أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-4-2018
899
التاريخ: 12-3-2018
631
التاريخ: 25-7-2017
875
التاريخ: 25-7-2017
386
|
ظهور محمد المهدي و مقتله:
و لما سار المنصور إلى العراق و حمل معه بني حسن رجع رباح إلى المدينة و ألح في طلب محمد و هو مختف ينتقل في اختفائه من مكان إلى مكان و قد أرهقه الطلب حتى تدلى في بئر فتدلى فغمس في مائها و حتى سقط ابنه من جبل فتقطع و دل عليه رباح بالمداد فركب في طلبه فاختفى عنه ولم يره و لما اشتد عليه الطلب أجمع الخروج و أغراه أصحابه بذلك و جاء الخبر إلى رباح بأنه الليلة خارج فأحضر العباس بن عبد الله بن الحرث بن العباس و محمد بن عمران بن إبراهيم بن محمد قاضي المدينة و غيرهما و قال لهم : أمير المؤمنين يطلب محمدا شرق الأرض و غربها و هو بين أظهركم و الله لئن خرج ليقتلنكم أجمعين و أمر القاضي بإحضار عشيرة بني زهرة فجاؤا في جمع كثير و أجلسهم بالباب ثم أحضر نفرا من العلويين فيهم جعفر بن محمد بن الحسين و حسين بن علي بن حسين بن علي و رجال من قريش فيهم إسمعيل ابن أيوب بن سلمة بن عبد الله بن الوليد بن المغيرة و ابنه خالد و بينما هم عنده إذ سمعوا التكبير و قيل قد خرج محمد فقال له : ابن مسلم بن عقبة أطعني و اضرب أعناق هؤلاء فأبى و أقبل من المداد في مائة و خمسين رجلا و قصد السجن فأخرج محمد بن خالد بن عبد الله القسري و ابن أخيه النذير بن يزيد و من كان معهم و جعل على الرجالة خوات بن جبير و أتى دار الإمارة و هو ينادي بالكف عن القتل فدخلوا من باب المقصورة و قبضوا على رباح و أخيه عباس و ابن مسلم بن عقبة فحبسهم ثم خرج إلى المسجد و خطب الناس و ذكر المنصور بما نقمه عليه و وعد الناس و استنصر بهم و استعمل على المدينة عثمان بن محمد بن خالد بن الزبير وعلى قضائها عبد العزيز بن المطلب بن عبد الله المخزومي وعلى بيت السلاح عبد العزيز الدراوردي و على الشرط أبا الغلمش عثمان بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب و على ديوان العطاء عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة و أرسل إلى محمد بن عبد العزيز يلومه على القعود عنه فوعده بالبصرة و سار إلى مكة ولم يتخلف عن محمد من وجوه الناس إلا نفر قليل منهم : الضحاك بن عثمان بن عبد الله بن خالد بن حرام و عبد الله بن المنذر بن المغيرة بن عبد الله بن خالد و أبو سلمة بن عبيد الله بن عمر و حبيب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير و استفتى أهل المدينة مالكا في الخروج مع محمد و قالوا : في أعناقنا بيعة المنصور فقال: إنما بايعتم مكرهين فتسارع الناس إلى محمد و لزم مالك بيته و أرسل محمد إلى إسمعيل بن عبد الله بن جعفر يدعوه إلى بيعته و كان شيخا كبيرا فقال : أنت و الله و ابن أخي مقتول فكيف أبايعك ؟ فرجع الناس عنه قليلا و أسرع بنو معاوية بن عبد الله بن جعفر إلى محمد فجاءت جمادة أختهم إلى عمها إسمعيل وقالت: يا عم إن مقالتك ثبطت الناس عن محمد وإخوتي معه فأخشى أن يقتلوا فردها فيقال: إنها عدت عليه فقتله ثم حبس محمد بن خالد القسري بعد أن أطلقه و اتهمه بالكتاب إلى المنصور فلم يزل في حبسه و لما استوى أمر محمد ركب رجل من آل أويس بن أبي سرح اسمه الحسين بن صخر و جاء إلى المنصور في تسع فخبره الخبر فقال : أنت رأيته ؟ قال : نعم و كلمته على منبر رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم ثم تتابع الخبر وأشفق المنصور من أمره و استشار أهل بيته و دولته و بعث إلى عمه عبد الله و هو محبوس يستشيره فأشار عليه بأن يقصد الكوفة فإنهم شيعة لأهل البيت فيملك عليهم أمرهم و يحفها بالمسالح حتى يعرف الداخل و الخارج و يستدعي سالم بن قتيبة من الري فيتحشد معه كافة أهل الشام و يبعثه و أن يبعث العطاء في الناس فخرج المنصور إلى الكوفة و معه عبد الله بن الربيع بن عبد الله بن عبد المدان و لما قدم الكوفة أرسل إلى يزيد يحيى و كان السفاح يشاوره فأشار عليه بأن يشحن الأهواز بالجنود و أشار عليه جعفر بن حنظلة الهراني بأن يبعث الجند إلى البصرة فلما ظهر إبراهيم بتلك الناحية تبين وجه إشارتهما و قال المنصور : كيف خفت البصرة؟ قال : لأن أهل المدينة ليسوا أهل حرب حبسهم أنفسهم و أهل الكوفة تحت قدمك و أهل الشام أعداء الطالبيين ولم يبق إلا البصرة ثم إن المنصور كتب إلى محمد المهدي كتاب أمان فأجابه عنه بالرد والتعريض بأمور في الأنساب و الأحوال فأجابه المنصور عن كتابه بمثل ذلك وانتصف كل واحد منهما لنفسه بما ينبغي الإعراض عنه مع أنهما صحيحان مرويان نقلهما الطبري في كتاب الكامل فمن أراد الوقوف فليلتمسها في أماكنها ثم إن محمدا المهدي استعمل على مكة محمد بن الحسن بن معاوية بن عبد الله ابن جعفر و على اليمن القاسم بن إسحق و على الشام موسى بن عبد الله فسار محمد بن الحسن إلى مكة و القاسم معه و لقيهما السري بن عبد الله عامل مكة ببطن أذاخر فانهزم و ملك محمد مكة حتى استنفره المهدي لقتال عيسى بن موسى فنفر هو والقاسم بن عبيد الله و بلغهما قتل محمد بنواحي قديد فلحق محمد بإبراهيم فكان معه بالبصرة و اختفى القاسم بالمدينة حتى أخذت له الأمان إمرأة عيسى و هي بنت عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر و أما موسى بن عبد الله فسار إلى الشام فلم يقبلوا منه فرجع إلى المدينة ثم لحق بالبصرة مختفيا و عثر عليه محمد بن سليمان بن علي و على ابنه عبد الله و بعث بهما إلى المنصور فضربهما و حبسهما ثم بعث المنصور عيسى ابن موسى إلى المدينة لقتال محمد فسار في الجنود و معه محمد بن أبي العباس بن السفاح و كثير بن حصين العبدي و حميد بن قحطبة و هوا زمرد و غيرهم فقال له : إن ظفرت فأغمد سيفك و ابذل الأمان و إن تغيب فخذ أهل المدينة فإنهم يعرفون مذاهبه و من لقيك من آل أبي طالب فعرفني به و من لم يلقك فاقبض ماله و كان جعفر الصادق فيمن تغيب فقبض ماله و يقال إنه طلبه من المنصور لما قدم بالمدينة بعد ذلك فقال : قبضه مهديكم و لما وصل عيسى إلى فئته كتب إلى نفر من أهل المدينة ليستدعيهم منهم : عبد العزيز بن المطلب المخزومي و عبيد الله بن محمد بن صفوان الجمعي و عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب فخرج إليه عبد الله هو و أخوه عمر و أبو عقيل محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل و استشار المهدي أصحابه في القيام بالمدينة ثم في الخندق عليها فأمر بذلك اقتداء برسول الله صلى الله عليه و سلم و حفر الخندق الذي حفره رسول الله صلى الله عليه و سلم للأحزاب و نزل عيسى الأعراض و كان محمد قد منع الناس من الخروج فخيرهم فخرج كثير منهم بأهلهم إلى الجبال و بقي في شرذمة يسيرة ثم تدارك رأيه و أمر أبا الغلمش بردهم فأعجزوه و نزل عيسى على أربعة أميال من المدينة و بعث عسكرا إلى طريق مكة يعترضون محمدا إن انهزم إلى مكة و أرسل إلى المهدي بالامان و الدعاء إلى الكتاب و السنة و يحذره عاقبة البغي فقال : إنما أنا رجل فررت من القتل ثم نزل عيسى بالحرف لاثنتي عشرة من رمضان سنة خمس و أربعين فقام يومين ثم وقف على مسلم و نادى بالأمان لأهل المدينة و أن تخلوا بينه و بين صاحبه فشتموه فانصرف و عاد من الغد و قد فرق القواد من سائر جهات المدينة و برز محمد في أصحابه و رايته مع عثمان بن محمد بن خالد بن الزبير و شعارهم أحد أحد و طلب أبو الغلمش من أصحابه البراز فبرز إليه أخو أسد فقتله ثم آخر فقتلوه و قال أنا ابن الفاروق و أبلى محمد المهدي يومئذ بلاء عظيما و قتل بيده سبعين رجلا ثم أمر عيسى بن موسى حميد بن قحطبة فتقدم في مائة من الرجال إلى حائط دون الخندق فهدمه و أجازوا الخندق و قاتلوا من ورائه و صابرهم أصحاب محمد إلى العصر ثم أمر عيسى أصحابه فرموا الخندق بالحقائب و نصبوا عليها الأبواب و جازت الخيل و اقتتلوا و انصرف محمد فاغتسل و تحنط ثم رجع فقال : أترك أهل المدينة و الله لا أفعل أو أقتل و أنت مني في سعة فمشى قليلا معه ثم رجع و افترق عنه جل أصحابه و بقي في ثلثمائة أو نحوها فقال له بعض أصحابه : نحن اليوم في عدة أهل بدر و طفق عيسى بن حصين من أصحابه يناشده في اللحاق بالبصرة أو غيرها فيقول و الله لا تبتلون بي مرتين ثم جمع بين الظهر و العصر و مضى فأحرق الديوان الذي فيه أسماء من بايعهم و جاء إلى السجن و قتل رياح بن عثمان و أخاه عباسا و ابن مسلم بن عقبة و توثق محمد بن القسري بالأبواب فلم يصلوا إليه و رجع ابن حصين إلى محمد فقاتل معه و تقدم بن إلى بطن سلع و معه بنو شجاع من الخمس فعرقبوا دوابهم و كسروا جفون سيوفهم و استماتوا و هزموا أصحاب عيسى مرتين أو ثلاثة و صعد نفر من أصحابه عيسى الجبل و انحدروا منه إلى المدينة و رفع بعض نسوة إلى العباس خمارا لها أسود على منارة المسجد فلما رآه أصحاب محمد و هم يقاتلون هربوا و فتح بنو غفار طريقا لأصحاب عيسى فجاؤا من وراء أصحاب محمد و نادى حميد بن قحطبة للبراز فأبى نادى ابن حصين بالأمان فلم يصغ إليه و كثرت فيه الجراح ثم قتل و قاتل محمد على شلوه فهد الناس عنه هدا حتى ضرب فسقط لركبته و طعنه ابن قحطبة في صدره ثم أخذ رأسه و أتى به عيسى فبعثه إلى المنصور مع محمد بن الكرام عبد الله بن علي بن عبد الله بن جعفر و بالبشارة مع القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن و أرسل معه رؤوس بني شجاع و كان قتل محمد منتصف رمضان و أرسل عيسى الألوية فنصبت بالمدينة للأمان و صلب محمد و أصحابه ما بين ثنية الوداع و المدينة و استأذنت زينب أخته في دفنه بالبقيع و قطع المنصور الميرة في البحر عن المدينة حتى أذن فيها المهدي بعده و كان مع المهدي سيف علي ذو الفقار فأعطاه يومئذ رجلا من التجار في دين كان له عليه فلما ولي جعفر بن سليمان المدينة أخذه منه و أعطاه من دينه ثم أخذه منه المهدي و كان الرشيد يتقلده و كان فيه ثمان عشرة فقرة و كان معه من مشاهير بني هاشم أخو موسى و حمزة بن عبد الله بن محمد بن علي بن الحسين و حسين و علي ابنا زيد بن علي و كان المنصور يقول عجبا خرجا علي و نحن أخذنا بثأر أبيهما و كان معه علي و زيد ابنا الحسن بن زيد بن الحسن و أبوهما الحسن مع المنصور و الحسن و يزيد و صالح بنو معاوية بن عبد الله بن جعفر و القاسم بن إسحق بن عبد الله بن جعفر و المرجى علي بن جعفر بن إسحق بن علي بن عبد الله بن جعفر و أبوه علي مع المنصور و من غير بني هاشم محمد بن عبد الله بن عمر بن سعيد بن العاص و محمد ابن عجلان و عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم و أبوبكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة و أخذ أسيرا فضرب و حبس في سجن المدينة فلم يزل محبوسا إلى أن نازل السودان بالمدينة على عبد الله بن الربيع الحارثي وفر عنها إلى بطن نخل و ملكوا المدينة و نهبوا طعام المنصور فخرج ابن أبي سبرة مقيدا و أتى المسجد و بعث إلى محمد بن عمران و محمد بن عبد العزيز و غيرهما بعثوا إلى السودان و ردوهم عما كانوا فيه فرجعوا و لم يصل الناس يومئذ جمعة و وقف الأصبغ بن أبي سفيان بن عاصم بن عبد العزيز لصلاة العشاء و نادى أصلي بالناس على طاعة أمير المؤمنين و صلى ثم أصبح ابن أبي سبرة و رد من العبيد ما نهبوه و رجع ابن الربيع من بطن نخل ثم و قطع رؤساء العبيد و كان مع محمد بن عبد الله أيضا عبد الواحد بن أبي عون مولى الأزد و عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة و عبد العزيز بن محمد الدراوردي و عبد الحميد بن جعفر و عبد الله بن عطاء ابن يعقوب مولى بني سباع و بنوه تسعة و عيسى و عثمان ابنا خضير و عثمان بن محمد بن خالد بن الزبير قتله المنصور من بعد ذلك لما أخذ بالبصرة و عبد العزيز بن إبراهيم بن عبد الله بن مطيع و علي بن المطلب بن عبد الله بن حنطب و إبراهيم بن جعفر بن مصعب بن الزبير و هشام بن عمير بن الوليد بن عبد الجبار و عبد الله بن يزيد بن هرمز و غيرهم.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|