لقد وطد المنصور لابنه الأوضاع واخضع له الرقاب، لذا لم تقم في أيام المهدي حركات واسعة، ولم ينشط منافسوه سواء من الطالبيين ام من غيرهم، ومع هذا فقد قامت حركات محلية بسيطة منها:

1- خروج يوسف بن إبراهيم المعروف بالبرم: وكان خروجه بخراسان عام 160 فسار اليه يزيد بن مزيد فتمكن منه واسره وارسله الى المهدي مع كبار أنصاره فقتلوا جميعا.

2- خروج المقنع: في قرية من قرى مرو حاضرة خراسان، واسمه عطاء وكان يقول بتناسخ الأرواح وان الله قد ظهر في صورة ادم لذا سجدت له الملائكة، ثم ظهر في صورة نوح، ثم في صورة الأنبياء الواحد بعد الاخر حتى كان في صورة ابي مسلم وأخيرا صار اليه لذا فقد ادعى الربوبية. وكان اعور قبيح الوجه لذا فقد اتخذ له وجها من ذهب. وكان خروجه عام 161 فأرسل له المهدي عددا من القادة، ثم افرد له سعيد الحرشي فلجأ المقنع الى قلعة (كش) (1) وكان قد جمع فيها الطعام وحصنها، فلما اشتد عليه الحصار وشعر بالغلبة احتسى السم وهو وأهله فماتوا جميعا وذلك عام 163هـ.

3- خروج عبد السلام بن هاشم اليشكري: بالجزيرة وقوي امره، واحرز النصر على عدد من قادة المهدي وجيوشه، وسار اليه أخيرا شبيب بن واج المرورذي ولكنه هزم امامه أيضا، فلما جاء دعم الى شبيب انتصر وفر عبد السلام امامه الى قنسرين فتبعه، وتمكن من قتله فيها عام 162، وعبد السلام هذا من الخوارج الصفرية.

4- دحية بن مصعب بن الاصبع بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم: عام 165 وتغلب على أكثر بلاد الصعيد، وكاد نفوذ الدولة العباسية ينتهي من الصعيد، وهذا ما جعل الخليفة المهدي يغضب على واليه في مصر إبراهيم بن صالح بن علي العباسي ويعزله ويرسل مكانه موسى بن مصعب بن الربيع الخثعمي 167، ولكنه فشل كذلك في القضاء على ثورة دحية، وقسا على السكان فسلمه الجند، وتخلوا عنه للثائرين فقتل، وجاء بعده حسام بن عمرو المعافري، وقد فشل كذلك. واستمرت الثورة حتى أيام الهادي.

___________

(1) كش: مدينة في بلاد ما وراء النهر، وهي المقصودة هنا، كما توجد بلدة على جبل بالقرب من جرجان على بعد ثلاثة فراسخ تحمل الاسم نفسه، وثالثة من قرى اصبهان.