المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

المقاطعة
10-10-2021
الأزمنة الجيولوجية (زمن الحياة الوسطى)
10-5-2016
معايـنة الوحـدة النقديـة وخـطواتـها فـي المنـشآت
2024-08-03
التـسويـق عـبـر الانتـرنـت
6/10/2022
أثر البراءة في الجهة المخولة بالتفتيش
29-1-2016
البـّر بالأم
11-9-2016


مواريث الإمامة [بين يدي الامام السجاد]  
  
8523   04:56 مساءً   التاريخ: 1-11-2017
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : الامام علي بن الحسين زين العابدين
الجزء والصفحة : ص87-90
القسم :


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-3-2016 3356
التاريخ: 11-4-2016 3245
التاريخ: 30-3-2016 3251
التاريخ: 30-3-2016 3463

استلم الإمام زين العابدين (عليه السلام) بعد دخوله المدينة مواريث الإمامة , تقول المصادر التاريخية : ان الحسين (عليه السلام) لما سار إلى العراق استودع مواريث النبوة والإمامة التي تسلمها من أخيه الحسن (عليه السلام) عند أم سلمة ( أم المؤمنين ) وأمرها ان تدفعها الى ولده زين العابدين (عليه السلام) فلما رجع السجاد (عليه السلام) إلى المدينة بعد واقعة كربلاء تسلم الوديعة من أم سلمة ( رضوان الله عليها ) (1) .
وفي حديث الإمام الصادق (عليه السلام) ان علياً بن الحسين (عليه السلام) لما انتهى إليه الأمر فتح الخاتم الرابع من الوصية المنزلة على جده (صلى الله عليه واله) فقرأ فيها : يا علي اطرق واصمت(2) .
فقام (عليه السلام) بما أمر من السكوت والاعتزال واختلى عن الاختلاط بالناس حتى ضرب له بيتاً من الشعر خارج المدينة (3) تفرغاً فيه للعبادة والابتهال لله عز وجل وحفظاً لدماء شيعته لكنه استثمر (عليه السلام) الدعاء في تلك الفترة الحرجة من أجل تعريف الناس بخالقهم سبحانه وإرشادهم إلى طرق الاتصال به وبدينهم .
وكان (عليه السلام) دائم الاتصال بعمته زينب الكبرى فكانت (عليها السلام) تتلقى منه الأحكام الإلهية وتفيضها على الشيعة ستراً على زين العابدين من عادية اعدائه (4) .
ويروى ان الإمام الحسين (عليه السلام) كان مديناً لجماعة بمبلغ سبعين ألف دينار فأهتمّ السجاد (عليه السلام) بذلك حتى قيل أنه أمتنع عن الطعام و الشراب حتى جمع المبلغ ودفعه إلى دائنيه وفاءً منه (عليه السلام) لتفريغ ذمة أبيه (عليه السلام) (5) .
وذكرت روايات أخرى بمعان وألفاظ مختلفة منها :
أ ـ سئل الإمام الصادق (عليه السلام) عن خاتم الحسين بن علي (عليه السلام) إلى من صار ؟ وذكر له أنه أخذ من إصبعه فيما أخذ قال (عليه السلام) : ليس كما قالوا إن الحسين (عليه السلام) أوصى إلى ابنه علي بن الحسين (عليه السلام) وجعل خاتمه في أصبعه وفوّض إليه أمره كما فعله رسول الله (صلى الله عليه واله) بأمير المؤمنين (عليه السلام) وفعله أمير المؤمنين بالحسن (عليه السلام) وفعله الحسن بالحسين (عليه السلام) ثم صار ذلك الخاتم إلى أبي (عليه السلام) بعد أبيه ومنه صار إليّ فهو عندي وإني لألبسه كل جمعة وأصلي فيه.
قال محمد بن مسلم : فدخلت عليه يوم الجمعة وهو يصلي فلما فرغ من الصلاة مدّ إلي يده فرأيت في إصبعه خاتماً نقشه : لا إله إلا الله عدّة للقاء الله , فقال : هذا خاتم جدي أبي عبدالله الحسين بن علي (عليه السلام) (6) .
ب ـ قال الإمام الباقر (عليه السلام) : إن الحسين (عليه السلام) لما حضره الذي حضره دعا ابنته الكبرى فاطمة فدفع إليها كتاباً ملفوفاً ووصية ظاهرة ووصية باطنة وكان علي بن الحسين (عليه السلام) مريضاً فلما تم شفاؤه دفعت فاطمة الكتاب الى أخيها علي بن الحسين (عليه السلام) ثم صار الكتاب إلينا فقلت : فما في ذلك الكتاب ؟ فقال : فيه والله جميع ما يحتاج إليه ولد آدم إلى أن تفنى الدنيا(7) وإذا صحت هذه الرواية سنداً فان الحفاظ على ذلك الكتاب في تلك الظروف الحرجة من أسر وترحل كان من أعظم كرامات أهل البيت (عليهم السلام) .
وفي المدينة لم يكن حال الناس بأفضل من حال أهل الكوفة أو أهل الشام ومن أهل المدينة من يقف كإبراهيم بن طلحة بن عبيد الله فيخاطب السجاد (عليه السلام) على صيغة الاستفهام متشمتاً : من الغالب ؟ فيجيبه زين العابدين (عليه السلام) : إذا دخل وقت الصلاة فإذّن وأقم تعرف الغالب (8) وظاهر مراد السجاد (عليه السلام) ان آل محمد (صلى الله عليه واله) باقون منصورون ما بقي الدهر وبقيت الصلاة وبقي الإسلام وما كان خروج الإمام الحسين (عليه السلام) إلاّ لنصرة الدين وإحيائه في حين أمات بنو أمية شعائر الإسلام وعلى رأسها إقامة الصلاة واستبدلوها بعادات جاهلية كالفجور والفسوق والغناء وشرب الخمر .

 

 


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أصول الكافي باب النص على السجاد , ج 1 , ص 304 .
(2) الغيبة للنعماني , ص 24 . وآمالي الشيخ الطوسي , ص 282 .
(3) فرحة الغري لابن طاووس , ص 33 , طبعة النجف .
(4) إكمال الدين للصدوق , ص 275 . والغيبة للطوسي , ص 148 .
(5) سر السلسلة العلوية , ص 32 .
(6) أمالي الصدوق , ص 144 .
(7) بصائر الدرجات , ج 3 , باب 13 .
(8) أمالي الشيخ الطوسي , ص 66 .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.