المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
نشأة المحكمة الإدارية العليا (تشكيلها واختصاصاتها)
2024-11-25
البطيخ Watermelon (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-25
تعريف الطعن بالحكم القضائي (التمييز)
2024-11-25
2024-11-25
اكتساب الحكم القضائي حجية الشيء المقضي به
2024-11-25
الخيار Cucumber (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-25

حساسية للتوابل Spices Allergy
2-3-2020
جماعة العيارين والمستهزئين
3/11/2022
أول الناس أسلاماً وأيماناً
30-01-2015
Wiggling Wire
10-9-2016
ستون خصوصية لصلاة العيد
2023-03-16
القول في علم الأئمة (عليهم السلام) بضمائر بعض العباد
30-07-2015


الصديقة لن تعرى يوم القيامة  
  
4391   11:25 صباحاً   التاريخ:
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج2,ص245-247.
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / شهادتها والأيام الأخيرة /

روي عن الزهري عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال :قال علي بن أبي طالب (عليه السلام) لفاطمة سألت أباك فيما سألت أين تلقينه يوم القيامة قالت نعم.

قال لي اطلبيني عند الحوض قلت إن لم أجدك هاهنا قال تجديني إذا مستظلا بعرش ربي و لن يستظل به غيري قالت فاطمة فقلت يا أبه أهل الدنيا يوم القيامة عراة فقال نعم يا بنية فقلت له و أنا عريانة قال نعم وأنت عريانة وإنه لا يتلفت فيه أحد إلى أحد .

قالت فاطمة (عليها السلام) فقلت له وا سوأتاه يومئذ من الله عز وجل فما خرجت حتى قال لي هبط علي جبرئيل الروح الأمين (عليه السلام) فقال لي يا محمد أقرئ فاطمة السلام وأعلمها أنها استحيت من الله تبارك و تعالى فاستحى الله منها فقد وعدها أن يكسوها يوم القيامة حلتين من نور قال علي (عليه السلام) فقلت لها فهلا سألتيه عن ابن عمك فقالت قد فعلت فقال إن عليا أكرم على الله عز و جل من أن يعريه يوم القيامة.

وقريب منه ما روى ابن عباس قال قالت فاطمة (عليها السلام) للنبي (صلى الله عليه واله) وهو في سكرات الموت يا أبه أنا لا أصبر عنك ساعة من الدنيا فأين الميعاد غدا قال أما إنك أول أهلي لحوقا بي و الميعاد على جسر جهنم قالت يا أبه أليس قد حرم الله عز و جل جسمك و لحمك على النار قال بلى و لكني قائم حتى تجوز أمتي قالت فإن لم أرك هناك قال تريني عند القنطرة السابعة من قناطر جهنم أستوهب الظالم من المظلوم قالت فإن لم أرك هناك قال تريني في مقام الشفاعة و أنا أشفع لأمتي قالت فإن لم أرك هناك قال تريني عند الميزان و أنا أسأل الله لأمتي الخلاص من النار قالت فإن لم أرك هناك قال تريني عند الحوض حوضي عرضه ما بين أيلة إلى صنعاء على حوضي ألف غلام بألف كأس كاللؤلؤ المنظوم و كالبيض المكنون من تناول منه شربة فشربها لم يظمأ بعدها أبدا فلم يزل يقول لها حتى خرجت الروح من جسده (صلى الله عليه واله).

وروى جابر بن عبد الله الأنصاري قال دخلت فاطمة (عليها السلام) على رسول الله (صلى الله عليه واله) و هو في سكرات الموت فانكبت عليه تبكي ففتح عينه و أفاق ثم قال (عليه السلام) يا بنية أنت المظلومة بعدي و أنت المستضعفة بعدي فمن آذاك فقد آذاني ومن غاظك فقد غاظني و من سرك فقد سرني و من برك فقد برني و من جفاك فقد جفاني ومن وصلك فقد وصلني ومن قطعك فقد قطعني و من أنصفك فقد أنصفني و من ظلمك فقد ظلمني لأنك مني وأنا منك و أنت بضعة مني و روحي التي بين جنبي ثم قال (عليه السلام) إلى الله أشكو ظالميك من أمتي ثم دخل الحسن و الحسين (عليهما السلام) فانكبا على رسول الله (صلى الله عليه واله) وهما يبكيان ويقولان أنفسنا لنفسك الفداء يا رسول الله فذهب علي (عليه السلام) لينحيهما عنه فرفع رأسه إليه ثم قال يا علي دعهما يشماني و أشمهما و يتزودان مني و أتزود منهما فإنهما مقتولان بعدي ظلما وعدوانا فلعنة الله على من يقتلهما ثم قال يا علي وأنت المظلوم المقتول بعدي و أنا خصم لمن أنت خصمه يوم القيامة.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.