أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-9-2017
1135
التاريخ: 22-9-2017
1146
التاريخ: 22-9-2017
1477
التاريخ: 22-9-2017
2316
|
قال تعالى : {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُو الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (14) فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [الحديد: 12 - 15].
{يوم ترى} يا محمد {المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم} على الصراط يوم القيامة وهو دليلهم إلى الجنة ويريد بالنور الضياء الذي يرونه ويمرون فيه عن قتادة وقيل نورهم هديهم عن الضحاك وقال قتادة إن المؤمن يضيء له نور كما بين عدن إلى صنعاء ودون ذلك حتى إن من المؤمنين من لا يضيء له نوره إلا موضع قدميه وقال عبد الله بن مسعود ويؤتون نورهم على قدر أعمالهم فمنهم من نوره مثل الجبل وأدناهم نورا نوره على إبهامه يطفأ مرة ويقد أخرى وقال الضحاك {وبأيمانهم} يعني كتبهم التي أعطوها ونورهم بين أيديهم.
وتقول لهم الملائكة {بشراكم اليوم جنات} أي الذي تبشرون به اليوم جنات {تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها} أي مؤبدين دائمين لا تفنون {ذلك هو الفوز العظيم} أي الظفر بالمطلوب ثم ذكر حال المنافقين في ذلك اليوم فقال {يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا} ظاهرا وباطنا {انظرونا نقتبس من نوركم} قال الكلبي يستضيء المنافقون بنور المؤمنين ولا يعطون النور فإذا سبقهم المؤمنون قالوا انظرونا نقتبس من نوركم أي نستضيء بنوركم ونبصر الطريق فتتخلص من هذه الظلمات وقيل إنهم إذا خرجوا من قبورهم اختلطوا فيسعى المنافقون في نور المؤمنين فإذا ميزوا(2) بقوا في الظلمة فيستغيثون ويقولون هذا القول {قيل} أي فيقال للمنافقين {ارجعوا وراءكم} أي ارجعوا إلى المحشر حيث أعطينا النور {فالتمسوا نورا} فيرجعون فلا يجدون نورا عن ابن عباس وذلك أنه قال تغشى الجميع ظلمة شديدة ثم يقسم النور ويعطى المؤمن نورا ويترك الكافر والمنافق وقيل معنى قوله {ارجعوا وراءكم} ارجعوا إلى الدنيا إن أمكنكم فاطلبوا النور منها فإنا حملنا النور منها بالإيمان والطاعات وعند ذلك يقول المؤمنون ((ربنا أتمم لنا نورنا)).
{فضرب بينهم بسور} أي ضرب بين المؤمنين والمنافقين سور والباء مزيدة لأن المعنى حيل بينهم وبينهم بسور وهو حائط بين الجنة والنار عن قتادة وقيل هو سور على الحقيقة {له باب} أي لذلك السور باب {باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله} أي من قبل ذلك الظاهر {العذاب} وهو النار وقيل باطنه أي باطن ذلك السور فيه الرحمة أي الجنة التي فيها المؤمنون وظاهره أي وخارج السور من قبله يأتيهم العذاب يعني أن المؤمنين يسبقونهم ويدخلون الجنة والمنافقون يجعلون في النار والعذاب وبينهم السور الذي ذكره الله.
{ينادونهم} أي ينادي المنافقون المؤمنين {أ لم نكن معكم} في الدنيا نصوم ونصلي كما تصومون وتصلون ونعمل كما تعملون {قالوا بلى} أي يقول المؤمنون لهم بلى كنتم معنا {ولكنكم فتنتم أنفسكم} أي استعملتموها في الكفر والنفاق وكلها فتنة وقيل معناه تعرضتم للفتنة بالكفر والرجوع عن الإسلام وقيل معناه أهلكتم أنفسكم بالنفاق {وتربصتم} بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) الموت وقلتم يوشك أن يموت فنستريح منه عن مقاتل وقيل تربصتم بالمؤمنين الدوائر {وارتبتم} أي شككتم في الدين {وغرتكم الأماني} التي تمنيتموها بأن تعود الدائرة على المؤمنين.
{حتى جاء أمر الله} أي الموت وقيل إلقاؤهم في النار عن قتادة وقيل جاء أمر الله في نصرة دينه ونبيه وغلبته إياكم {وغركم بالله الغرور} يعني الشيطان غركم بحلم الله وإمهاله وقيل الغرور الدنيا {فاليوم لا يؤخذ منكم فدية} أيها المنافقون أي بدل بأن تفدوا أنفسكم من العذاب {ولا من الذين كفروا} أي ولا من سائر الكفار الذين أظهروا الكفر {مأواكم النار} أي مقركم وموضعكم الذي تأوون إليه النار {هي مولاكم} أي هي أولى بكم لما أسلفتم من الذنوب والمعنى أنها هي التي تلي عليكم لأنها قد ملكت أمركم فهي أولى بكم من كل شيء {وبئس المصير} أي بئس المأوى والمرجع الذي تصيرون إليه .
______________________
1- مجمع البيان ، الطبرسي ، ج9 ، ص390-392.
2- في نسخة : تميزوا.
في الآية السابقة قال سبحانه : ان من آمن وأنفق في سبيل اللَّه لوجهه تعالى يضاعف له الجزاء ، وله أجر كريم ، وهنا بيّن سبحانه هذا الأجر الكريم بقوله :
{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ والْمُؤْمِناتِ يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وبِأَيْمانِهِمْ} . كان المتقون الباذلون يسيرون في الدنيا على هدى من ربهم . . وفي يوم الحساب والجزاء شع من هذا الهدى الإلهي نور مادي محسوس كما تومئ كلمة ترى وكلمة بأيمانهم أي ترى نورهم بعينيك تماما كما ترى نور المصباح المحمول باليد ، ويتحكم به حامله كيف يشاء . . وبكلام آخر عملوا في الدنيا لهذا النور بجد واخلاص فوجدوه في الآخرة أمامهم يمتد إلى مسافات {بُشْراكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ هُو الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} . يخرج المهتدون غدا من قبورهم ، ويسيرون على نور يكشف لهم طريق الأمان ، وقبل أن يصلوا إلى النهاية يأتيهم النداء : أبشروا بالجنة . . وأية بشرى تعادل البشرى بجنة الخلد ونعيمها ؟ . وأي فوز أعظم من هذا الفوز ؟ .
{يَوْمَ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ والْمُنافِقاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ } .
كان المهتدون في الدنيا على نور من ربهم فهم في الآخرة كذلك : {والَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وآتاهُمْ تَقْواهُمْ} - 17 محمد . وكان المنافقون في ظلمات الأهواء والشهوات فهم يوم القيامة في ظلمات بعضها فوق بعض : {ومَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُو فِي الآخِرَةِ أَعْمى وأَضَلُّ سَبِيلًا} - 72 الإسراء . وشاءت حكمته
تعالى أن يرى المنافقون غدا نور المهتدين وهو يسعى بين أيديهم كي يزدادوا ألما على ألم ، ثم يتضاعف الألم حين يستغيث المنافقون بالمؤمنين ، ويسألونهم أن يسيروا على نورهم {قِيلَ ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً} . هذا هو جواب استغاثتهم :
ارجعوا إلى صاحبكم الشيطان ، واقتبسوا منه نورا ، فهو وراءكم اليوم كما كان وراءكم بالأمس . . ان هذا النور لمن عمل في دنياه لآخرته ، أما من اشترى الحياة الدنيا بالآخرة فما هو بخارج من الظلمات إلا إلى ما هو أشد .
{فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ} . ضمير بينهم يعود إلى المؤمنين والمنافقين ، والمراد بالسور الحاجز ، والمعنى ان اللَّه أنعم على المؤمنين بالجنة ، وانتقم من المنافقين بعذاب النار ، وبين الجنة والنار حاجز ، له جانبان : باطن غير منظور ، وهو يلي المؤمنين ، وظاهر منظور وهو يلي المنافقين وغيرهم من المجرمين ، والأول فيه الجنة ، والثاني من جهته جهنم {يُنادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ} ؟ يقول المنافقون للمؤمنين بلسان الحال أو لسان المقال ، يقولون لهم : كنّا في الدنيا نصوم ونصلي ونفعل ما تفعلون فلما ذا دخلتم الجنة ، ودخلنا النار ؟ {قالُوا بَلى ولكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ} . أجابهم المؤمنون :
أجل ، كنتم معنا وصمتم وصليتم مثلنا ، ولكن أهلكتم أنفسكم بالكذب والنفاق {وتَرَبَّصْتُمْ} الدوائر بالمؤمنين {وارْتَبْتُمْ} برسول اللَّه وأقواله {وغَرَّتْكُمُ الأَمانِيُّ} حين ظننتم أن خداعكم ونفاقكم يمر بسلام ومن غير حساب وعقاب ( حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللَّهِ ) وهو لقاؤه تعالى وحسابه وجزاؤه {وغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} وصدقتم الشيطان في وعده بسلامتكم من غضب اللَّه وعذابه .
{فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ} ولا تقبل منكم توبة ولا مهرب لكم من العذاب :
{فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الأَرْضِ ذَهَباً ولَو افْتَدى بِهِ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ وما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ} - 91 آل عمران . {ولا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} . وأيضا لا تقبل الفدية والتوبة من الذين أظهروا الكفر وجاهروا به ، ولم يخادعوا وينافقوا كما خادعتم ونافقتم {مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وبِئْسَ الْمَصِيرُ } . أبدا لا مقر ولا ناصر لكم إلا جهنم {وبِئْسَ الْمَصِيرُ} مصيركم ومآلكم .
____________________
1- الكاشف ، محمد جواد مغنية ، ج7 ، ص245-246.
قوله تعالى: {يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم} إلخ، اليوم ظرف لقوله: {له أجر كريم} والمراد به يوم القيامة، والخطاب في {ترى} للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو لكل سامع يصح خطابه، والظاهر أن الباء في {بأيمانهم} بمعنى في.
والمعنى: لمن أقرض الله قرضا حسنا أجر كريم يوم ترى أنت يا رسول الله - أوكل من يصح منه الرؤية - المؤمنين بالله ورسوله والمؤمنات يسعى نورهم أمامهم وفي أيمانهم واليمين هو الجهة التي منها سعادتهم.
والآية مطلقة تشمل مؤمني جميع الأمم ولا تختص بهذه الأمة، والتعبير عن إشراق النور بالسعي يشعر بأنهم ساعون إلى درجات الجنة التي أعدها الله سبحانه لهم وتستنير لهم جهات السعادة ومقامات القرب واحدة بعد واحدة حتى يتم لهم نورهم كما قال تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا } [الزمر: 73] ، وقال: { يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا } [مريم: 85] ، وقال: {يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا } [التحريم: 8].
وللمفسرين في تفسير مفردات الآية أقوال مختلفة أغمضنا عنها لعدم دليل من لفظ الآية عليها، وسيوافيك ما في الروايات المأثورة في البحث الروائي الآتي إن شاء الله.
وقوله: {بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها} حكاية ما يقال للمؤمنين والمؤمنات يوم القيامة، والقائل الملائكة بأمر من الله والتقدير يقال لهم: {بشراكم} إلخ، والمراد بالبشرى ما يبشر به وهو الجنة والباقي ظاهر.
وقوله: {ذلك هو الفوز العظيم} كلام الله سبحانه والإشارة إلى ما ذكر من سعي النور والبشرى أومن تمام قول الملائكة والإشارة إلى الجنات والخلود فيها.
قوله تعالى: {يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم} إلى آخر الآية، النظر إذا تعدى بنفسه أفاد معنى الانتظار والإمهال، وإذا عدي بإلى نحو نظر إليه كان بمعنى إلقاء البصر نحو الشيء وإذا عدي بفي كان بمعنى التأمل، والاقتباس أخذ قبس من النار.
والسياق يفيد أنهم اليوم في ظلمة أحاطت بهم سرادقها وقد ألجئوا إلى المسير نحو دارهم التي يخلدون فيها غير أن المؤمنين والمؤمنات يسيرون بنورهم الذي يسعى بين أيديهم وبأيمانهم فيبصرون الطريق ويهتدون إلى مقاماتهم، وأما المنافقون والمنافقات فهم مغشيون بالظلمة لا يهتدون سبيلا وهم مع المؤمنين كما كانوا في الدنيا معهم ومعدودين منهم فيسبق المؤمنون والمؤمنات إلى الجنة ويتأخر عنهم المنافقون والمنافقات في ظلمة تغشاهم فيسألون المؤمنين والمؤمنات أن ينتظروهم حتى يلحقوا بهم ويأخذوا قبسا من نورهم ليستضيئوا به في طريقهم.
وقوله: {قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا} القائل به إما الملائكة أو قوم من كمل المؤمنين كأصحاب الأعراف.
وكيف كان فهومن الله وبإذنه، والخطاب بقوله: {ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا} قيل: إنه خطاب مبني على التهكم والاستهزاء كما كانوا يستهزءون في الدنيا بالمؤمنين، والأظهر على هذا أن يكون المراد بالوراء الدنيا، ومحصل المعنى: ارجعوا إلى الدنيا التي تركتموها وراء ظهوركم وعملتم فيها ما عملتم على النفاق، والتمسوا من تلك الأعمال نورا فإنما النور نور الأعمال أو الإيمان ولا إيمان لكم ولا عمل.
ويمكن أن يجعل هذا وجها على حياله من غير معنى الاستهزاء بأن يكون قوله: {ارجعوا} أمرا بالرجوع إلى الدنيا واكتساب النور بالإيمان والعمل الصالح وليسوا براجعين ولا يستطيعون فيكون الأمر بالرجوع كالأمر بالسجود المذكور في قوله تعالى: { يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ} [القلم: 43] .
وقيل: المراد ارجعوا إلى المكان الذي قسم فيه النور والتمسوا من هناك فيرجعون فلا يجدون شيئا فينصرفون إليهم وقد ضرب بينهم بسور، وهذا خدعة منه تعالى يخدعهم بها كما كانوا في الدنيا يخادعونه كما قال: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} [النساء: 142].
قوله تعالى: {فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب} سور المدينة حائطها الحاجز بينها وبين الخارج منها، والضمير في {فضرب بينهم بسور} راجع إلى المؤمنين والمنافقين جميعا أي ضرب بين المؤمنين وبين المنافقين بسور حاجز يحجز إحدى الطائفتين عن الأخرى.
قيل: السور هو الأعراف وهو غير بعيد وقد تقدمت إشارة إليه في تفسير قوله تعالى: { وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ} [الأعراف: 46] ، وقيل: السور غير الأعراف.
وقوله: {له باب} أي للسور باب وهذا يشبه حال المنافقين في الدنيا فقد كانوا فيها بين المؤمنين لهم اتصال بهم وارتباط وهم مع ذلك محجوبون عنهم بحجاب.
على أنهم يرون أهل الجنة ويزيد بذلك حسرتهم وندامتهم.
وقوله: {باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب} {باطنه} مبتدأ وجملة فيه الرحمة} مبتدأ وخبر وهي خبر باطنه وكذا ظاهره مبتدأ وجملة من قبله العذاب مبتدأ وخبر هي خبره، وضميرا فيه ومن قبله للباطن والظاهر.
ويظهر من كون باطن السور فيه رحمة وظاهره من قبله العذاب أن السور محيط بالمؤمنين وهم في داخله والمنافقون في الخارج منه.
وفي اشتمال داخله الذي يلي المؤمنين على الرحمة وظاهره الذي يلي المنافقين على العذاب مناسبة لحال الإيمان في الدنيا فإنه نعمة لأهل الإخلاص من المؤمنين يبتهجون بها ويلتذون وعذاب لأهل النفاق يتحرجون من التلبس به ويتألمون منه.
قوله تعالى: {ينادونهم أ لم نكن معكم} إلى آخر الآية استئناف في معنى جواب السؤال كأنه قيل: فما ذا يفعل المنافقون والمنافقات بعد ضرب السور ومشاهدة العذاب من ظاهره؟ فقيل: ينادونهم إلخ.
والمعنى: ينادي المنافقون والمنافقات المؤمنين والمؤمنات بقولهم: {أ لم نكن معكم} يريدون به كونهم في الدنيا مع المؤمنين والمؤمنات في ظاهر الدين.
وقوله: {قالوا بلى} إلى آخر الآية جواب المؤمنين والمؤمنات لهم والمعنى: {قالوا} أي قال المؤمنون والمؤمنات جوابا لهم {بلى} كنتم في الدنيا معنا {ولكنكم فتنتم} أي محنتم وأهلكتم {أنفسكم وتربصتم} الدوائر بالدين وأهله {وارتبتم} وشككتم في دينكم {وغرتكم الأماني} ومنها أمنيتكم أن الدين سيطفأ نوره ويتركه أهله {حتى جاء أمر الله} وهو الموت {وغركم بالله الغرور} بفتح الغين وهو الشيطان.
والآية - كما ترى - تفيد أن المنافقين والمنافقات يستنصرون المؤمنين والمؤمنات على ما هم فيه من الظلمة متوسلين بأنهم كانوا معهم في الدنيا ثم تفيد أن المؤمنين والمؤمنات يجيبون بأنهم كانوا معهم لكن قلوبهم كانت لا توافق ظاهر حالهم حيث يفتنون أنفسهم ويتربصون ويرتابون وتغرهم الأماني ويغرهم بالله الغرور، وهذه الصفات الخبيثة آفات القلوب فكانت القلوب غير سليمة ولا ينفع يوم القيامة إلا القلب السليم قال تعالى: {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 88، 89].
قوله تعالى: {فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا} تتمة كلام المؤمنين والمؤمنات يخاطبون به المنافقين والمنافقات ويضيفون إليهم الكفار وهم المعلنون لكفرهم أنهم رهناء أعمالهم كما قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} [المدثر: 38] ، لا يؤخذ منهم فدية يخلصون بها أنفسهم والفدية أحد الأمرين اللذين بهما التخلص من الرهانة والآخر ناصر ينصر فينجي وقد نفوه بقولهم: {مأواكم النار} إلخ.
فقوله: {مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير} ينفي أي ناصر ينصرهم وينجيهم من النار غير النار على ما يفيده قوله: {هي مولاكم} من الحصر، والمولى هو الناصر والجملة مسوقة للتهكم.
ويمكن أن يكون المولى بمعنى من يلي الأمر فإنهم كانوا يدعون لحوائجهم من المأكل والمشرب والملبس والمنكح والمسكن غير الله سبحانه وحقيقته النار فاليوم مولاهم النار وهي التي تعد لهم ذلك فمأكلهم من الزقوم ومشربهم من الحميم وملبسهم من ثياب قطعت من النار وقرناؤهم الشياطين ومأواهم النار على ما أخبر الله سبحانه به في آيات كثيرة من كلامه.
____________________
1- الميزان ، الطباطبائي ، ج19 ، ص136-139.
انظرونا نقتبس من نوركم:
لقد بشّر الله المنفقين في آخر آية من الآيات السابقة بالأجر الكريم، وإستمراراً للبحث فالآيات أعلاه تتحدّث عن هذا الأجر، وتبيّن مدى قيمته وعظمته في اليوم الآخر، يقول سبحانه: {يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم}.
وبالرغم من أنّ المخاطب هنا هو الرّسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) إلاّ أنّ من الواضح أنّ الآخرين يرقبون هذا المشهد أيضاً، ولكن بما أنّ تشخيص المؤمنين من الاُمور اللازمة للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ليتفقدهم فكانت هذه العلامة: {نورهم الذي يسعى بين أيديهم ...} دالّة عليهم، وبذلك تكون معرفتهم أيسر.
وبالرغم من أنّ المفسّرين ذكروا إحتمالات متعدّدة لهذا «النور إلاّ أنّ المقصود منه ـ في الواقع ـ تجسيم نور الإيمان، لأنّه سبحانه عبّر بـ (نورهم) ولا عجب، لأنّ في ذلك اليوم تتجسّد أعمال البشر، فيتجسّد الإيمان الذي هونور هدايتهم بصورة نور ظاهري، ويتجسّد الكفر الذي هو الظلام المطلق بصورة ظلمة ظاهرية. كما نقرأ في الآية الكريمة: {يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} [التحريم: 8].
وجاء في الآيات القرآنية الاُخرى أنّ الله تعالى يهدي المؤمنين من الظلام إلى النور: {يخرجهم من الظلمات إلى النور}.
التعبير بـ «يسعى» من مادّة (سعى) ـ بمعنى الحركة السريعة ـ دليل على أنّ المؤمنين أنفسهم يسيرون بسرعة في طريق المحشر باتّجاه الجنّة حيث مركز السعادة السرمدية، ذلك لأنّ الحركة السريعة لنورهم ليست منفصلة عن حركتهم السريعة.
والجدير بالملاحظة هنا أنّ الحديث جاء عن (نورين) (النور الذي يتحرّك أمامهم، والنور الذي يكون عن يمينهم) وهذا التعبير يمكن أن يكون إشارة إلى قسمين مختلفين من المؤمنين:
قسم المقرّبين وأصحاب الوجوه النورانية، وهؤلاء نورهم يتحرّك أمامهم.
والقسم الثاني وهم أصحاب اليمين ويكون نورهم عن أيمانهم، وذلك كناية عن صحيفة أعمالهم التي تعطى بأيديهم اليمنى ويخرج النور منها.
كما يوجد إحتمال آخر أيضاً وهو أنّ النورين إشارة إلى مجموعة واحدة، وما يقصد بنور اليمين هو كناية عن النور الذي يصدر عن أعمالهم الصالحة ويضيء جميع أطرافهم.
وعلى كلّ حال فإنّ هذا النور هو دليلهم إلى الجنّة، وعلى ضوئه يسيرون بسرعة إليها.
ومن جهة ثالثة بما أنّ مصدر هذا النور الإلهي هو الإيمان والعمل الصالح فلا شكّ أنّه يختلف بإختلاف درجات الإيمان ومستوى الأعمال الصالحة للبشر، فالأشخاص ذوو الإيمان الأقوى فإنّ نورهم يضيء مسافة أطول، والذين لهم مرتبة أقل يتمتّعون بنور يناسب مرتبتهم، حتّى أنّ نور بعضهم لا يضيء موضع أقدامهم، كما ورد في تفسير علي بن إبراهيم في نهاية الآية مورد البحث: «يقسّم النور بين الناس يوم القيامة على قدر إيمانهم»(2).
وهنا يصدر هذا النداء الملائكي بإحترام للمؤمنين: {بشراكم اليوم جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم}.
أمّا المنافقون الذين سلكوا طريق الظلام والكفر والذنوب والمعصية، فإنّ صراخهم يعلوفي مثل تلك الساعة ويلتمسون من المؤمنين شيئاً من النور، لكنّهم يواجهون بالردّ والنفي. كما في قوله تعالى: {يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم}(3).
«إقتباس» في الأصل من مادّة (قبس) بمعنى أخذ شعلة من النار، ثمّ استعملت على أخذ نماذج اُخرى أيضاً.
المقصود من جملة (انظرونا) هو أن انظروا لنا كي نستفيد من نور وجوهكم لنجد طريقنا، أو انظروا لنا نظر لطف ومحبّة واعطونا سهماً من نوركم، كما يحتمل أنّ المقصود هو أنّ (انظرونا) مشتقة من (الإنتظار) بمعنى أعطونا مهلة قليلة حتّى نصل إليكم وفي ظلّ نوركم نجد الطريق.
وعلى كلّ حال يأتي الجواب على طلبهم بقوله تعالى: { قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً}.
كان من الممكن أن تحصلوا على النور من الدنيا التي تركتموها وراءكم، وذلك بإيمانكم وأعمالكم الصالحة، إلاّ أنّ الوقت انتهى، وفاتت الفرصة عليكم ولا أمل هنا في حصولكم على النور.
{فضرب بينهم بسور له باب} وهذا الباب أو هذا الجدار من نوع خاص وأمره فريد، حيث إنّ كلا من طرفيه مختلف عن الآخر تماماً، حيث: {باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب}.
«السور» في اللغة هو الحائط الذي يحيط بالمدن ـ كما كان في السابق ـ للمحافظة عليها، وفيه نقاط مراقبة عديدة يستقرّ بها الحرّاس للمحافظة ورصد الأعداء تسمّى بالبرج والأبراج.
والنقطة الجديرة بالملاحظة هنا حيث يقول تعالى: {باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب} حيث أنّ المؤمنين كسكّان المدينة داخل البستان، والمنافقين كالغرباء القسم الصحراوي، فهم في جوّين مختلفين وعالمين متفاوتين، ويحكي ذلك عن كون هؤلاء كانوا في مجتمع واحد جنباً إلى جنب ولكن يفصل بينهم حاجز عظيم من الإعتقادات والأعمال المختلفة، ففي يوم القيامة يتجسّد نفس المعنى أيضاً.
ولماذا هذا «الباب»، ولأي الأهداف؟
للجواب على هذا التساؤل نقول: من الممكن أن يكون هذا الباب من أجل أن يرى المنافقون من خلاله نعم الجنّة ويتحسّرون عليها، أو أنّ من كان قليل التلوّث بالذنوب وقد نال جزاءه من العذاب بإمكانه أن يدخل منها ويكون مع المؤمنين في نعيمهم.
غير أنّ هذا الحائط ليس من النوع الذي يمنع عبور الصوت حيث يضيف سبحانه: أنّ المنافقين {ينادونهم ألم نكن معكم} لقد كنّا نعيش معكم في هذه الدنيا فما الذي حدث وإنفصلتم عنّا وذهبتم إلى الروح والرحمة الإلهية وتركتمونا في قبضة العذاب؟
( قالوا: بلى) كنّا معكم في أماكن كثيرة في الأزقّة والأسواق، في السفر والحضر، وكنّا أحياناً جيراناً أوفي بيت واحد .. نعم كنّا معاً، إلاّ أنّ إختلافاتنا في العقيدة والعمل كانت هي الفواصل بيننا، لقد كنتم تسيرون في خطّ منفصل عن خطّنا وكنتم غرباء عن الله في الاُصول والفروع، لذا فأنتم بعيدون عنّا. ثمّ يضيفون: لقد إبتليتم بخطايا وذنوب كثيرة من جملتها:
1 ـ ( ولكنّكم فتنتم أنفسكم) وخدعتموها بسلوك طريق الكفر والضلال.
2 ـ ( وتربّصتم) وانتظرتم موت النبي وهلاك المسلمين وإنهدام أساس الإسلام، بالإضافة إلى التهرّب من إنجاز كلّ عمل إيجابي وكلّ حركة صحيحة، حيث تتعلّلون وتماطلون وتسوّفون إنجازها.
3 ـ ( وارتبتم) في المعاد وحقّانية دعوة النبي والقرآن ..
4 ـ وخدعتكم الآمال ( وغرّتكم الأماني حتّى جاء أمر الله).
نعم هذه الأماني لم تعطكم مجالا ـ حتّى لحظة واحدة ـ للتفكّر الصحيح، لقد كنتم مغمورين في تصوّراتكم وتعيشون في عالم الوهم والخيال، واستولت عليكم أُمنية الوصول إلى الشهوات والأهداف المادية.
5 ـ ( وغرّكم بالله الغرور) إنّ الشيطان غرّكم بوساوسه في مقابل وعد الله عزّوجلّ، فتارةً صوّر لكم الدنيا خالدة باقية واُخرى صوّر لكم القيامة بعيدة الوقوع. وفي بعض الأحيان غرّكم بلطف الله والرحمة الإلهية، وأحياناً جعلكم تشكّون في أصل وجود الله العظيم الخالق.
هذه العوامل الخمسة هي التي فصلت خطّكم عنّا بصورة كليّة وأبعدتنا عنكم وأبعدتكم عنّا.
«فتنتم» من مادّة (فتنة) جاءت بمعاني مختلفة كـ (الإمتحان والإنخداع، والبلاء والعذاب، والضلالة والإنحراف، والشرك وعبادة الأصنام) والمعنيان الأخيران هنا أنسب أي الضلال والشرك.
«تربّصتم» من مادّة (تربّص) في الأصل بمعنى الإنتظار، سواء كان إنتظار البلاء والمصيبة أو الكثرة والنعمة، والمناسب الأكثر هنا هو إنتظار موت الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وإنتكاسة الإسلام، أو أنّ الإنتظار بمعنى التعلّل في التوبة من الذنوب وإنجاز كلّ عمل من أعمال الخير.
«وارتبتم» من مادّة (ريب) تطلق على كلّ شكّ وترديد وما سيتوقّع فيما بعد، والمعنى الأنسب هنا هو الشكّ بالقيامة أو حقّانية القرآن الكريم.
وبالرغم من أنّ مفهوم الكلمات المستعملة في الآية واسع، إلاّ أنّ من الممكن أن تكون لبيان المسائل المذكورة بالترتيب، من مسألة «الشرك» وإنتظار «نهاية عمر الإسلام والرّسول» ومن ثمّ «الشكّ في المعاد» الذي يؤدّي إلى «التلوّث العملي» عن طريق «الإنخداع بالأماني» والشيطان، وبناءً على هذا فالجمل الثلاث الاُولى من الآية ناظرة إلى الاُصول الثلاثة للدين، والجملتان الاُخريتان بعدهما ناظرتان إلى فروع الدين.
وأخيراً فإنّ المؤمنين ـ بلحاظ ما تقدّم ـ يخاطبون المنافقين بقولهم: {فاليوم لا تؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا} وبهذا الترتيب يواجه المنافقون نفس مصير الكفّار أيضاً، وكلّهم رهينة ذنوبهم وأعمالهم القبيحة، ولا يوجد لهم أي طريق للخلاص.
ثمّ يضيف سبحانه: {مأواكم النار هي مولاكم(4) وبئس المصير}.
الإنسان ـ عادةً ـ لكي ينجومن العقوبة المتوقّعة في الدنيا، يتوسّل للخلاص منها إمّا بالغرامة المالية أوطلب العون والمساعدة من قوّة شفيعة، إلاّ أنّه هناك ـ في يوم القيامة ـ لا يوجد أي منهما ينقذ الكفّار والمنافقين من العذاب المحتوم عليهم.
وفي يوم القيامة ـ عادةً ـ تنقطع كلّ الأسباب والوسائل المادية المتعارف عليها في هذا العالم للوصول إلى المقاصد المرجوة، كما تنفصم الروابط حيث يقول سبحانه: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} [البقرة: 166].
{يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ} [البقرة: 254].
{وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ } [البقرة: 48] .
{ يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا} [الدخان: 41] .
{ يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} [الطور: 46] .
{فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ } [المؤمنون: 101] .
{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ } [المدثر: 38] .
وبهذه الصورة يوضّح القرآن الكريم أنّ الوسيلة الوحيدة للنجاة في ذلك اليوم هي الإيمان والعمل الصالح في الدنيا، حتّى أنّ دائرة الشفاعة محدودة للأشخاص الذين خلطوا عملا صالحاً وآخر سيّئاً وليسوا من الغرباء مطلقاً عن الإيمان والذين قطعوا إرتباطهم بصورة كليّة من الله وأوليائه وعصوا أوامره.
_____________________
1- الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، ج13 ، ص575-580.
2 ـ نور الثقلين، ج5، ص241، حديث60.
3 ـ انظرونا من مادّة (نظر) في الأصل بمعنى الفكر أو النظر لمشاهدة إدراك شيء، وتأتي أحياناً بمعنى التأمّل والبحث، وكلّما تعدّت بـ (إلى) فإنّها تأتي بمعنى النظر إلى شيء، وكلّما تعدّت بـ (في) فإنّها تأتي بمعنى التأمّل والتدبّر، وعندما لا تتعدّى بدون حرف جرّ كأن نقول: (نظرية وأنظرته وانتظرته) فإنّها تأتي بمعنى التأخير أو الإنتظار (من المفردات للراغب).
4 ـ «مولى» هنا من الممكن أن تكون بمعنى الولي، أو بمعنى الشخص أو الشيء الذي تكون له الأولوية للإنسان.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|