أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2014
4019
التاريخ: 5-11-2015
4478
التاريخ: 11-12-2014
3405
التاريخ: 11-5-2017
3385
|
تعتبر قصة مباهلة رسول الله (صلى الله عليه واله) مع وفد نجران من حوادث التاريخ الإسلاميّ المثيرة والجميلة، وهي وإن قصّر بعض المفسّرين والمؤرخين في رواية تفاصيلها، وتحليلها، إلاّ أنّ ثلة كبيرة، من العلماء كالزمخشري في الكشاف والإمام الفخر الرازي في تفسيره وابن الاثير في الكامل أعطوا حق الكلام في هذا المجال وها نحن ننقل هنا نصّ ما كتبه الزمخشري في هذا المجال :
حان وقت المباهلة... وكان النبي (صلى الله عليه واله) ووفد نجران قد اتفقا على أن يجريا المباهلة خارج المدينة، في الصحراء... فاختار رسول الله (صلى الله عليه واله) من المسلمين ومن عشيرته وأهله أربعة أشخاص فقط وقد اشترك هؤلاء في هذه المباهلة دون غيرهم، وهؤلاء الاربعة لم يكونوا سوى على بن أبي طالب (عليه السلام) وفاطمة الزهراء بنت رسول الله (صلى الله عليه واله) والحسن والحسين لأنه لم يكن بين المسلمين من هو أطهر من هؤلاء نفوسا، ولا أقوى وأعمق إيمانا.
طوى رسول الله (صلى الله عليه واله) المسافة بين منزله، وبين المنطقة التي تقرر التباهل فيها في هيئة خاصة مثيرة، فقد غدا محتضنا الحسين آخذا بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعلي خلفها، وهو يقول : إذا دعوت فأمّنوا.
كان زعماء وفد نجران ورؤساؤهم قد قال بعضهم لبعض ـ قبل أن يغدو رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى المباهلة : انظروا محمّدا في غد، فإن غدا بولده وأهله فاحذروا مباهلته، وإن غدا بأصحابه فباهلوه فانه ليس على شيء وهم يقصدون أن النبي إذا جاء إلى ساحة المباهلة محفوفا بأبهة مادية، وقوة ظاهرية، تحف به قادة جيشه وجنوده فذلك دليل على عدم صدقه، وإذا أتى بولده وأبنائه بعيدا عن أيّة مظاهر مادية وتوجه إلى الله بهم وتضرع الى جنابه كما يفعل الأنبياء دلّ ذلك على صدقه؛ لأنّ ذلك آكد في الدلالة على ثقته بحاله واستيقانه بصدقه، حيث استجرأ على تعريض أعزته، وأفلاذ كبده، وأحبّ الناس إليه لذلك، ولم يقتصر على تعريض نفسه له، وعلى ثقته بكذب خصمه.
وفيما كان رجال الوفد يتحادثون في هذه الامور اذ طلع رسول الله (صلى الله عليه واله) والاغصان الاربعة من شجرته المباركة بوجوه روحانية نيّرة فاخذ ينظر بعضهم إلى بعض بتعجب ودهشة، كيف خرج رسول الله (صلى الله عليه واله) بابنته الوحيدة، وأفلاذ كبده وكبدها المعصومين للمباهلة، فادركوا أن النبي (صلى الله عليه واله) واثق من نفسه ودعوته وثوقا عميقا، اذ ان المتردد غير الواثق بدعوته لا يخاطر بأحبائه واعزته ويعرضهم للبلاء السماوي.
ولهذا قال اسقف نجران : يا معشر النصارى إني لأرى وجوها لو شاء الله أن يزيل جبلا من مكانه لازاله بها، فلا تباهلوا فتهلكوا، ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|