التأثير الضار لارتفاع حموضة التربة على أغلب المحاصيل الزراعية

عندما يكون تركيز أيون الهيدروجين عالياً بدرجة مفرطة – أي زيادة حموضة المحلول عندئذ يتدهور نمو الجذور بشدة ويقل دخول المواد المغذية إليها. ويظهر التأثير السلبي الحامضي في حالة عدم وجود الأيونات الموجبة الأخرى وبصفة خاصة أيونات الكالسيوم في المحلول ، إذ أن وجود كمية كبيرة من الكالسيوم يجعل النباتات أكثر قدرة على تحمل الحموضة عما هي عليه في غياب الكالسيوم ويضاف على صورة كلوريد كالسيوم.

وأكثر مراحل النبات حساسية لارتفاع حموضة التربة هي بداية مرحلة النمو بعد الإنبات مباشرة – ولارتفاع حموضة التربة تأثيران ضاران على النبات هما:

(أ) تأثير ضار مباشر:

1- انخفاض النمو وتشعب الجذور.

٢- تسوء نفاذية الخلايا الجذرية مما يؤدي إلى سوء امتصاص النبات للماء والمواد المغذية.

۳- ضعف تكوين البروتينات.

4- تخمد عمليات تحول الكربوهيدرات البسيطة ( السكريات الأحادية ) إلي مركبات أكثر تعقيداً.

(ب) تأثير ضار غير مباشر:

1- التربة الحامضية لها خواص بيولوجية رديئة – لأن الفعاليات الحيوية للأحياء المجهرية المفيدة وخاصة البكتيريا المثبتة للنيتروجين تكون عند الوسط 6.5-7.5 = PH وهو الوسط الأكثر صلاحية لنموها وتخمد فعاليتها إلى درجة كبيرة في الوسط الأكثر حموضة.

٢- الحموضة العالية تساعد على تطور فطريات التربة المتطفلة والتي تصيب النباتات بالأمراض المختلفة.

3- التربة الحامضية لها خواص فيزيائية وكيميائية غير جيدة لأن أيونات الهيدروجين تعمل على التفكك التدريجي للمواد الغروية المعدنية كما تعمل على زيادة حركة وانتشار الكالسيوم والمواد القاعدية الأخرى وتصبح التربة فقيرة لتلك العناصر.

4- تتسبب أيونات الهيدروجين في زيادة حركة الألومنيوم والمنجنيز في التربة وبالتالي زيادة ذوبانهما وتركيزهما في محلول التربة والذي يضر بالنباتات وخاصة البرسيم والحنطة السوداء والحنطة الشتوية والجودار والجت والبنجر والكتان والشعير والبازلاء.

5- تؤثر أيونات الهيدروجين على الموليبدنيوم وتقل حركته ويتحول إلى أشكال ضعيفة الذوبان.

6- يجعل تركيب التربة رديناً وسعه امتصاصها منخفضة.

7- عند زيادة الحموضة ووجود تركيز مرتفع من أيونات الهيدروجين بصورة مفرطة يتدهور نمو الجذور بشدة وتصبح مخاطية لزجة ويختل نفاذيتها ويقبل امتصاصها للمواد الغذائية ويظهر هذا التأثير السلبي بصفة خاصة عند غياب أيونات الكالسيوم التي توقف دخول أيونات الهيدروجين الموجبة – وعند وجود زيادة من أيونات الكالسيوم يصبح النبات أكثر قدرة على تحمل الحموضة.

8- في حالة التفاعل القلوي للتربة يزداد دخول الايونات الموجبة ويصعب دخول الأيونات السالبة – وأفضل الإجراءات التي تهدف إلى الحصول على أحسن الظروف لنمو الجذور هو إضافة الكلس إلى التربة الحامضية وغيرها.