أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-5-2017
4537
التاريخ: 15-12-2020
2352
التاريخ: 30/10/2022
1323
التاريخ: 17-2-2017
3943
|
قال الشيخ محمد تقي الفلسفي : في الدولة الصغيرة للأسرة يكون خوف أفراد الأسرة على قسمين: فبعضهم يخاف من الذنب , والبعض الآخر يخاف من الأب. عندما يكون الخوف من الذنب موجودا فإن المخاوف الباطلة الواهية تنعدم , وهنا يكون المهد الصحيح للتربية. وتتفتح أزهار الشعور بالمسؤولية في نفوس الاطفال واحدة بعد الأخرى, ويتعود الصغار على الاستقامة منذ البداية. إن أعضاء هذه الأسرة يطمئنون الى أنهم إذا لم يتجاوزوا على حقوق الآخرين ولم يتلوثوا بالذنب والانحراف , فلن ينالهم شيء بل يكونون مقربين عند الأبوين تماماً .
في مثل هذه الظروف يكون الأب في محيط الأسرة حائزا على الشخصية والعطف معا والأطفال يخافون من مؤاخذته الصحيحة والمنصفة فلا يمارسون الذنوب ولا ينحرفون.
(ويجب على الذي يقوم بإجراء العقوبة أن يعتقد ببعض القواعد ويستمع الى نداء الوجدان ولا يحكم بدافع التعصب. وعليه ـ في نفس الوقت ـ أن يكون حميدا في سلوكه وعطوفا , لا بأن يظهر ضعفه وحقارته , بل يكون ذا شفقة عامة وإنسانية تظهر في حدود القوانين المحدودة والقابلة للاحترام الاجتماعي والدولي)(1) .
(إن المربي سيتظاهر بأنه سوف لا يعاقب , بل إنه يجري قوانين العدالة كموظف مختص مجبر على ذلك , وسيفهم الطفل هذه النكتة بصورة حسنة . ولما كان التوبيخ ذا جانب عاطفي تماما هنا فيجب أن لا يخرج عن حدود الانسانية , وبهذا تكون عقوبة كهذه غير انحيازية)(2)(3).
أما الخوف من الأب: فعندما يكون الخوف من الأب, الأب السيئ الخلق والقاسي, الأب الذي يتحجج ويتعنت, الأب الذي يفحش في القول ويضرب أبناءه بلا سبب فيجازي أبسط الزلات بأكبر العقوبات, الأب الذي يتأثر لأتعابه الخارجية فينتقم من أطفاله الأبرياء, والذي يحل عقدة الفشل التجاري أو الإداري أو الاجتماعي عنده بإيذائهم ... ففي الأسرة التي يحكمها مثل هذا الاب لا تحترم الأمانة والاستقامة , ولا تعرف الفضيلة والأخلاق , إنما المهم في نظر الأطفال إرضاء أبيهم المستبد , واتقاء شره . إن العصر الحديث يخطئ من الناحية العلمية والتربوية ، طريقة ضرب الأطفال بغية التأديب , ويكاد يمنع الضرب في جميع الدول الحية فيحذر الآباء والامهات في البيت والمعلمون في المدرسة، من ضرب الاطفال بصورة اكيدة قد يتصور البعض أن هذه النظرية مبتكرة في عصرنا الحاضر, وأن الانتباه الى أهمية هذا الموضوع حصل في الحديث فقط . بينما نرى من الضروري أن نرفع هذا الوهم عن أذهان أولئك ونقول بصراحة : إن الإسلام سبقهم الى ذلك... فعلاوة على الروايات في المنع من ضرب الأطفال, أفتى الفقهاء المسلمون في القرون الماضية بحرمة ذلك في رسائلهم العملية التي تعد المناهج اليومية لعمل المسلين) .
قال بعضهم : شكوت الى أبي الحسن (عليه السلام) ابنا لي , فقال : لا تضربه واهجره ولا تطل)) (4) .
ففي هذا الحديث نجد أن الإمام يمنع من ضرب الطفل بصرحة , مستفيدا من العقوبة العاطفية بدلا من العقوبة البدنية . فالأب هو الملجأ الوحيد للطفل ومعقد آماله , وإن هجره للولد أكبر عقوبة روحية ومعنوية إنه (عليه السلام) يطلب من الوالد أن يهجر الولد ولكنه سرعان ما يوصيه بعدم طول مدة الهجر , ذلك أنه إذا كان لهجر الوالد أثر عميق في روح الطفل فإن طول مدته يبعث على تحطيم روحيته وإذا كان أثر هذا الهجر ضعيفا فإن شخصية الوالد ستصغر في نظر الطفل لطول مدة الهجر وسوف لا يكون لتألم الوالد أثر أصلا .
((إن للعقوبات التي ترجح فيها الوسائل العاطفية والأخلاقية على الوسائل المادية تأثيرا كبيرا , ففي مثل هذه العقوبات بدلا من أن يحرم الطفل من الماديات يجب السعي للتأثير في قلبه ونفسه ووجدانه وعزته وغروره , فإن لم ترتبط المحروميات المادية مع مشاعره وعواطفه فإنها تفقد طابع العقوبة))(5) .
وفي هذا الصدد يقول الإمام علي (عليه السلام) : ((إن العاقل يتعظ بالأدب والبهائم لا تتعظ إلا بالضرب)) (6)(7) .
_____________
1ـ جه ميدانيم ؟ تربيت أطفال دشوار : 93.
2- المصدر السابق : 95 .
3- الطفل بين الوراثة والتربية – الشيخ محمد تقي الفلسفي: 1/390 المحاضرة الخامسة عشرة.
4- بحار الأنوار للمجلسي: 23/114, ومعنى الهجر: إظهار عدم الرضا بإعماله وعدم الاعتناء به .
5- جه ميدانيم ؟ تربية أطفال دشوار : 94 .
6- غرر الحكم ودرر الكلم للآمدي : 108 طبعة النجف الأشرف .
7- الطفل بين الوراثة والتربية – الشيخ محمد تقي الفلسفي: 1/391 المحاضرة الخامسة عشرة.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|