؤم لؤم الجاهلية , وتلك الكلمات القليلة كانت كافية في الرد على رواسب الجاهلية التي كانت تعتمل في نفس عبد الملك بن مروان .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|