أقرأ أيضاً
التاريخ: 12/11/2022
1497
التاريخ: 22-04-2015
4077
التاريخ: 5-10-2014
1616
التاريخ: 27-08-2015
1625
|
نرى أنّ بعض الشباب المسلم في البلاد الإسلامية قد انخرطوا في الأحزاب السياسية ، ورفضوا الدين من أساسه ، ولعل بعض السبب هو أنّهم وجدوا في أنفسهم صراعاً عنيفاً بين العقيدة والوجدان ، فمن جانب توحي إليهم فطرتهم وعقيدتهم الإنسانية السليمة ، إلى أنّه تجب مكافحة الظالمين ، والخروج عليهم ، ونصرة المظلومين ، وأخذ حقوقهم من أيدي الظالمين ، ومن جانب آخر يسمعون من علماء الدين أو المتزيّين بلباسه ، أنّه لا يجوز الخروج على السلطان ، بل تجب طاعته وإن أمر بالظلم والعدوان ، فحينئذ يقع الشاب في حيرة من أمره بين اتّباع الفطرة والعقل السليم ، واتّباع كلام هؤلاء العلماء الذين ينطقون باسم الدين خصوصاً إذا كان المتكلم رجلاً يكن المجتمع له الاحترام والإكبار ، ويعرفه التاريخ بالخطيب الزاهد كالحسن البصري ، فإنّه عندما سئل عن مقاتلة الحجّاج ذلك السيف المشهور على الأُمّة والإسلام فأجاب : « أرى أن لا تقاتلوه ، فإنّها إن تكن عقوبة من الله ، فما أنتم برادّيها ، وإن يكن بلاءً فاصبروا حتّى يحكم الله وهو خير الحاكمين » فخرج السائلون من عنده وهم يقولون مستنكرين ما سمعوا منه : أنطيع هذا العلج ، ثم خرجوا مع ابن الأشعث على قتال الحجاج (1).
فإذا سمع الشاب الثوري هذه الكلمة من عميد الدين وخطيبه ـ كما يقال ـ عاد يصف جميع رجال الدين بما وُصِفَ به الحسن البصري ، وبالتالي يخرج من الدين ويتركه ، ويصف الدين سناداً للظالم وملجأ له.
وفي الختام نوجّه نظر الأعلام من السنّة إلى خطورة الموقف في هذه الأيام ، وأنّ أعداء الإسلام لبالمرصاد يصطادون الشباب بسهام الدعاية الكاذبة ، ويعرّفون الإسلام بأنّه سند الظالمين ، وركن الجائرين بحجة أنّه ينهى عن الخروج على السلطان الجائر.
والمسلم غير العارف بالدين وما أُلصق به ، لا يميز بين الحقيقة الناصعة وبين ما أُلبس عليها من ثوب رديء قاتم.
وليس هذا أوّل ولا آخر مورد يجد الشاب الثوري صراعاً في نفسه بين العقلية الإنسانية وبين الدعاية الكاذبة عن الإسلام ، فيختار وحي الفطرة ويصبح ثائراً على القوى الطاغية ، ويظن انّه ترك الإسلام باعتقاد أنّ المتروك هو الدين الحقيقي الّذي أنزله الله تعالى على النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وهذه الجريمة متوجهة بالدرجة الأُولى على هذا النمط من العلماء.
فواجب على علماء الدين أن يرجعوا إلى المصادر الإسلامية الصحيحة في تشخيص ما هو من صميم الدين عمّا أُلصق به ، ولا يقتنعوا بما كتب باسم الدين عن السلف الصالح ، وليس كل ما نسب إلى السلف الصالح أو قالوا به صميم الدين ، كما أنّه ليس كل سلف صالحاً ، بل هم بين صالح وطالح ، وسعيد وشقي ، وعالم وجاهل ، وليس كل سلف أفضل وأتقى وأعلم من كل خلف ، فليدرسوا الأُصول المسلّمة من رأس ، نعم لا أكتم أنّ هناك أُناساً واقفين على الحقيقة ، ولكن لا تقتضي مصالحهم الشخصية إظهارها وقد نزل فيهم قوله سبحانه : { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ } [ البقرة : 159] ، كما أنّ بينهم شخصيات لامعة جاهروا بالحقيقة واصحروا بها واشتروا رضا الرب بأثمان غالية وتضحيات ثمينة.
__________________
(1) الطبقات الكبرى : 7 / 164.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|