أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-8-2017
2418
التاريخ: 3-9-2017
3091
التاريخ: 7-8-2017
3763
التاريخ: 21-8-2017
15784
|
الشجاعة من أسمى صفات الرجولة، وهي صفة الاعتدال التي يحدّها الجبن والتهور، فالشجاع لا يخاف ولا يتهور فيتعدى على حقوق الآخرين ويتجاوز حدودهم، والشجاع لا يقهر الآخرين تهوراً وظلماً، وكل عمل دني غير إنساني يصدر من أحد إنّما يكون منشأه الجبن أو التهور؛ لأن الشجاعة بمعناها الصحيح حدّ وسط، وملكة نفسانية أكدت عليها التعاليم والآداب الدينية، وهي منحة إلهية تنم عن قوة الشخصية وصلابتها وتماسكها أمام الأحداث، فلا تفاض على كلّ أحد، بل لا بد
أن يكون أهلاً لها، تماماً كشجاعة أمير المؤمنين (عليه السلام) الربانية التي صرع بها عمرو ابن ودّ، وقلع بها باب خيبر، فلما سئل عنها قال: «بقوة رحمانية لا بقوة جسمانية».
وقد ورث أبو الفضل هذه الصفة الكريمة من أبيه الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي هو أشجع إنسان في دنيا الوجود .
وقد علمه الامام (عليه السلام) وأدبه بآدابه وأفاض عليه من ذاته، ولم يكن العباس (عليه السلام) قد ورث الشجاعة وتعلمها من أبيه فحسب، وإنّما كان بطلاً ضرغاماً له مؤهلاته الجسدية أيضاً حيث كان ذا بسطة في الجسم، معروفاً بالقوة والبسالة، فكان شجاعاً ظاهراً وباطناً.
وهكذا هم بنو هاشم كبيرهم وصغيرهم، فكيف بأبي الفضل العباس الذي كان علماً في البطولات، لم يخالج قلبه خوف ولا رعب في الحروب التي خاضها مع أبيه، بل لقن الأعداء درساً جعلهم يعرفون سيفه بين السيوف، وهو لمّا يزل شاباً، كما أبدى من الشجاعة يوم الطف ما صار مضرب المثل على امتداد التاريخ، حيث برز أمام تلك القوى التي ملأت البيداء، فجبّن الشجعان، وأرعب قلوب عامة الجيش، فزلزلت الأرض تحت أقدامهم وخيّم عليهم الموت .
عبست وجوه القوم ... والعباس فيهم ضاحك متبسم
قلب اليمين على الشمال ... وغاص في الأوساط يحصد للرؤوس ويحطم
بطل تورث من أبيه شجاعة ... فيها أنوف بني الضلالة ترغم
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|